07 يونيو . 2 دقيقة قراءة . 417
هناك وقفت أمامي،
وحيداً أعبر ظلي
كنت كالذي يكتشف الضوء
ويتلعثم في كلماته
ويقع في خطواته الاولى
هذا أنا اذا،
نهر يجري
يزف الجرح كينبوع متدفق
أتكور في عتمة جسدي
هذا العدم الخامد تحت الرماد
وكنت جذور شجرة عتيقة
وقسوة حجر صلب
وهناك تلاشيت فوق جثتي
وخرجت من فوهة نفق مظلم
وكانت يدي تمتد نحو الشمس
وأتذكر حين غنيت مع قمر خجول
وأقدامي توغل في الوحل
وانهمر مطر خفيف
وكانت الرعشة
وجيش من الوجوه
والتراب
أخ .. كيف نسيت التراب
وطعم الصباح
كيف ابتلعت القهر
وبنيت اكوام من الألم
وكيف عدت من كل هذه المعارك
اتحسس جسدي،
اتحسس ظلي،
احاول أن التقط الزمن
عبثاً،
وتركت هلوساتي تبحر بالعتمة
وكنت هذا البحر الغارق في العطش
فأبلل ريقي بالذاكرة
وهناك صافحت يدي
وعانقت روحي
روحي العتيقة
وكان السحر يتجلى خلف البخور
والقافلة تشق الغابة
وغفوت في عربة المشعوذين
وكنت اتمايل مع اغاني الحالمين
وارقص كنسمة لطيفة... كفراشة انيقة
وشاهدت موتي... كما كان جميلاً
وشاهدت ولادتي
وحملت كينونتي الى السهول
وتعطرت بروائح الرحل
وكان الخوف يتشبث في عنقي
لكنني نجوت كماكر يلاعب الجحيم
ورتبت أنفاسي، كريح يحاكي القصب
على مقامات التلاتيل كنت اتضاءل
وأتجلى على تقاسيم النار
وعلى ما أذكر
اختفيت في صمت مفجع
احمل معول واحطم تماثيل اوهامي
احفر في خطوط احزاني
وبكيت كشلال،
وكنت ثلج رقيق
احتسي دفء طفولتي
البست عباءة قبيلتي
واتحرر من قن اغلالي
وكنت وحيداً
لم يكن أحد سوى لهفتي
وغفوت... كرحلة عذاب
كعودة غياب
وكسرت قضبان هواجسي...
على ما يبدو... تقيأت ماض لم يمضي
وخرجت من فم الجرح
وعدت مني...
واصبحت أكثر مني
لست سوى نجمة في سماء
وربما سمكة في ماء
وها انا هنا
اتحسس هزيمتي ... اتفحص انتصاري
واتعمق أكثر وأكثر ... واعود مع الشمس
زاهر العريضي