ترويض الخيال المجنون

02 أكتوبر  .   2 دقيقة قراءة  .    482

 

طفلة الحكايات

كنتُ طفلة بريئة حدَّ السذاجة... 

تقول أمي أنني كنتُ أروي الحكايات وكأنني "حكواتية" أصيلة وعتيقة. كانت جارة أمي تحبني جداً وتخاف عليَّ من "صيبة العين" فتحاول جاهدة أن تسكتني عندما "تفيض قريحتي" الحكواتية أمام أحد. لكنني لا أسكت قبل أن أنهي الحكاية الخيالية التي نسجتها في مخيلتي المسافرة دائماً فوق الغيوم.

أذكر أنني ذات سفرٍ على أجنحة خيالاتي الكثيرة، قررتُ أنني عندما أكبر سوف أطلب من النجار أن يصنع لي أطول "سُلَم" في العالم! كي أصل إلى الغيوم البيضاء التي كنتُ اعتقدها ثلجاً، حيث أبني لي منزلاً هناك وأعيش مع العصافير.

 

وكبرتْ... وليتني لم أفعل. 

اكتشفتُ مع مرور الأعوام واتساع مخيلتي، أنني مهما اجتهدتْ ومهما بالغت في الخيالات، فلن أصل إلى مستوى الفرحة الساذجة التي كنتُ أشعر بها مع خيالات الطفولة تلك.

لكنني تعلمتُ أن أكون ممتنة لخالقي سبحانه على موهبة "الخيال المجنون" الذي منحني. فبفضل هذا الخيال الجامح، استطعتُ ترويض آلامي وأحزاني واتخذتها "سلماً" أصعد من خلاله إلى غيوم الوحدة، حيث بنيتُ لي بيتاً/عالماً هناك، حيث أعيش بين دفتي كتب، أبحر على بياض الورق ومجدافي... قلم. 

 

  3
  4
 0
مواضيع مشابهة

13 يناير  .  1 دقيقة قراءة

  2
  3
 0

30 مايو  .  1 دقيقة قراءة

  1
  4
 0

02 نوفمبر  .  3 دقائق قراءة

  2
  7
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال