02 فبراير . 2 دقيقة قراءة . 773
رمادية هذي السماء
وفي الأفق غيم يشبه روحي هذا المساء
وحين تقفر الشوارع ليلا
وترخي المصابيح بصمت أنوارها على الرصيف
الخالي من الخطى
تجذبني نقرات المطر على انحناءات القرميد العتيق
تشايكوفسكي يحرق في الغرفة بخور الذكريات
وعلى الطاولة (رفاق الطريق) تبعثروا
تقول ( بانوفا )
والقطارات لم تعد تشاغب في ليل المسافات
تقول عرافة عجوز
بأن الجنود كانوا يتركون خلفهم ظلالهم
تذكارا لحبيبات يعشقن بصمت .. كهذا الليل الذي يهطل
هذا المساء ..
خطوط القهوة في الفنجان الفارغ
جمر الأرجيلة المنسي
كتاب مفتوح على صفحة ما ..
وعلى الجدار يواصل النهر في اللوحة جريانه
نحو بحر يختفي خلف التلال ..
لا شيء يؤنس
يقول شاعر وحيد ..
وحدها صفارة الإنذار تعوي كل مساء
لتعلن أن ثمة ما يمكن الخوف منه .. أو عليه
في الأخبار يتواصل تعداد الموتى
لا تخرجوا يقول وزير وسيم
فتغني له نساء المدينة الخاوية .. !
لا تخرجوا يقول الجند
وفي الأنباء موحشة شوارع روما
وخالية شوارع باريس
وفي اسطنبول يعربد الموت ضاحكا من الذكريات
وهل من وحشة تشبه وحشة البسفور سيدتي
حين تهجره النوارس
والسفن العتيقة في الأمسيات ؟
وها أنت تحاول إكمال نصف قصيدة بائتة
منذ الأمس
وتشرب نصف فنجان قهوتك الباردة ..
وتغلق نافذة المساء على صمت الشوارع
يا أيها الرجل المشظى ..
ألم يتعبك إشعال شموع الوحدة المطفأة ..؟
في ليالي الترقب والانتظار ..
منذر أبو حلتم