27 يوليو .
5 دقائق قراءة .
29
خبر جر حوار أعقبه خلاف أدى لهجر.. خلف قطيعة ....
هذا ما يُخلفهُ "اختلاف الرأي لا.. يفسد للود قضية " .....
لماذا نتعصب في حواراتنا .نختلف في آراءنا .عندما تأخذنا دفة الحديث لأمر لم يرق للطرف الأخر المقابل ،تتشعب الآراء تنقلب الموازين، يشتد الخصام، تُقلب الطاولة ..الاختلاف طبيعي والتوصل لحلول ترضي جميع الأطراف ليس بالأمر الصعب..
فضل الله الإنسان على الحيوان بالعقل .. كذلك يختلف الناس في أفكارهم ..فهناك فكر منطلق وآخر منغلق.
لماذا نختلف :-يعود الاختلاف والتعصب للرأي وعدم الاكتراث بآراء الآخرين إلى أمور عديدة ..منها
* ما تربى عليه هذا الإنسان. بأنه مسموع في كل ما يقول. لذلك يتعصَبُ لرأيه ويتشبث به دون نقاش، حتى لوكان خاطئ، لأنه يرى من وجه نظره أن رأيه هو الصحيح .وينبغي الأخذ به وعدم مخالفته.. أيضا ذلك
*المتمسك بـ قولة: أنا كبيركم ..! ويبرر ذلك بالمصلحة العامة التي ربما تعود عليه هو قبل الآخرين ،بل يتمسك ويصر على رأيه بمجرد انه رأيه لا يحيد عنه ،ولن يتخلى عنه مهما كانت الأسباب .فكيف مناقشة إنسان هذا فكره ..؟
*ضيق الأفق، ضيق الصدر ، الغلبة ، وفرض الرأي ، الغطرسة، البيئة وتقلباتها ومؤثراتها، عدم تقبل الطرف الآخر والتربص به وبغض مجالسته، وغير ذلك.
"اختلاف الرأي لا.. يفسد للود قضية " ....
وبما أن هُناك فكر مُنطلق وآخر مُنغلق، نادرا ما نرى التوافق عند البعض. والكل منهم يصر على رأيه. حتى لوكان خطأ، لأن كلاً منهم في وجهة نظره ان رأيهُ هو الصائب ،ولأن ليس هناك حوار هادف. واقتناع. وعدم توصل لنتيجة مُرضية .يحضر شيطان الغضب ، عندها يتحول الاختلاف إلى خلاف قائم، تتحدث فيه المقذوفات وتتراشق ،الألسن وترتفع الأيدي . بل عند البعض يؤدي إذا تطور الأمر إلى التشابك بالأيدي، خصوصا لدى أصحاب الأفق الضيق الذين تُسيطر عليهم آرائهم . وعاداتهم .وتقاليدهم . التي يرون من وجهة نظرهم إنها صحيحة.. لأنه لا يوجد احترام في لغة الحوار ..بل يقود ذلك إلى النزاع والعداوات والتفرقة والقطيعة.
*النظرة وعداوة من نختلف معه وما تخلفه من آثار.
قال تعالى ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة . أصلها ثابت وفرعها في السّماء)
الجميل الاتفاق عند طرح أي قضية بين شخصين أو أكثر. اذا كان يصاحبها العقل والمنطق ، وأن يكون المحاور ذو فكر متبصر لا متربصا بمن يخالفه، أن لا نعتبر من يخالفنا الرأي عدوا .ونأخذ في العراك معه ، بل ينبغي التعامل معه بما يري هو من زاويته المختلفة، غير التي نرى نحن منها، ونبسط الأمور بدلاً من المشادة و حدة الغضب . والنقاش الصاخب ، الذي لا يأتي بنتيجة سوى الخلاف والعداوة وما يتبعهُ من آثار سيئة على الفرد
والمجتمع من تنافر الأفراد، فتقريب وجهات النظر والأخذ بجميع الآراء ودراستها والتحلي بالهدوء والحوار الهادف، والنظر نحو أفق أبعد حول أي قضية مطروحة يؤدي إلى الاقتناع ، للوصول لغاية أسمى ونتيجة مُرضية لكسب الجميع بدل التفرقة والتشتت والتعصب في الرأي الغير مثمر.
ويقال ويتردد في حواراتنا "اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية”..
بل لشدة التعصب والتمسك بالرأي , يخرج من أطار المعقول إلى غير المعقول
( ويفسد.. ويفسد ..ويفسد.. *)وكثيرا أولئك الذين خسرناهم
وخرجوا وأخرجونا من دائرة الصداقة والأخوة ،إلى خانات ودوائر العداوة والبغضاء )
والسبب اختلاف الرأي، وشدة التعصب للرأي ،وترك الرأي الآخر ،وعدم الأخذ به، أو سماعه -
*والحرب تبدأ بكلمة