26 نوفمبر . 4 دقائق قراءة . 593
في التوطئة بدأ بطرح أسئلة لايريد ربما إجابات فكرية فورية عليها، إنما إلهامات من عالم الجمال...
ماهو الجمال؟
هل هو أسر أم انعتاق؟ أم أن أسره انعتاق؟
لم النفس قبيحة وجميلة في آن؟
لماذا ليس في مقدورنا دوما فعل الجمال؟
لماذا نتحسس بين الحين والاخرى قبحا من الداخل، وأحيانا نشعر برهافة ذلك الجمال؟
لماذا الجمال؟
هل لأن الحقيقة جمال؟
أم لأن النهاية جمال؟
أم لأن بداية البدايات كانت هي الجمال؟
أردت أن أقبض على الجمال بكليته
والجمال حر والجمال سحر
إقبض عليّ أيها الجمال
فأنا السجين دونك
اقبض عليّ أيها الجمال وافعل ماتشاء
فكل أفعالك جمال
اقبض عليّ أيها الجمال ودعني في قفصك
فقفصك حياة لا يدخلها زمن
إن أنت قبضت عليّ ماعدت أنا
اقبض عليّ ودعني هكذا عالما في كونك المجهول
اقبض عليّ ودعني هكذا على وسادتك أغفى
فاستيقظ فيك طيف منك يلاقي كل أمثالك...
ثم بدأ في الصفحة الثالثة بكتابة عنوان أسماه
تفكر في الجمال من أقوال كريشنامورتي:
ماهو الجمال
أين يسكن؟
هل الجمال يسكن في الصورة؟
في المتحف ربما؟
أو في القصائد و الشعر؟
هل يكمن في أفق التقاء الجبال مع السماء؟
أو أنه يقبع في ماء تعكس جنة الجمال؟
او انه يسكن في الفن المعماري
في البناء والهندسة؟
نحن نتساءل عن ماهو الجمال
ابحثو بمفردكم إنطلقوا...
الشكل له جماله بالطبع
لكننا نبحث عن ماهية الجمال
ليس في الخيال الذي ينسج الجمال
ليس في الكلمة التي تعبر عن الجمال
ليس في جمال الفكرة...
عندما ترى شيئا في منتهى الجمال والحيوية كالجبال، أو كسماء زرقاء صافية
في تلك البرهة عندما ترى ذلك
فتنخطف كليا
لا أعلم أن كنتم قد لاحظتم ذلك
لان المشهد حينها سيكون ساحرا
لأن بهاء الجمال هو من يستحوذ على إحساسنا فيصرف ذلك الحيز الصغير الذي ندعوه بالأنا بعيدا...
كطفل تعطيه لعبة، فيغدو مشدوها بها
و عندما تأخذ منه اللعبة يعود إلى نفسه يبكي يشكي يحكي وما إلى ذلك...
عندما تغيب هذا الأنا هنا ينطلق الجمال
ليس في الاغان أو الدراما أو التلفاز...
لكنم لاتجدون وتبحثون بمفردكم عن الجمال
عن ماهية الجمال
لأنه دون الجمال لايوجد حب
ليس جمال الشكل أو الوجه أو الشعر الاسود او الأشقر
لكن ذلك الجمال الذي يحضر حينما نكون دوننا...
1977
at Brockwood Park, When the me is absent there is beauty.
J.Krishnamorti
"BEAUTY IS DANGEROUS FOR A MAN OF DESIRE."
في الصفحة التاسعة نقرأ اقتباسات دونها عن الجمال من علوم باطن الانسان الإيزوتيريك فكان منها:
"يجب ألا يغيب عن الفكر أن الحب خيال إذا ما غاب عن الوعي والجمال، وأن الجمال وهم بمعزل عن الحب والوعي.
الجمال تكامل في اكتمال، هذا ماتؤكده علوم الايزوتيريك. والاكتمال لا يغدو كمالا من دون معاينة النقصان فيه..."
ص ٩٩
كتاب الجمال ومضات وأسرار
إعداد لبنى نويهض
رانيا كفروني فرح
وفي الصفحة العاشرة أحب تدوين أبيات من ديوان كان لعلي محمود طه الذي أحب اشعاره:
في المثل الأعلى وحبِّ الخلودْ
حمَّلتهُ العبءَ الذي لم يَهُنْ
خلقتهُ قلبًا رقيقَ الشغافْ
يهيمُ بالنورِ ويهوى الجمالْ
حَلَتْ له النجوى ولذَّ الطوافْ
بعالم الحسنِ ودنيا الخيالْ
بعثتهُ طيرًا خفوقَ الجناحْ
على جِنانٍ ذات ظلٍّ وماءْ
أطلقتهُ فيها قُبَيْلَ الصباحْ
وقلتَ: غنِّ الأرضَ لحنَ السماءْ
فهامَ في آفاقها الواسِعهْ
النُّورُ يهفو حولَهُ والنَّدَى
مُصفِّقًا للضحوةِ الساطعةْ
ومُنشِدًا ما شاءَ أن يُنشدَا
إنْ جاءَ صيفٌ أو تجلَّى ربيعْ
حيَّاهُ منهُ عبقريُّ الغِناءْ
وكم خريفٍ في نشيدٍ بديعْ
تظلُّ ترويه ليالي الشتاءْ
قيثارةٌ تصدُر في فنِّها
عن عالم السِّحر ودنيا الخفاءْ
على الصَّدَى الحائِرِ من لحنها
يستيقظُ الفجرُ ويغفو المساءْ
مَشتْ على الأمواجِ أنغامُها
والأرضُ قيدَ النشوة المسكِره
كأنَّما ترقُص أحلامُها
في ليلةٍ شرقيةٍ مُقمره!
من قلبهِ أسلَسْتَ أوتارَها
فقلبُهُ يخفقُ في كفِّهِ
يشدو فتُملي النفسُ أسرارَها
عليهِ، فهيَ اللحنُ من عزفِه
ذاتَ صباحٍ طار لا يُمْهِلُ
والأرضُ سكرى من عبيرِ الزهورْ
على حصاها رنَّمَ الجدولُ
وفي روابيها تُغنِّي الطيورْ
ما كان يدري قبلَ أن ينظرا
ما خَبَّأتْهُ النظرةُ العاجلةْ
ما أبدعَ الحلم الذي صوَّرا...
ثم بدأ في الصفحة الثانية عشر
يكتب عناوينا ربما لرحلة فكرية نحو أبعاد أفكارها:
-الجمال بين الوهم والحقيقة
-اللذة يغيب عنها الجمال، واللذة الاخرى التي يخبئها الجمال، وغبطة تحوي الجمال
- الجمال في التأمل، والتأمل في الجمال...
في الصفحة الخامسة عشر يبدأ تحضير روايته بعنوان ألماني هذه المرة:
Frauen aus Hanseviertel
ويترجمها للعربية تحت عنوان:
جميلات في الحي الذي أسكنه
ويذكر فيه قصص التقائه بهن كل واحدة على حدة مع ذكر أسماء بعضهن
أحداهن اعتقت قصيدة عن الحب وأخرى عن الأم وأخرى طرحت في داخله تساؤلات عن أبعاد الحياة وأخرى طقوس عبادة ورجاء وهكذا كان يراقب أيضا أحلامه بعيد التقائه بهن وعن أثر ذلك الجميل في حيز نفسه وتقلباتها…
الجميل أيضا أنه يبدأ مسودة الرواية بعرض قصته مع الجمال في حديقة أرهفت نفسه وفتحتها على حس الجمال الذي تلونت به هالته...
يقول: الحياة جميلة
كيف؟
أغمض عينيك
ليس للرجوع للذكريات الجميلة في الماضي وحسب
ليس لتخيل جميل الحياة معك فحسب
بل لاستقبال رسائله
إلهاماته
أغانيه
قصائده
في وحدة الوعي والزمن...
وفي الصفحة الواحدة والعشرين
يكتب مناجاة:
يا جميل
جمّل فكري
نق شعوري
أرهف كياني
ولتكن أفعالي مثال للجمال الذي تحب
يا جميل يا سيد الجمال
دعني أرى بعينيك
دعني أنطق بشفتيك
وهبني ذاك الجمال
الذي به خلقت الحياة
الذي به أوجدت كل شيء
فكل شيء جميل...
14 فبراير . 1 دقيقة قراءة
17 يناير . 4 دقائق قراءة