العنوان

07 مارس  .   4 دقائق قراءة  .    838

هي
______
ليت العالم أنثوي
وهذا ليس تحيّزاً للمرأة بقدر ما هو تحيّز للأنوثة
ربّما هكذا
تستعيد الأرض أمومتها
***

العادة الشهرية عند المرأة هي التي نظّمت الوقت في الكون
لذلك لم أكن أدرك الزمن عندما كنت صغيرة
ولن أدركه عندما أصير عجوزاً
* * *

كانت تصلّي لله كي تصير مثل رفيقاتها الصغيرات وتُقبل على جسدها العادة الشهرية
فاستجاب لها الحنون 
ثم راحت تصلّي كي يكفّ عنها آلام الطمث
أجاب: "ليس الأمر بيدي يا ابنتي"
ثم راحت تصلّي كي لا تتوقّف تلك العادة ولا تدخل في ما يسمّى سن اليأس
يبدو أن إلهها كريمٌ جداً وها هي تنزف منذ أكثر من عمر
وكأنّها تجهض حشداً من أنصاف الأجنة
* * *

أن أنجب
يعني أن أحضّر من أنجبه للموت مثلما حضّرتني أمي
لو نتخلى نحن النساء عن أرحامنا
لانتصرنا على عنجهية الموت
* * *

كان يمكن لأيّ طفلٍ أن يكون ابني
... لا مسافة بين هذه الفكرة وأمومتي له
سوى بضعة حيواناتٍ منويّة زائفة‬
* * *

أمي تقول مازحةً لجيرانها عني: "لقد أنجبت مجنونة"
وجارتي تثرثر لجيران أمي عني: "جارتي مجنونة"
وأعرف أنه لا أحد يقول خذوا الحكمة من أفواه الجيران
لكن دعابات أمي تقلقني
* * *

لا تعرف حتى الآن كيف قبلتْ أن تحمل  وتنجب..
ربّما لأنّها قاتلة. 
لقد قتلتْه لمجرّد أنّها وافقتْ على حمله في رحمها. 
هو سيموت عاجلاً أو آجلاً. 
سيموت... طفلاً كان أو شاباً أو كهلاً. سيموت. 
تخاف كلما نظرت إليه. 
تشفق عليه. 
تخاف أن يقع وهو يركض وراء الطابة فيصيبه مكروه. 
تخاف أن يقضي في حادث سيرٍ حين يكبر. تخاف أن يمرض ويتألم ويذبل عندما يشيخ.
من يحاكمنا نحن النساء على إنتاج الحياة وتصدير الموت؟
* * *

عرس
رقص
إيقاع طبول منتظم
نساء سمينات سمراوات يزغردن ويرقصن
ألسنتهنّ لا تهدأ
عيونهن مكحّلة بكحل أسود سميك
عروق الدم في أيديهنّ ووجوههنّ تكاد تنفجر
يزغردن وكأنهنّ يندبن

العروس في غرفة النوم
تركع على الأرض فاتحة ساقَيْها
تحت ركعتها شرشف السرير الأبيض
تحمل بيدها خنجراً مقلوباً تضعه بين ساقَيْها المغطّاتَيْن بقميص نوم أبيض عاديّ..
العريس جالس على حافة السرير
العريس يضع رأسه بين يديه
العريس حزين
العريس ليس فحلاً ككلّ الفحول
العروس ستستر فضيحته
تتداخل المشاهد بعضها في بعض بشكل رائع
النساء في الخارج يزغردن بصوت أعلى، منتظرات العلامة الحمراء على الشرشف الأبيض
عروقهنّ تزرقّ أكثر
عروقهنّ أصبحت خضراء
انفجار
دم
تعود الكاميرا لتحطّ مباشرةً على وجه العروس البيضاء الجميلة ذات الشعر الأسود الطويل تنظر إليك نظرة خارقة تقول:
«إذا كانت البكارة دليل شرف المرأة
فإيش هوي دليل شرف الرجل؟».
***

كم يخترعون ويحتفلون بأعياد من كلّ الأنواع.. عيد الأمّ، عيد الحبّ، عيد جميع القدّيسين، عيد الهالووين، عيد المرأةٍ...
عارٌ عليهم أن يحتفلوا بعيدٍ للمرأة وهم ما زالوا ضائعين لم يعرفوا بعد أن يتخطّوا عتبة رحمها.
الملحدون أيضاً يفرحون بعيد انتقال السيدة العذراء وبليلة القدر وبكافة الأعياد المجيدة فهم يربحون أيّام عطل إضافيّة.. لكنّ ما يثير استغرابي هو لماذا تأخذ إشارات السير أيضاً إجازة في وطني العظيم لبنان!
* * *

جمع رجل: رجال
وجمع امرأة: مرايا
* * *

- عجيبٌ هو أمرك، كيف تكون ضليعاً في اللغة العربية وعلى الرغم من ذلك أراك تزيد حرف الياء على الضمير المنفصل 'أنتِ' للمخاطبة ؟
_ الأنثى تستحق حروفاً أكثر
* * *

لا أغار من النساء الجميلات بل من القصائد الجميلة التي تُكتب لهنّ

***

كم أراني حوّاء لم يخترعوا لها بعد مبرداً للأظفار، وشوكةً وسكيناً وملعقة، كم أراني عارية حتى من أوراق التين.
* * *

عليهم أن يسنّوا قانوناً يمنع المرأة من أن تحمل جنيناً واحداً في رحمها. عليهم أن يحاربوا الوحدة من جذورها
* * *

هل كلّ امرأة على وجه الأرض هي أكثر من امرأة؟
كل امرأة تتكاثر
ألا يكفي أنها تستطيع، بسحرٍ رائع، أن تطلق إلى الحياة من خلال جوفها روحاً من روحها، وجسداً من جسدها؟
حتّى إن الذكر يمتصّ بعضاً من أنوثتها ورومنسيّتها من دون أن يدري
... وتتعدّد
ألهذا يحزن الرجل عندما يخبرونه أنّ زوجته أنجبت بنتاً، فيعرف في قرارة نفسه أنها أنجبت إناثاً وإناثاً في أنثى واحدة؟
وكثيراتٌ ينتمين إلى حزب الأنثى فيكون آخرها تاءً مفتوحة كبكارة امرأة أو تاءً مغلقة كبكارة عذراء
وأنت لا تستطيع فصل الإناث عن الذكور
فبيروت لا تنسلخ عن لبنان
والحياة لا تكون من دون الحبّ
والتربة تهوى الاستسلام للمطر
والتفّاحة تُذبح بالسكين
والرجولة خصوبةٌ تكوّنتْ في الجسد
والخطيئة فطرةٌ انصهرتْ في الإنسان
والجوهرة تليق بالجسد
والزهرة تتشهّل في الإناء
والزينة تتبختر في العيد
والأناقة لا تتأنّق من دون ذوق
وأنت تستطيع أن تظلّ حتى الصباح تستحضر مفردات المؤنّث والمذكّر وتغسل دماغها
فالكتابة شهوةٌ تستيقظ في الليل
والعبارة تخرج عن دينها في المجاز
والرواية تعشق القلم
والكلمة تتحايل على النثر
واللغة لا تتغنّج إلّا على الشعر

***

لم تكن المجدليّة تنتظر يسوعاً ما من أجل توبة
كل ما كانت تنتظره... حبّاً

***

.
جمانة وهبه
بيروت/ لبنان
.

‏‎لوحة فسيفسائية بعنوان: كثيرها
‏Multi_ Faced _Woman 70x67cm
‏(Inspired by CMallilla, mosaic by me)

  3
  2
 1
مواضيع مشابهة

16 مايو  .  2 دقيقة قراءة

  0
  2
 0

15 أكتوبر  .  0 دقيقة قراءة

  0
  0
 0

02 أبريل  .   دقيقة قراءة

  0
  6
 0

06 مارس  .  1 دقيقة قراءة

  0
  4
 0

26 أكتوبر  .  2 دقيقة قراءة

  0
  3
 0

29 يناير  .  0 دقيقة قراءة

  0
  6
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال
لينا شباني
21 مارس
خلتني أمام كلماتكِ وقد فتحتُ علبة جواهر. وطلع من سنا كل جوهرة... فكرة ما زالت تداعبني. لله دركِ من امرأة، فمَن يسكت الأفكار التي زرعتها في رأسي وأنتَ تصقلين أحجار بوحك الكريمة.
  0
  0
 1