شهادات في تجربة الفنان عبود سلمان : للناقد السعودي عبد الرحمن سليمان

Aboud Salman

30 يناير  .   0 دقيقة قراءة  .    822

عبود سلمان
رحلة حب وجمال وفن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ارتحالات متسارعة من دير الزور الى بيروت وأخيرا كندا. كانت الرياض وجهة فنية ووظيفية أولى خارج وطنه (سوريا). تحرك فيها الفنان من مدرسته الى الساحة التشكيلية مشاركا ومتابعا وكاتبا، عندما زرته ذات يوم كان مسكنه مكتظا بالأعمال والكتب والصحف والأوراق والتجارب المختلفة، المتنوعة، وكان حماسه منقطعا. يركض خلف الكتاب والورقة والاقصوصة، خلف اللون والقماش والأوراق يرسم بحب كما يكتب بشغف، كانت روحه طموحة، ومتوثبه تستدعي كل جميل، وتتفاعل مع كل حدث. يزور المعرض ويلتقي بالفنانين يتحدث معهم وبحب يكتب عنهم، وقد اتاحت له بعض الصحف السعودية صفحاتها ليعبر عن انطباعاته وآرائه.
اعماله الفنية تحمل كل ذلك الشغف والركض والطموح. يرسم كمن يسابق الزمن، مستعيدا حالة من الجمال الطبيعي النقي الذي يعكسه لنا بنفس الروح والتناول. يستغرق في تفاصيل زخرفة بساط او ملبس، كما ويستغرق في تفصيل وحدته الزخرفية المستوحاة من بيئة بدوية طالما الهمته بساطتها ونقاءها، وجوه يعرفها ولا يعرفها لكنه يستذكر معها شيئا من حياته الأولى، المبكرة في مدينته الميادين وعلى ضفاف صحرائها وبساطة العيش فيها وجمال أهلها. وجوه تشغلها التفاصيل والزخارف التي ربما نسجها او شارك في صناعتها، كما كانت ذات يوم وشوما على وجه والدته او قريباته اللاتي احببهن أو نساء بلدته الذين عرفهم وعرفوه بارا ومرتبطا بهم وباصالة الميادين وجمالياتها التي تندرج على كثير من البيئات التي لم تخالطها أوجه الحضارة او تغير من أهلها في تمسكهم باخلاقيات وتقاليد توارثوها وسعوا للحفاظ عليها.
الوانه صريحة مباشرة كنقائه واهل مدينته، وخطوطه كمن يراها في تعقيدات الحياة المعاصرة ومفاجاتها. يرتحل وترتحل معه كل الصور، ذاكرة مفعمة وممتلئة تنبض بالجمال والحب، ومع تحولات الحال غادر مرغما الميادين التي كتب عنها وعن أهلها وأدبائها وفنانيها، بل وتحمّل اصدار مطبوعات عن ذلك كمرجعية لمن يبحث عن مبدعي تلك المدينة وعمن رسموا الجمال والبهاء فيها. عندما كان في الرياض لم يتردد في تبني مشاريع الكتابة والتأليف، فأصدر اكثر من كتاب بعضها عن فنانين سعوديين احبهم وكان قريبا من تجاربهم الفنية وأخرى عن زملاء وأصدقاء وبعيدين لا يغادرون ذاكرته. يتواصل الحب وروح الجمال الى ما هو ابعد وقد ترك وطنه الام والعربي؛ لتعود روحه الجميلة الى طبيعتها ويبدأ في فتح نوافذ على أصدقائه ومعارفه، بل ويعود الى ما كتبه ذات يوم ليعيد نشره وتقديمه اما في كتاب او وسيلة تواصل اجتماعي او خلافه ليبقى الفن والجمال جزءا من تلك الشخصية الإنسانية المحبة لكل ما هو خير وجمال.
هذا هو عبود سلمان العبيد،او ابوالفرات الذي تعانق واسم فناننا وكاتبنا وكأنه يستعير من النهر العظيم عطاءه وخصبه وتواصل جريانه. ليبقى فنانا تسكنه روح الجمال والعطاء والحب.
                                                
عبدالرحمن السليمان
( المملكة العربية السعودية )

 

  0
  0
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال