23 مارس . 0 دقيقة قراءة . 814
أُهديكَ يا الله كلّ الحاضر والماضي أجثو أمام محرابك نازعًا عن ذاتي كلّ الأنا كلّ الأفكار والأقدار والأشعار التي يَصوغها عقلي وتنثرها روحي .
وقبل كلّ هذا يجبُ أن أعترف أمام ذاتي أولا وربي وكوني ،أن الله كريم فوق الحد فوق الوصف فوق العقل ،أن الله أعطاني كلّ حلمٍ وحبٍ وهدفٍ أن كفي لم ترد خائبةً يومًا ما، ولا أعلم لماذا؟
أعلم فقط أنّ الله كان ويكون بين ذراتي حركاتي خلجاتي ودمعي وبسمتي، رغم يقيني أني لا شيء يذكر أمام عطائه.
لكني أعود دائمًا لبَشريّتي لحدود فضائي يا الله ،وأرجوك كما كنت دائما أن تنقلني إلى رحاب اختيارك لا خياري.
أنا أمام آخر سنواتي أشعر بعبث غريب، كسرَ جمودَ كوني وكياني
عبثٌ يتسللُ بهدوء يقلب كلّ الثوابت والقواعد والمعتاد والأهم يقلبُ الأرواح المحيطة بي .
ربما يجبُ عليّ الاستسلام لعجلاتِ هذا الدرب الغريب، ربما يجبُِ أن أُحضّرَ روحي لولادة جديدة، تقلبُ صفحاتي الماضية؛ لتخلقَ شيئا جديدا لم أُمارسهُ سابقا.
رغم غموض الحاضر وجماله الآسر رغم طعمه الحلو الصعب رغم عُلوّه، إلا أن عقل المحارب عندي يرفضُ الاستسلام والتسليم يرفضُ الراحة والرغبة .
دائمًا كان داخلي محاربًا، يأبى الراحة والسكون، حجر الطاحونة لا يملُّ لا يهدأ ينازع الأرض ويحارب الهواء.
مرهقةٌ روحي من روحي تناقشها تحاورها تُناظرها تَرجوها السلام الفرس الجامحة تعشق التعب ترنو للصعب ، لماذا أنا هكذا؟
يعطيكِ الله فوق الحلمِ حلمًا، يرزقكِ البعيد، ثم تختاري الأصعب والأبعد.
هذه الروح أتعبت ذاتها، هذه الروح عنيدة لا أملك لها إلا الدعاء والهروب منها إلى خالقها هو أعلم وأكرم وهو دائما يحتويها ويعطيها وينسجُ داخل غَيبه السلام والحب والدفء.
أعود إليك لأحمدَ غيبكَ والحاضر، وأرمي بثقل ذاتي على لطفك الذي يعطيني فوق العطاء عطاء.
مفعمة بالرضا والعلم بأني لم أكن يوما أهلا لما تُعطي وتختار.