06 فبراير . 9 دقائق قراءة . 3573
لماذا علينا -أولا- تحقيق التوازن الداخلي بين
الطاقة الذكرية والأنثوية من أجل الحصول على توازن داخلي حقيقي، أي تحقيق السلام
واتحاد طاقاتنا الداخلية في تدفّقٍ متناغم؟ وما هي علامات اختلال ذلك التوازن
داخلنا؟ وكيف لنا أن نوازن بين- قنوات رئيسية للطاقة- (إيدا) و(بنغالا)؟
يُعد اكتشفنا للعديد من الأبعاد والوسائل التي
تُساعدنا على فهم ذواتنا الحقيقية أمرًا مثيرا للاهتمام. وزيادة وعينا بطاقاتنا
الذكرية والأنثوية هي خطوة هائلة من أجل تحقيق التوازن الداخلي. لذلك قد تم إعداد
هذا المقال خصيصا لمساعدتك في كيفية تحقيق هذا التوازن.
لا بد وأنك تتبادر إلى ذهنك تساؤلات من مثل:
"إذا كنت شاباً، فبالتأكيد تتمثّل داخلي الطاقة الذكرية؟ " و"إذا
كنتِ فتاة، فمن المؤكد أن طاقتي أنثوية؟ "
لكن، هذا غير صحيح بالمرة!
مقدمة عن الطاقة
الذكرية والأنثوية
دعونا أولا نُصحح المفهوم السابق وهو أنّ جميعنا يحمل داخله كلاً من
الطاقتين الذكرية والأنثوية معا، حيث أنهما لا يتعلقان بنوع الجنس أو شكل الإنسان.
هناك بالطبع درجات نسبية للطاقتين الذكرية
والأنثوية داخل كلِ فردٍ منا؛ هذا المزيج النسبي هو ما يُحدد صفاتنا وسلوكياتنا
اليومية، ومن أمثلة ذلك:
·
الاستمتاع
بالبذل والعطاء للآخرين أكثر من الاستمتاع باستقباله،
·
القيام
بمهام متعددة في آن واحد أكثر من اتباع مبدأ التركيز على مهمة واحدة في وقت محدد،
·
الميل
إلى العاطفة أو المنطق،
·
قيادة
المشاريع ومتابعة فريق العمل أو اتبّاع تلك القيادة،
·
الميل
للحركة والفعل أكثر منه للسكون، وما إلى ذلك من الأمثلة.
إذا قمت بملاحظة وتتبّع مثل هذه السلوكيات
والصفات في كلٍ من الرجال والنساء في حياتك، وأيضا ملاحظتها داخلك، ستُذهل برؤيتك
لمزيجٍ نسبيّ مميز في كلِ شخص.
وبالتأكيد لن تقوم بالتصرّف بنفس السلوكيات أو
التوجّه في جميع المواقف، حيث سيتطلب اختلاف المواقف في الحياة ظهور أوجه مختلفة
لك ولتميّزك. وبناء عليه ستقوم بمعايشة واختبار طاقات (اليين) و(اليانغ) طوال
حياتك. (اليين) و(اليانغ) هي الطاقات المضادة أو المزدوجة، وجودهما يعتمد على وجود
الآخر مثل الشمس والقمر. (اليين) و(اليانغ) هما الطاقتان المؤديتان لحدوث أي شيء
في الحياة.
وأيضا من المهم إدراكنا أنك إذا كنت رجلًا يميل
أكثر إلى تفعيل الطاقة الأنثوية داخله فذلك لا يُعتبر من علامات الضعف، ولا يدعو
إلى العار أبداً، كذلك الأمر في حال سيدة تميل إلى تفعيل الطاقة الذكرية أكثر. بل
إن ذلك طبيعي للغاية وله جذور أعمق في حقيقة الأمر! لأنه تفضيل وخيار الروح؛ روحك
التي قامت بالتطوّر عبر العديد من الحيوات. وبالحديث عن ذلك، دعونا نتعمّق في ما
وراء طبيعة تلك الطاقات.
الميتافيزيقيا
لأنواع الطاقة المزدوجة
أدركتُ مؤخرا أن علاقتنا بالكون تسبح أيضا في
فضاء التناغم بين الطاقتين -(اليين) و(اليانغ)- الأنثوية والذكرية، ولكن كيف هذا؟
عندما نقوم بتسليم عجلة القيادة للكون لتدبير
شؤون حياتنا، نكون قد فعَّلنا الطاقة الأنثوية داخلنا، وهكذا نكون اختارنا للكون
أن يلعب دور الطاقة الذكرية. وبتلك الطريقة تحدث المعجزات في حياتنا.
لكن معظمنا -وفي معظم الوقت- يُبادِر بتفعيل
الطاقة الذكرية داخله ويجلس في مقعد القيادة، وبالتالي يتمثَّل الكون كطاقة أنثوية
تستقبل تحركاتنا وتستجيب لنا من خلال تلك التحركات. وأيضا بتلك الطريقة نستمتع
بحرية إرادتنا في كيفية تحقيق ما نُريده في الحياة.
هكذا يتجلَّى التناغم المثالي بيننا وبين الكون
كما يراها المنظور الصوفيّ أو الروحاني!
منظور العلم
الحديث عن الطاقة المزدوجة
نتعرَّف على ملمح آخر عن تعقيد تركيب روح
الإنسان وتصميمها، من خلال قراءتنا لكتاب "رحلة الأرواح - Journeyof Souls" لدكتور (مايكل نيوتن). كشف هذا الكتاب
النقاب عن رؤى ميتافيزيقية وأفكار لا حصر لها عبر آلاف الجلسات -أجراها دكتور
(مايكل)- الخاصة بتجارب الحيوات السابقة ورحلة ما بعد الموت.
إليكم أهم ما توصلت إليه من أفكارٍ عن الطاقة
المزدوجة:
·
ليس
للروح نوع جنسي محدد، لكن تختار الروح فقط نوع جسد -بيولوجي- يساعدها على أداء
الدور التي جاءت من أجله، وبكثرة احتمالية تجسيد دور معين، تُصبح الروح خبيرة في
أدائه.
·
لذلك،
ومع الوقت، تُفضِّل الروح تجسيد نوع جنسي -بيولوجي- معين، بل يُمكن للروح أن تقوم
بالتخطيط لحياتها الأرضية وفقا لذلك النوع الجنسي المُفضَّل. ويَزعُم دكتور (مايكل
نيوتن) أننا نختار تقريبا في كل مرة نفس النوع الجنسي بنسبة تصل إلى 70%.
·
عندما
تتجسَّد الروح في نوع جنسي آخر غير الذي اعتدته عبر حيوات أخرى، يكون التحدي كبيرًا
حيث تُعتبر تجربة حياتية صعبة، لكنها تجلب تطوّرا أعمق في الوعي.
رجال من المريخ ونساء من الزهرة هو
كتاب آخر رائع يتعمّق ويكشف لنا احتياجاتنا المختلفة، وكيف لنا أن نفهم شركاءنا
أصحاب المزيج الطاقي المضاد لنا. وقد قمت أيضا باستخلاص العديد من الأفكار الروحية
الرئيسية من ذلك الكتاب، والتي سأقوم بسردها وتوضيحها في مقال آخر، فترقّبوه!
لماذا يُعدّ
التوازن الداخلي بين الطاقتين الذكرية والأنثوية مهماً؟
إن الغاية العليا من تطوير وعينا بذاتنا هي
الإدراك بأننا لدينا بالفعل كل ما نحتاج إليه. لكن العقبة الأولى في سبيل إدراك
هذه الحقيقة هو رغبتنا الإنسانية في الحصول على شريك حياة نشعر معه بالإشباع
والكمال. ولا أعني بذلك حثِّك على عدم الزواج، بل بالطبع عليك أن تتزوج إذا كان
هذا ما يرغب به قلبك.
لكن من المهم أن نُدرك أساس بناء العلاقات
والشراكة إلى ما هو أبعد من فكرة تحقيق الإشباع وممارسة الحب وإنجاب الذرية. يؤمن
عقلنا اللاواعي بأننا إذا جذبنا إلى حياتنا الشخص الذي يتمتّع بالمزيج الطاقي المضاد
لنا، سنحقق الإشباع والشعور بالرضا.
لكن تحقيقك للتوازن الداخلي بين الطاقتين
-الذكرية والأنثوية- في قنوات (إيدا) و(بنغالا)، يجعلك تبدأ في احتواء جميع الصفات
البشرية، ومن هنا لا تقوم بتعريف ذاتك وتحديدها على أساس النوع الجنسي أو الدور
الاجتماعي.
عندما لا تسعى للحصول على الشعور بالإشباع
والرضا من العوامل الخارجية في الحياة من أشخاصٍ أو مناصب أو أحداث وما إلى ذلك،
فإنك تُصبح في العلاقات شخص متزن وسعيد وقادر على بذل الحب واستقباله دون تعلّق.
وعندما تشعر بالاكتفاء الذاتي، تتوقف عن التعطّش للدخول في العلاقات من أجل الشعور
بالاكتمال. وذلك لأنك لم تعد تعتبر نفسك نصفا ناقصا، وهو خير دليل على السلام
الداخلي واتحاد الطاقة الذكرية والأنثوية وتناغمها داخلك.
هل يُمكنك تخيّل مدى البركة الإلهية التي ستعمّ
وتتدفق من مثل تلك العلاقات؛ حيث لا يوجد بها الشعور بعدم الأمان أو الاحتياج
المفرط أو التعلّق؟ تستطيع مثل تلك العلاقات تحويل واقع الأشخاص من حولهم، وتقديم
المساعدة الحقيقية وبذل العطاء للعالم.
لكن من أجل الحصول على مثل هذه العلاقة، عليك البدء بنفسك؛ وتغيير وجهة البحث إلى الداخل؛ داخلك. وتقييم الطاقة المزدوجة الذكرية والأنثوية، وملء الفراغ الداخلي وإحداث التوازن. ولمعرفة كيفية ذلك، تابع مقال "الخلل في الطاقتين الذكرية والأنثوية وكيفية استعادة التوازن إليهما".
ترجمة: ندى غنيم
نُشر المقال الأصلي باللغة الإنكليزية على موقع myspiritualshenanigans
07 فبراير . 11 دقيقة قراءة