14 يناير . 1 دقيقة قراءة . 785
مرَّتْ سنين وأنا أبتعد عن جميع الفرصِ،
سنين وأنا أتفادى حرب الأعصاب
وأرفض أيّةَ محاولة لدخول هَذا القفص،
فأتجاهَل الجميع وكأنّني مرتبطة.
و ما بين ليلةٍ و ضحاها،
بدأَتْ أفكارٌ كثيرةٌ تربكُني،
مشاعٌر غريبةٌ تتملّكني
و قلقٌ يعتريني.
لعلّي نسيتُ الحبَّ،
لعلّي ارتويتُ ما يكفي من هَذه الكأس.
أمّا اليوم، باتَ يصعُب عليّ أن أنكرَ هذه الشّعلة،
شعلةٌ قد تناسيْتُها و أخمدتها منذ مدّةٍ طويلة.
إنّهُ وجهٌ غامضٌ بين آلاف الوجوه البسيطة.
لكنّني أحبّذُ البساطةُ المبسّطة،
فأخشى أن أسقطَ في هاوية وجهٍ
لا أستطيع أن أبصرَ من خلاله النّورَ.
بيني وبينه مسافة بحر،
أخشى الغرق، فهل أُلقي بنفسي للإبحار؟
أخاف منهُ وأختارهُ،
أنتظرهُ وأتوقُ مغادرتهُ،
خوفةً مِن أن يطولَ الإنتظارَ.
شاردة الخطوات، أسئلةٌ كثيرةٌ تحيّرني.
تائهةٌ، لا أدري إن كنتُ أفضّل الهروبَ أم استكشاف المجهولَ.
أأنا هاوية شقاء وعناء أم أقصدُ المستحيلَ؟
أعي بأنّ الطريقَ إليه غير ممكن بل متعسّر،
ولكنّني هاوية هويّة مجهولة.