07 فبراير . 11 دقيقة قراءة . 1764
"جميعنا يحمل داخله كلاً من الطاقتين الذكرية والأنثوية معا، حيث أنهما لا يتعلقان بنوع الجنس أو شكل الإنسان.
هناك بالطبع درجات نسبية للطاقتين الذكرية والأنثوية داخل كلِ فردٍ منا؛ هذا المزيج النسبي هو ما يُحدد صفاتنا وسلوكياتنا اليومية"
للمزيد من المعرفة عن أهمية تحقيق التوازن بين الطاقتين الذكرية والإنثوية اضغط هنا
الطاقة الذكرية
تشتمل الطاقة الذكرية المُتَّزنة على الصفات الرئيسية التالية:
· النشاط واليقظة والحضور في اللحظة.
· المبادرة والقيادة ومتابعة النتائج وإحداث التغييرات.
· الشعور بالثقة والأمان الداخلي والرغبة في المخاطرة.
· الأناقة والانضباط والقدرة على إدارة الأمور بكفاءة.
· الجرأة والشجاعة والقدرة على تحمل المسؤولية.
علامات عدم الاتزان
تُعتبر الطاقة الذكرية لدينا غير متّزنة إذا كنا نُعاني أحد هذه الأعراض:
· الإلحاح والغطرسة والقسوة والتحّكم.
· الدخول في العلاقات من أجل تحقيق مصالح، وبناؤها على أساسات منطقية فقط.
· احترام ذاتي متدنّي وقلة الثقة بالنفس.
· الهلع والإحساس بعدم الأمان في العالم؛ وعليه الانعزال.
· الارتباك والفوضى وعدم وضوح الرؤية.
· التسويف؛ تأجيل الأعمال والخوف من اتخاذ القرارات وتنفيذها.
خمسة طرق لتحقيق التوازن الداخلي للطاقة الذكرية من خلال بذل الجهد المدروس:
1- زيادة الثقة بالنفس
إدراكي أنه لا يوجد ما هو صحيح أو خاطئ، ساعدني على زيادة ثقتي بنفسي في اتخاذ القرارات. وعندما بدأت في تقدير تميّزي وأيضا طريقة تفكيري، أدّى ذلك إلى زيادة احترامي لذاتي.
2- تحقيق التوازن الطاقي في مراكز الطاقة
في رحلتي للتعافي، أحببتُ تداخل عمل تلك الـ(شاكرات) معا -شاكرا الضفيرة الشمسية الثالثة وشاكرا القلب الرابعة- واستمتعتُ بتدفّق طاقتي بين كلاٍ منهم. وبناء على ما ذُكِر أعلاه من علامات عدم الاتزان للطاقة الذكرية، فإن عمل تلك الشاكرات مهم لإعادة الاتزان والتعافي.
تُغذِّي شاكرا الضفيرة الشمسية -مركز الطاقة الثالث- شعورنا بالاستحقاق وقوة العزيمة، وتُساعدنا على اتخاذ قرارات حدسية نابعة من القلب والروح. وتكون علامة عدم اتزان شاكرا الضفيرة الشمسية لديك هي التسويف أو تأجيل الأعمال.
وتُساعدنا شاكرا القلب على التوقف عن الدخول في العلاقات من أجل تحقيق مصالح أنانية، والبدء في تفعيل طاقة المحبة والتعاطف الحقيقي مع الآخرين، وهو الحب الذي يُريده الآخرون منّا. كما أن شاكرا القلب تُساعدنا على التعافي وتحقيق التوازن الداخلي بين الطاقة الذكرية والأنثوية، لذلك فإن تأثير عملها عظيم يجعل التعافي سريعا أو على الأقل يجعله أسرع نسبيًا.
3- التخلّي عن دور الضحية والبدء في تحمّل المسؤولية
عندما تكون طاقتنا الذكرية غير متزنة، فإننا نشعر بالإشفاق على أنفسنا ويُصبح من السهل دائما توجيه أصابع الاتهام إلى العوامل الخارجية. بالطبع من الممكن أن يكون شخص أو شيء ما قد تسبب في الأذى الذي لحق بك، لكن إذا كنت تُريد الشعور بالتمكين والقوة، فعليك قيادة حياتك وإرشاد الآخرين في كيفية التعامل معك. يُعد تَحمّل المسؤولية أمر بالغ الأهمية لتحقيق التمكين والقوة.
عليك تحمّل مسؤولية نتائج أفعالك وردود أفعالك واختياراتك والمنظور الذي ترى من خلاله الحياة.
· أمثلة تحمّل المسؤولية:
· إذا فشلتْ الخطة التي تم إعدادها للخروج مع أصدقائك، بادر أنت وقم بالتخطيط لأخرى.
· في حالة تعرضك للجدال والخصام، ابدأ أنت في تهدئة الأمور.
· إذا كانت صفة الكسل وعدم التحلي بالمسؤولية غالبة على أفعالك، عليك البدء تدريجيا في تحمّل مسؤوليتك.
· عندما تمر بيوم سيء، لا تستخدم الآخرين في التنفيس عن غضبك الداخلي، ولكن اجلس مع نفسك وتعامل مع مشاعرك باحترام واعمل على تغيير مزاجك العاطفي.
4- تطوير عادة الانضباط
من الممكن أنك تُعاني من ضعف العزيمة في اتّباع عادة جديدة بعد خمول الحماس، لكن الحقيقة هي أن الحماس يلزمْنا للبدء في اكتساب أو الإقلاع عن عادة ما، لكن الانضباط هو ما يجعلنا مستمرين.
شخصيًا أُرشح قراءة كتاب "العادات الذرية-Atomic Habits" لـ (جيمس كلاير)، فقد ساعدني هذا الكتاب -دون أي مساعدة أخرى- على هيكلة حياتي أكثر وبناء عادات يومية.
5- الإنصات إلى المشاعر
لا تعرف الطاقة الذكرية كيفية معالجة المشاعر، وذلك يرجع لطبيعة الطاقة الذكرية حيث تتمثّل في الحركة والعمل والنشاط وإنهاء المهام وترتيب واتخاذ الخطوات القادمة. لذلك إذا كنت تُعاني من عدم قدرتك على التعاطف مع الآخرين أو التعبير عن مشاعرك، يُمكنك تجربة الآتي:
· اكتب في دفترك الخاص عن مشاعرك تجاه أحداث اليوم أو الماضي.
· تحدَّث مع الآخرين بغرض ونية الاستماع إليهم وليس لإبداء النصائح.
· افتح قلبك أكثر قليلا؛ واسمح لهشاشتك النفسية والعاطفية بالظهور بمشاركتها مع الآخرين.
· اكتب وعبّر عن حبك وامتنانك للناس.
الطاقة الأنثوية
تشتمل الطاقة الأنثوية المُتَّزنة على الصفات الرئيسية التالية:
· النعومة والرعاية واللطف.
· القدرة على فهم رسائل الجسد والإنصات إلى المشاعر.
· الرغبة في استقبال الحب وأن تُخْدَم.
· القدرة على التعبير عن الذات، والاستماع إلى مشاكل الآخرين دون إصدار أحكامٍ.
· بَهيّة الطلعة وسهلة المعشر وليّنة، ولديها القدرة على التسليم أو التوكّل.
· تشعر بالأمان الداخلي والثقة بالنفس، ولديها القدرة على بذل الحب بكرمٍ (يتحقق ذلك عن طريق توازن شاكرا القلب).
علامات عدم الاتزان
تُعتبر الطاقة الأنثوية لدينا غير متّزنة إذا كنا نُعاني أحد هذه الأعراض:
· بذل العطاء غير الحكيم الذي يستنزف الطاقة، ويُمكن تعريفه بالسعي المحموم لإرضاء الشريك أو الأهل والأصدقاء والناس.
· التمسّك بالآراء غرورا، وعدم التمتّع بالمرونة الذهنية ورفض التغيير.
· النشاط الزائد في الحركة والعمل لعدم القدرة على "السكون".
· سطوة وسيطرة المشاعر على المنطق الحكيم.
· الاحتياج المفرط والشك بالذات، والتوسّل والتعطّش للحصول على الحب من الناس بسبب الشعور بعدم الاستحقاق، ولملء الفراغ الداخلي.
· الغيرة من الآخرين وسعادتهم أو انجازتهم، وذلك ناتج عن الشعور بعدم الاستحقاق.
خمسة طرق لتحقيق التوازن الداخلي للطاقة الأنثوية من خلال بذل الجهد المدروس:
1- الاستمتاع بالتسليم والاستقبال
البعض منّا يجد صعوبة في ترك زمام الأمور للآخرين؛ وحتى في أمرٍ مثل التخطيط لقضاء العطلة، أو يجد صعوبة في استقبال الهدايا أو تقبّل المدح، وعدم القدرة على "السكون" وذلك يرجع للانغماس المفرط في العمل والإنتاج.
إذا كنت تُعاني مما سبق، فأنت الآن تعلم سبب ذلك؛ وهو أن حياتك تتمحور حول الفعل والحركة والعمل فقط، ومن هنا عليك تعلّم كيف السكون. وإلا فمن الممكن أن تُعاني من الإرهاق الجسدي والعقلي.
تنبيه: إذا كانت طاقتك الذكرية غير مُتَّزنة، فهذا لا يعني أن طاقتك تميل إلى طبيعة الطاقة الأنثوية، والعكس بالعكس. بمعنى أوضح مثلا؛ لا يحمل معنى التسويف أو تأجيل الأعمال نفس معنى التسليم أوالتوكّل.
الكون لديه طرقه في تحقيق ما نُريد، وإذا لم يحدث لك معجزة من قبل، فهذا لأنك لم تتعلّم كيفية التسليم والتوكّل. وهنا نقوم بتعريف التسليم أوالتوكّل وهو أننا نكون على رغبة واستعداد لاستقبال ما يوجد لنا في خزائن الرحمة الكونية، كما يعني ذلك أننا لا نُدير العملية بشكل تفصيلي، ولا نضع مخطط ثابت غير مرن لتحقيق ما نُريد؛ ]بل نطلب ما يُريده قلبنا ونؤمن بيقين تحققه، ونفعل ما نستطيع فقط، وندع باقِ الأمر للكون حتى يُحقق لنا ما نُريد بطريقته الخاصة؛ وهنا تحدث المعجزات*[.
كيف تتوكَّل في حياتك اليومية؟ في هذا المقال توجد نصائح عملية لمساعدتك على تحقيق التسليم والتوكّل.
2- التوقف عن الجمود والالتزام المفرط بالقواعد
تتألق الطاقة الأنثوية حين تكون حُرة. لذلك لا ينبغي تقييدها وحبسها، لأنها قد جُبلت على أن تكون في حالة تدفق حر ومستمر، وحالة استكشاف دائم للذات.
إليكم بعض الطرق التي تُساعد على إطلاق الطاقة الأنثوية:
· ارتداء ملابس فضفاضة تكون حركتها مثل تدفق المياه ومثال على ذلك؛ الفساتين، أو ملابس تُمثّل الطبيعة من الألوان الزاهية والأزهار.
· التحرك أكثر لإعلاء المرونة.
· عدم الخجل من تجربة أشياء جديدة غير معتادة.
3- إنجاب ذرية
هناك معنى أوسع للإنجاب، فليس من الضروري أن يكون طفلا، لكن يُحتمل أن يكون وليد العقل؛ مشروع أو فكرة ما أو وصفة طعام أو عمل فني أو أي شيء يُساعدك على استخدام طاقتك الإبداعية والابتكارية والتعبير عن ذاتك أكثر؛ مما يؤدي إلى تفعيل وصعود الطاقة الأنثوية المقدّسة داخلك ألا وهي كُنداليني.
4- انصتْ أكثر إلى رسائل جسدك
إذا كنت تعيش غالبا في أحلام اليقظة وغير منتبه إلى العالم الخارجي، فتلك ليست علامة فقط على عدم اتزان -شاكرا الجذر- مركز الطاقة الأول، بل أيضا إشارة على عدم اتزان الطاقة الأنثوية داخلك. ومن هنا، فعليك أن تكون يقظًا وحاضرًا. إليكم الكيفية:
· تابع نفسك كلِ صباح واسأل كيف تشعر، وأجرى فحصا سريعا على جسدك؛ بنقل تركيزك عليه لتشعر به.
· مارس الأنشطة الرياضية مثل اليوجا، وتُعتبر أيضا رياضة الجري أو فن الرقص نشاط حركي رائع.
· كن على وعي أكبر بحواسك الخمسة، ومارس تمارين الحضور واليقظة لتساعدك على الانتباه أكثر لما يحدث داخلك وحولك.
· اعتنِ بمظهرك أكثر، في عصرنا الحالي ومثالا على ذلك؛ المدونة التي تقرأ فيها، والتي يمكن بالطبع أن تضم محتوى عظيم لكن هل كنت ستقرأها إذا كانت غير مُعدَّة بشكل منظَّم وجميل؟ كيف تظهر للعالم هو امتداد لما هو أنت، لذلك لا تُقلل من الاعتناء بمظهرك الخارجي.
5- أعلن عن وجودك وعبّر عن ذاتك
انصتْ إلى مشاعرك وانتبه إلى أحاسيسك حتى يساعدك جسدك على معرفة احتياجاتك الخاصة، ومِن ثمَّ اعلن عن وجودك في الحياة، إليكم كيف يُمكن ذلك:
· كن أنت؛ ذاتك الحقيقة، ولا تشعر بأنّ عليك الاعتذار لكونك حقيقي.
· اسمح لهشاشتك النفسية أو العاطفية أن تظهر؛ بما فيك من صفاتٍ جيدة أو غير جيدة، وعبِّر عن ذاتك بحريّة دون المحاولة للظهور "بمظهر الجيد" في أعينِ الناس.
· توقّف عن الحاجة المُلحّة لإرضاء الناس على حساب ذاتك.
· ضع حدودا صحية أكثر في العلاقات حتى تستطيع الظهور فيها بذاتك الحقيقية.
نصائح عامة
هناك طريقة أخرى بسيطة لتحقيق التوازن الداخلي وهي أن تُلاحظ من حولِك الصفات التي تتطلّع إليها؛ يُمكن أن تكون صفات وقيم يتحلى بها شريك الحياة أو صديق أو والديك. اعملْ على التحلّي بتلك الصفات -تدريجيا- عن وعي وببذل الجهد المدروس.
تعمّق أكثر داخل ذاتك
على الرغم من أنني أنثى، لكن صفات الطاقة الذكرية هي ما اعتدتُ على تجسيدها أكثر. في المراحل الأولى من رحلتي في التنوير ومعرفة الذات، لاحظت أنني أختار استخدام الطاقة الذكرية في المواقف الصعبة أو غير المُريحة. لك أن تتعمّق أكثر داخلك لتعرف ما هي الطاقة التي تعتاد تجسيدها أكثر؟
يُمكنك التعمّق داخلك من خلال تفكّرك في الأسئلة التالية:
· لماذا أشعر بالراحة أكثر لتجسيد طاقة معينة عن الأخرى؟
· هل أحمل داخلي مشاعر عار أو خوف تجاه الطاقة الأخرى؟
· ما هي الأفكار النمطية والأحكام المسبقة التي أتبنّاها ومن استطاعتي التخلّي عنها، ليكون بمقدوري احتواء الطاقتين الذكرية والأنثوية بعزمٍ وإخلاص؟
· قد عايشت تجربة التعافي بعمّق، ويُسعدني التواصل معك حيث أستطيع مشاركتك خبرتي وطرقي العملية في التعافي من خلال تدريب خاص في لقاء ثُنائي!
تأملات فكرية
لماذا كل هذه الأفكار النمطية أو الأحكام المسبقة على النوع الجنسي، إذا كان كل منا يضم داخله مزيج معقد ومتدفق من الطاقتين الذكرية والأنثوية؟
والآن قد ناقشنا بإيجاز شديد مقدمة أساسية عن الطاقة الذكرية والأنثوية، لكن مع تعمّقك الذاتي والبحث أكثر ستكتشف أوجه أخرى عديدة غير متزنة في الطاقتين، غير أنّ باستطاعتك التعافي منها ببذل الجهد والتدريب الواعي.
* الجمل المحددة بين قوسين في المقال هي شرح مُضاف من المترجم ,واقتباس من جزء آخر من المقال الأصلي للتوضيح.
ترجمة: ندى غنيم
نُشر المقال الأصلي باللغة الإنكليزية على موقع myspiritualshenanigans
06 فبراير . 9 دقائق قراءة