موعد مع الوهم

Maher

15 مارس  .   3 دقائق قراءة  .    653

موعد مع الوهم

على مقعد أزرق في حديقة بعيدة تواعد رجل مع وهمه، على غير المعتاد.
فبدأ الحديث بعد السلام والإطمئنان:

 

الوهم:
كل ما لديك أفكار
يحادث فكرك نفسه فيوهم نفسه شخصية معلم مرة، وشخصية  الصديقة مرة أخرى، أو شخصيات عدة وكل هذا فكر... وهم!
الرجل:
صحيح كل ذلك نتاج الفكر، والفكر منه الجميل ومنه القبيح منه المفيد ومنه الضار منه السيء ومنه الجيد…

لكن الجمال فوق الفكر والحقيقة فوق الفكر أيضا، حتى الحب والإبداع وكل تلك الأمور تعلو الفكر، تعلو كلينا…

الوهم:
وحياتك؟ كحياتي يملؤها اللاحب
الرجل:
كلانا نعيش في اللاحب، أليس كذلك؟

الوهم:
نعم، وكذلك الكثيرون

 

الإثنان يحدقان ببعض وترتسم عليهم بسمة صدق...

 

الوهم: 
أنت دائم البحث واللهث، قليلا ماتجلس دون شيء هكذا فحسب
الرجل: 
لكن القليل هذه عندما تتواجد تعرف أنت كيف تملأ الأجواء حياة وروعة
الوهم: أنا الذي أعرف، لذلك أحب أن ألقاك في الحديقة دائما، لأنك تكون بلاشيء..
الرجل: وكأنك لست معي كل يوم في منزلي!

 

الوهم والرجل يضحكان

 

الرجل: 
هناك قصيدة سميتها باسمك… وهم

أحبها جدا 
فيها من كلينا، أتسمعها؟!

الوهم: قصيدة الوهم! اسمعني

الرجل: 
انا شبابي بَوْح يسامر كهلي في عمر انطوى
انا الجاهل والعارف في شيء سوى
انا الطاغية في الحكم والمظلوم يرجو السوا
أنا الدستور والمخالف للقانون فيما بنى
انا العاشق والكاره للعشق والجوى
انا السكير في حانة والمصلي لحياة الماورا
أراني وأرانيَ الضد نحن واحد مصلوب مالتوى
لاهوية لي لا بيت لي طليق كالهوا
اعصف، أُمرِض وفي آن انا الدوا
سألتني فيّ، فيك إجابتي 
تراني الحياة ياترى؟
أنا موج متلاطم مهما علا 
لا يعي انه وجود قد رسى
انا عطف الامومة وسلطة الاب اذا قسا
انا القديس في المرائي وإبليس في الخفى
انا أرض قاحلة وانا الحديقة وكل الرفى
مالي والأنا أنا مهما أنكرتها أبقى أنا 
إن عقلي سهى لحظة عن نفسه 
قلبي من نهر النجوم ارتوى
وإن استيقظ عاد للعبة الأحاجي 
مامل التعقيد ولاهو اكتفى
انطفت شمعتي
وشمع الحكمة نور ماانطفى
غفى لهوي 
وفاق وعي طفل مابعد لعب ولا لهى
دعني ألعب الغميضة
عصبت عيناي عددت عشرا
فتحت عيناي وكل شيء اختفى....

 

الوهم: أختفينا؟!

الرجل: نعم، اختفينا...


توقف الحديث وبدأ كلاهما الرجل وصديقه الوهم يستمعان لغناء العصافير ويستمتعان بنسائم العليل وأطياف الشمس 
ومضى الوقت دون أن يشعرا…

 

 

 

فابتسم الرجل كما الوهم، ثم أردف:
في كل مرة نجتمع يكون مانقوله واقعيا، نصغي إليه، نناقشه
فتصغي إلينا الطبيعة 
فتأخذنا حيث الحقيقة 
حيث لا فكرة ولا صورة 
لا أنت ولا أنا
فنعود وتملؤنا الطاقة…

الوهم: كيف ستمضي حياتك؟! 
الرجل: كما الحياة 
الوهم: الشاهد؟ 
الرجل: ربما...

 


دعك الآن من كلينا، استمتع

دع الحياة تفنينا فيها طبيعة تنساب في أنفاس كل الخلائق فتودع نفسها في أرواحهم ذكرى...

 

أترى النهاية؟! 

 

نعم أراها

 

لنبدأ من حيث النهاية إذا…

 

 

 

 

 

  1
  8
 3
مواضيع مشابهة

17 يناير  .  2 دقيقة قراءة

  1
  3
 0

08 يوليو  .  2 دقيقة قراءة

  2
  3
 0

30 مارس  .  2 دقيقة قراءة

  2
  5
 1

22 فبراير  .  2 دقيقة قراءة

  0
  2
 0

05 فبراير  .  1 دقيقة قراءة

  4
  5
 0

05 نوفمبر  .  3 دقائق قراءة

  2
  3
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال
عادل خالد الديري
16 مارس
وهم غير مدرك لكونه وهم، يتوهم وهمًا مدركًا لكونه وهم. هذا هو الفرق الوحيد بينهما.
  1
  1
 1
أنّا كريستين عيد
16 مارس
" والأنا أنا مهما أنكرتها أبقى أنا " ❤️❤️❤️
  0
  1
 1
لينا شباني
24 فبراير
أحاول أن أقنع الوهم أنني هو، فيقنعني أنه أنا. ويبقى الوهم أجمل ما في... الأنا.
  0
  1