24 يناير . 1 دقيقة قراءة . 938
لم يكن سوى رجلٍ عادي يحتسي كوباً من القهوة.
تأمّلْتُه وغرقْتُ في عينيه وأرجّحُ أنّه انحفر
في مقلتيَّ. سكرْتُ من عطرِه الّذي لم أشمّه. لا أدري، هل سحرني أنا فقط أم كان
لسمرتهِ تأثير على أخريات؟
شخصيّةٌ محالٌ وصفُها بل يستحيل تصويرها.
لم أحجب نظري عنه بل وجدتُ نفسي أتصفّحهُ
كجريدةٍ من الأعلى حتّى الأسفلِ.
نعم، لقد أشعلَ مدافئي.
تمنّيتُ لو سمعتُ صوتهُ ولكنّني اكتفيتُ
بالإصغاء إلى أنفاسِهِ.
ومرَّتْ خمس سنوات، وها أنا، ذات يوم، أجدُ
نفسي أردُّ قائلةً:
" لا، لم نلتقِ من قبل." وانصرفتُ منتحلة شخصيّة اللّامبالي وألمٌ
أشدُّ من الألمِ يتملّكني.
يا ليتني لم أخنْ ذاكرتي.
يا ليتني استطعتُ أن أراقبه عن كثب.
ويا ليتهُ يعلم أنّه مهما طالَ بي العمر، سيبقى
دائماً معي رغم أنّنا لن نلتقِ أبداً.