27 فبراير . 4 دقائق قراءة . 840
لبنة أساسية للحياة، قلب التنمية المستدامة، نبض التنمية الاقتصادية والاجتماعية والانسانية، أساس سلامة النظم الايكولوجية وإنتاج الغذاء كلها عنصر المياه.
تشكل المياه ٧١% من كوكب الأرض لكن نسبة ٣% منها فقط متاحة للإستخدام، ثلثها مياه عذبة يمكن استخدامها للشرب والاستحمام والزراعة وغيرها من أنشطة وثلثيها حبيسة الانهار الجليدية أو غير متاحة للإستخدام.
يذكر أنّ حوالي مليار شخص حول العالم يواجهون مشكلة الكفاية من المياه و ٣ مليار يعانون من ندرة المياه لمدة شهرعلى الأقل خلال العام خصوصًا في الدول العربية. فكيف الحال إذا ازداد عديد سكان العالم الى ٩،٧ مليار نسمة في العام ٢٠٥٠ كما هو متوّقع؟
ما يجب ألّا نتناساه قضية الصرف الصحي والعبء الصحي العالمي ناهيك عن التحديّات الاخرى كالاجهاد المائي، الفياضانات، حالات الجفاف، الامدادات النظيفة للمياه وجائحة كوفيد-19 الآنية التي رتّبت طلبًا متزايدًا على المياه. وبالتالي كلها أمور أدّت الى تأجيج أزمة المياه العالمية وحتّمت التحرك وإعتماد سلسلة خطوات واستراتيجيات لمحاولة خلق توازن للمتطلبات وتحقيق كفاية لهذا المورد الضروري للجميع.
لندرة المياه أسباب متعددة فإمّا نتيجة عدم توفر الموارد الطبيعية لتزويد منطقة بحاجتها، وإمّا بسبب سوء إدارة الموارد المائية وتوزيعها بشكل غير متساوٍ، وإمّا بسبب تلويث الانسان أو تبديده لها.
أشار تقرير الامم المتحدة أنّ نسبة ٧٥% من المياه المستخدمة في الصناعة تعود وتستخدم لإنتاج الطاقة. ومع حلول ٢٠٤٠، يتوقّع أن يزيد الطلب على الطاقة الى ما يزيد عن ٢٥% والطلب على المياه الى ٥٠%.
إنّ ترشيد إستهلاك المياه مسؤولية مجتمعية تنطلق من الفرد نفسه للدور الايجابي وللفعّال الذي يمكن أن يحقّقه؛ فأنا أستطيع وأنت تستطيع وبالتالي جميعنا نستطيع. لذا إنّ تغيير سلوكية الفرد في مسألة ترشيد إستهلاك المياه أمر ضروري خصوصًا بعد أن غزت جائحة كوفيد-19 العالم، والتي رتّبت استهلاكًا إضافيًّا وكبيرًا للمياه لذا يمكن إتباع سلسلة خطوات للحد من وطأة الاستخدام وتخفيض إستهلاك المياه وهي:
نظرًا لتفاقم مشكلة المياه، يجب على الحكومات أيضًا العمل على إدارة المياه بطريقة مستدامة وأن تكون هذه الخطوة على قائمة أولوياتها وذلك لتحقيق الهدف ٦ من أهداف التنمية المستدامة للعام ٢٠٣٠ التي تنص على حق الانسان في المياه والصرف الصحي. وإلّا إن الأسباب التي سبق وذكرناها وما شاكلها ستجعل من ندرة المياه في العالم أحد أهم الأخطار المهددة للحياة في المستقبل غير البعيد. فما الذي ينتظرنا؟!