17 فبراير . 2 دقيقة قراءة . 637
رأي من خمرة الصورة.....
إن معظم المشكلات والعُقد والاضطرابات وما يندرج تحتها من تصنيفات، إنما بسبب نقص أو خلل أو مغالاة في المحبة.
وبالتالي أيضاً كل ما يندرج تحت تصنيفات آليات الدفاع والتأقلم و/صراع/ البقاء هي بدورها نابعة من عدم عيش او حتى فهم للمحبة.
حتى أننا بتنا لا نرى أي دور لها في العلاقة العلاجية، والاسوأ من ذلك أنها إن وجدت تأخذ شكل الشفقة أو بأحسن الأحوال التعاطف، وبالتالي لا يمكنها أن تكون شافية.
الإشكالية تكمن في عقلية الفرز الدقيق بين الأمور والأدوار والوظائف وتفريعات المهام، في حين أن المحبة لا تقع تحت أي فرز وإنما عليها أن تكون معجونة بكل فرع وضمن توصيفه.
الإيمان الحقيقي هو بأن نوقن أنها فِطرة الخلق، وهي تضمر وتغيب بسبب شوائب تفرضها معطيات الحياة، وأن المسؤولية الأساسية هي بإنماء هذه الفِطرة وتفعيلها بكل شخصية من أجل الوصول إلى شخصية متزنة قدر الإمكان.
اليوم نحن بحاجة شديدة للتركيز على ماهي وماهيّة المحبة وتسليط الضوء عليها وعلى دورها والتكلم عنها وممارستها بصدق وشفافية ومجانية، إن كنا ندرك مدى أهميتها ومدى تفشي المرض فينا وبيننا.
من هنا علينا إعادة تقييم لمحبتنا التي ندّعي، وقياسها على معيار المحبة الشافية، ومقدار التغيير التي تسهم فيه بحياة من هم بحاجتها، ومتابعة أنفسنا عبر نظام رقابة يلحظ مجانية ما نعطيه حتى على المستوى النفسي او غير المنظور.
أيضاً هذا يقودنا إلى إعادة تقييم للمحبة التي نتلقاها، كم هي بنّاءة فينا، مما يساعدنا على ترتيب علاقاتنا وروابطنا بالأشخاص.
علينا الاعتراف أننا جميعنا مرضى، وعلاجنا المحبة، ودورنا أن نعطيها، ونبحث عن مصادر نقية للحصول عليها. هكذا يكون الشفاء موقف شخصي.
وكما أن تفاحة واحدة معطوبة تخرّب صندوق، كما هو شائع.... يكون مُحِبٌّ واحد مَشفيّ مُصلحاً لجماعة، وكلّ عضو متعافي يعافي جماعة.
أحبب قبل أن تطلب الحب.........