06 فبراير . 2 دقيقة قراءة . 839
عبود سلمان
كالفرات يحلم ببلوغ الرحاب
و إرتياد الآفاق
عبود سلمان أو أبو الفرات كما هو معروف في الوسطين الإجتماعي و الثقافي ، هو جزء مهم من تاريخ السجال في المدينة التي أنجبته في عام 1965 ، مدينة الميادين ، المدينة التي لا تنام في حضن الفرات فحسب بل تحرس هذا الحضن في ترحاله الطويل ، فكيف إذا كان لهذا الحضن أب متوغل فيه بهديره و نشيجه ، بهدوئه و صمته ، أب عاشق له ، لا في الظاهر فقط ، بل بحضوره الكثيف و الكبير و الدائم في نصوصه التشكيلية منها و النثرية ، فميادين تسكنه كما يسكنها هو ، حتى كادت تكون قضيته الأهم ، ينفتح عليها في الأوقات كلها ، يرتقي بها إلى ذرى كونية طارحاً فيها حشود أفكاره مع الكثير من إفتتانه بها ، و هذه تسجل له ، فهو مدرك أن الطريق إلى الآخر يبدأ من عتبة بيته ، فتحولت إلى حكاياتها الكثيرة التي يرويها لنا في مجمل أعماله ، و ينثر عبقها في كل الدروب التي سار و يسير فيها ، لم أجد مبدعاً مرتبطاً بحلمة مدينته أكثر منه ، فهو الطفل الذي لا يترك تلك الحلمة مهما كبر ، و مهما إبتعد عنها فهو الأقرب إليها في الأوقات كلها ، و هو الذي لا يفطم عنها ، بل يمضي بها في سفر توغله في دروب الحياة الكثيرة ، مهما كانت وعورتها ، أو سهولتها ، الدروب التي لا يخشاها سلمان طالما بوصلته أقصد مدينته هي التي توجهه ، و تنوب عنه في تحديدها و إضاءتها ، طالما هي عصا نجاته ، بل هي عكازته التي تضبط مشيته و هو في أحلك ظروفه ، فيلح سلمان أن حكاياه كثيرة ، قد تكون أهمها مدينته و ناسها و ما هو متعلق بأرواحهم ، لكن له حكايا أخرى ، تنبع من الإنسان و تصب فيه فهو غاية الحياة و غاية الإبداع ، حكايا تبدأ من عتبة بيته إلى كندا حيث يقيم مروراً بدير الزور و دمشق و بيروت و رياض و نجد و دبي ، محطات كثيرة لكل منها ألف حكاية و حكاية يسردها لنا سلمان بشيء من روحه الجميلة التي تجعل منها و هي تلد من بين ألوانه و كأنها رؤيته نحو العالم إليها تهفو كل حكاياه و بغزارة تساهم في تغييرها ، و ترد الأسئلة الخاطئة إلى مضاجعها ..
تقرؤونها كاملة
على صفحات العرب اللندنية
30 يناير . 0 دقيقة قراءة