05 فبراير . 1 دقيقة قراءة . 576
رغم أنّكَ تسكنُ عقلي وأفكاري ويُمكنُني محادثتُك منْ نافذةِ مخيّلتي ولكنّني أرغبّ في مراسلتِكَ لعلّني أبوحُ بما لا تقوى شفتايَ على تمتمتِهِ.
أنتَ صديقٌ أعتزُّ بصداقتِهِ وأفتخرُ بوجودِهِ في داخلي، فلطالما مدَّيْتَني بقوّةٍكنْتُ ومازلْتُ بحاجةٍ إليها.
في أيّام الضُّعْفِ أوهمْتني أنّني قويّةٌ.
في لحظاتِ الانكسارِ أوهمْتَني أنّني منتصرةٌ.
بأمسِّ حاجتي لِسَندٍ أوهمْتَني أنّني مُستقلّةٌ.
كمْ مِنْ مرّةٍ كنْتُ على خطإٍ وأوهمْتَني أنّني مُحقّةٌ.
كمْ مِنْ مرّةٍ كَسَرَني المرَضُ وَأوْهَمْتَني أنّني تعافيْتُ.
كمْ مِنْ مرّةٍ شَعَرْتُ أنّني سجينةٌ وأوهمْتني أنّني حُرّةٌ طليقة.
أنتَ أوفى الأصدقاءِ، فَرُغْمَ خيبةِ أملي بكثيرٍ منَ الأشخاصِ أوهمْتَني أنّ قراراتي باختيارِ معشري صائبةٌ؛ رُغمَ الصّفعاتِ الكثيرةِ أوهمْتني أنّني غَيْرُ مُعنّفةٍ.
رُغمَ تلاشي أحلامي أوهمتَني أنّني طموحة.
أيُّها الوهمُ أتمنّى لكَ منَ العُمرِ الكثيرَ علّني أفارقُ العالمَ قبلَكَ ولو بثوانٍ، حياتي دونَكَ جهنّمُ الدُّنيا، بدونِكَ مصيري الانتحار!
دُمْتَ لي صديقاً واهماً دوماً.