نزيف الحبر

Mustafa bajalan

30 أبريل  .   2 دقيقة قراءة  .    809

اين يولد الانسان ؟ يولد الانسان في المقاهي , لا اقول بالمقاهي السائدة , اقول المقهى الذي يملي حياتك , هناك اشخاص يملون حياتك او شخص يعوض العشرات و يجعلك في نشوة الاكتفاء و الاحتواء فتكون انت بكيانك و شعورك و حقيقتك , دون اضطراب و حزن و ضياع لكن الانسان معرض للخسارات فيخسر حربه و يضيع بين مقاهي الفراق يبحث عن من يملي حياته بعد الخسارة و يعيش الحيرة تلو الاخرى فيتأمل ماضيه كله , فيعيش شعور الماضي بألم الحاضر فويل للانسان اذا عاش هذه المرارة المظلمة , احيانا نعيش الماضي لنسعد , اجلس و الكراسي امامي فارغة لا اريد ان اتمنى ما ليس حقيقي و لا اريد ان يجلس احد امامي و يملي فراغ الكرسي فهذه صباحاتي و ايامي كلها فارغة من الناس , اريد المقهى فارغ و ساكن ليتسنى لي التكلم بحرقة و الكتابة بغضب فاكون انا انا لا انا االذي يملى حياته باشخاص , ان يعطي الانسان لنفسه فسحة خير من ان يعطي الاخرين ما لا ينفعه , فتكون ايقاعاته له لنفسه و لحنه له خاصة دون الاخرين , ان يستشعر الانسان بالقوة من خلال الكتابة خير من الاحتياج الاعمى للاخر , و ان تكون مركزية الكتابة الذاتية وسيلة للراحة خير من الشكوى للاخرين و ان يكون الالم نابع من الكتابة خير من ان يكون منبع الالم فوضوي , ها انا اكتب منذ ثلاث سنوات و اشعر انني مكتفي و صلب و قوي ولا احتاج الى ما يحتاجه الاخرين , فهناك الضعيف المتاثر و هناك العبثي الفوضوي , و الاثنين لا يعرفون الكتابة ولا يعرفون حبر الانسان و نزيفه المستمر , اتامل في ظهيرة ايامي ان ينشف نزيف حبري لاتوقف عن الكتابة فلم اعد اسيطر على نفسي و يدي مستمرة و عقل مستمر و افكاري تتطاحن كل اليوم وانا اكتب , وان فارقنا الكتابة من نصادق و لمن نشكو و لمن نغضب وكيف نحزن, انا و قلمي و نزيف حبري مستمرين.

  1
  4
 0
مواضيع مشابهة

09 ديسمبر  .  1 دقيقة قراءة

  0
  0
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال