11 يونيو .
2 دقيقة قراءة .
572
وداعا حبيبتي المعاناة ..!!
أريد فقط ورقة طلاقي لأرتاح ..!!
لا تتسرع يا حياتي " أنا " هنا لأجلك ..
مهمتي التطوير .. التربية .. مساعدتك
للرقي ومعرفة ذاتك والترقي للكمال
الإنساني لكنك لم تعد تفهمني ..!!
أنت لست العهد الأول .. تغيرت
وتلاشت خيوط التفاهم بيننا ..!!
تلك الصلة التي جمعتنا منذ الصغر
حيث سجنتني في المعبد الوثني الكئيب ..
في الزنزانة الضيقة المظلمة .. لا أرى
فيها شمسا ولا قمرا ..!! لكن لست
أنت الملام ، و لازالت تربي ظبيا منذ
الصغر ، حتى أصبح وحشا مفترسا لئيما ،
يأكل من لحمك و ينخر عظمك
على مهل .. كلك جروح .. السافلة
الكافرة .. إنها الايجو القاتلة ..!!
ها هي سنوات الضياع مرت ..!!
" أنت " كنت اللهو والسهو والركض
حتى تزوجنا .. فتحولت إلى الأنين ..
كأنك تحتضر .. حتى صرت تشكوني
لكل من هب ودب .. فجعلت مني
رمزية الشؤم والخراب والعدم ..!!
حرام عليك يا حبيبي ..!! ما هكذا
تعاهدنا لما ألبستنا الحياة المحبس ..
أم أنك نسيت الوعد الذي كان بيننا ..
" دائما معا في الرخاء والشدة " ،
لكنك رفضتني وتود الانفصال
عني .. " أنا " تقبلتك رغم نرجسيتك ،
جعلت منك الرجل الذي أصبحت ،
أم حسبت انك وحدك بنيت الصرح
أو ربما عصا سحرية .. غبي " أنت " ..
كل لبنة هي من صنع يداي وروحي
المعذبة المحترقة ، أخرجت منك
الجواهر المكنونة .. نعم " أنا "
كنت ذلك الحرمان .. التفكر والتدبر ..
الخلوة .. السكون .. صمت في فراغ
وفراغ في صمت .. العزلة .. تلك
المراقبة من نافذة الوردة الروحية ..!!
أم حسبتها تفتحت بتلاتها لسواد
عينيك يا حبيبي الغالي .. لا لا ..
" أنا " فقط أشاهد هذه الروائع
المشاهدات المكتوبات اللمعات
الإبداعية ، حية ناطقة تهمهم
بمختلف اللغات تتحد تتوحد ،
إنهم دلائل الإيمان والخضوع
القهرماني للكائن الأرضي الصغير ..!!
إنهم سفراء الحب والسلام والرحمة ..!!
لكن كلماتك في المتحف الأكبر أصبحت
ضوضاء وضجيج مزعج عليهم ..
حبيبتي " أنا " وحدي الآن ، أعرفك
أتفهم عالمك الذي تعيشين .. لكن
تمنيت اكتشافك قبل خروجي
من الرحم ، كنت ستسهلين علي قبول
الآلام والمدلهمات والسقطات .. غير أنك
شامخة بارزة بأسك شديد رهيب يصهر
الجبال الألماسية الشامخات ..!!
لا تتنكرين .. ولا تتبدلين .. ولاتتملقين ..
أما أصلي " أنا " فمثل قرنائي إنها
طبيعة جبلت على التقلبات والتغيرات
ضعيفة طرية سهلة التلاعب .. تهزمنا
الرياح .. وصقيع الثلوج .. والشوكة ..!!
لكن شيمتي حرية الاختيار الذاتي ..!!
حينها خرجت أتجول أتأمل
فرأيت القرى تبكي في صمت ..!!
سنوات عديدة من إغراقهم
في " ثيابك " الشعراء يحزنون
على البشائر السوداء .. الملنخوليا
الرحلة عبر الزمن .. النوستالجيا
في النظرات لم أعد أرى الأمل ،
بل المأساة كسرت ظهر الرجال ،
عيونهم فارغة باردة صامتة ، تبخر
حلم السلام ، على الرغم من هذه
الأوهام التي انهارت لم يتبقى لنا
آمال مشتركة ، أو رؤية أو مشروع ،
أحلام ميتة فقط ..!! لقد سئمت
من وجود حياة واحدة فقط بسبب
الكثير من البؤس .. إني أسمع صوت
استيقاظ الناس يسطع شرر غضبهم
على الرصيف ، تصميم سريع للزوال
تحت سماء أشعة الشمس الرائعة ..!!
انتشرت التكهنات في الأيام
القليلة الماضية ، أبقى على
الرصيف ، ألاحظ معك المارة ..
لا .. لا .. قلت لك .. لن أستقل
هذا القطار .. مارد أتمرد أتذمر
على خيبة الأمل ، مرارة النشطاء
البؤساء .. لم يعد لديهم معايير
تقيهم شرورك .. تحميهم قساوتك
البعض اعتزل .. آخر استقال ..
فوق سرير المستشفى .. أو التحليق
من أعلى الهرم للنسيان أوالإدمان ..!!
واليائسين تماما يقطعون بصرامة
الحبل السري .. إنها أشباح آدمية ..!!
واليوم يصرخون وداعا يا شمس الضحى ،
للأسف ، إنه ليس مجرد فيلم أبيض
أسود قديم .. إنه سيناريو سيئ
مرعب يلوح في الأفق لأطفالنا أنا
في حيرة من أمري بشأن تسلسل
الأحداث كيف سيحكم علينا
التاريخ ..؟؟ وماذا سيحدث ..؟؟
أأختار أول مقعد للتفرج والنقد ..؟؟
أم تساعديني ونحولوا ما أحرقنا
من بيوت ومروج .. وأضع قبعة قائدي
تشي جيفارا في عزة النفس الزكية الأَبِيَّةٌ
وشموخ العنقاء وزئير الأسود نقول لها :
في تردد التين والزيتون لن ننهزم لن نفترق
لن نيأس لن نستسلم ... دائمًا حتى النصر
لا يمكن لآلاف النوازل التسوناميات الصواعق
أن توقفني عن الحركة عن العمل عن الكفاح لأجل
المشاركة في بنيان هذا البرج الإنساني الروحي
نعم يا حبيبتي لقد كنت فقدت الحوار التواصل
معك وحال بيننا سوء فهمي وجهلي وعنادي
لعدم معرفتك وقبولك معي والتضامن بيننا ..
حتى ألقيت السمع لك .. حينئذ استيقظت ..
فانتبهت .. الآن يدي في يدك حتى الموت
يا شريكتي ... أنا آسف يا حبيبتي ... !!
لم يفت الأوان بعد .. لنجدد صفحات
الحياة .. مع الامتنان والشكر والرضا ..!!
لولاك ما فهمت معنى الحياة شكرا لك ..!!
❣"نِ .. عْ ..مَ .. ةُ" ..❣ .. "اَ .. لْ .. مُ .. عَ .. ا .. نَ .. ا .. ةْ" .. ❣
@ بقلمي / إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
11/06/22 Jouhari-Driss
"They thought I was surreal, but I wasn't.
I never painted dreams, I painted
my reality. Frida Kahlo."
"لقد ظنوا أنني سيريالية، لكنني لم أكن كذلك. لم أرسم أبدًا
الأحلام والكوابيس، وإنما رسمت حياتي كما عشتها". فريدا كاهلو