واقع المياه في العالم

Majd Fayyad

27 فبراير  .   4 دقائق قراءة  .    852

لبنة أساسية للحياة، قلب التنمية المستدامة، نبض التنمية الاقتصادية والاجتماعية والانسانية، أساس سلامة النظم الايكولوجية وإنتاج الغذاء كلها عنصر المياه.

تشكل المياه ٧١% من كوكب الأرض لكن نسبة ٣% منها فقط متاحة للإستخدام، ثلثها مياه عذبة يمكن استخدامها للشرب والاستحمام والزراعة وغيرها من أنشطة وثلثيها حبيسة الانهار الجليدية أو غير متاحة للإستخدام.

 

يذكر أنّ حوالي مليار شخص حول العالم يواجهون مشكلة الكفاية من المياه و ٣ مليار يعانون من ندرة المياه لمدة شهرعلى الأقل خلال العام خصوصًا في الدول العربية. فكيف الحال إذا ازداد عديد سكان العالم الى ٩،٧ مليار نسمة في العام ٢٠٥٠ كما هو متوّقع؟

 

ما يجب ألّا نتناساه قضية الصرف الصحي والعبء الصحي العالمي ناهيك عن التحديّات الاخرى كالاجهاد المائي، الفياضانات، حالات الجفاف، الامدادات النظيفة للمياه وجائحة كوفيد-19 الآنية التي رتّبت طلبًا متزايدًا على المياه. وبالتالي كلها أمور أدّت الى تأجيج أزمة المياه العالمية وحتّمت التحرك وإعتماد سلسلة خطوات واستراتيجيات لمحاولة خلق توازن للمتطلبات وتحقيق كفاية لهذا المورد الضروري للجميع.

 

لندرة المياه أسباب متعددة فإمّا نتيجة عدم توفر الموارد الطبيعية لتزويد منطقة بحاجتها، وإمّا بسبب سوء إدارة الموارد المائية وتوزيعها بشكل غير متساوٍ، وإمّا بسبب تلويث الانسان أو تبديده لها.

 

أشار تقرير الامم المتحدة أنّ نسبة ٧٥% من المياه المستخدمة في الصناعة تعود وتستخدم لإنتاج الطاقة. ومع حلول ٢٠٤٠، يتوقّع أن يزيد الطلب على الطاقة الى ما يزيد عن ٢٥% والطلب على المياه الى ٥٠%.

 

أسباب مشكلة ندرة المياه العذبة

  •  التلوّث: تلوّث المياه الجوفية لتصبح غير صالحة للإستخدام وبحاجة لعمليّات تنقية مكلفة ماديًّا ومستنزفة للوقت.
  • الاحتباس الحراري: نقص المياه نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ما يؤدي الى زيادة ظواهر الجفاف في مناطق وزيادة الفياضانات في أخرى.
  • الاستنزاف الجائر للمياه: سوء إستخدام المياه وإدارتها أن في قطاع الزراعة الذي يستهلك نحو ٧٠% من المياه العذبة وإن في إنتاج الطاقة.
  • زيادة الطلب على المياه: خصوصًا مع تزايد عدد سكان العالم وعدم ترشيد إستهلاك المياه كما لجائحة كوفيد-19 التي زادت من إستهلاك المياه.

 

بعض الحلول لتحسين وضع المياه

  • نظام الحصاد المائي أو جمع مياه الامطار: إمّا عبر تخزينها في براميل أو خزانات لإعادة استخدامها في ري الأشجار وإمّا عبر السطح الأخضر الذي يصرّف مياه المزاريب نحو الحدائق مباشرة دون تخزينها.
  • معالجة مياه الصرف الصحي وتكريرها وإعادة استخدامها
  • اعتماد وسائل الري الذكيّة أو الري بالتنقيط أو الزراعة المائية دون إستخدام الأتربة
  • استخدام الالات والمعدّات الذكيّة كالغسّالات الموّفرة للمياه وذلك لتحسين كفاءة المياه
  • استخدام الهياكل المعدنية العضوية بالاضافة الى مكثّف للمياه في البيئات الجافة
  • جمع المياه من رطوبة الهواء
  • حصاد الضباب
  •  إعادة استخدام المياه المتكثّفة المقطّرة من مكيفات الهواء
  • تلقيح السحب لإنزال المطر الصناعي.

 

إنّ ترشيد إستهلاك المياه مسؤولية مجتمعية تنطلق من الفرد نفسه للدور الايجابي وللفعّال الذي يمكن أن يحقّقه؛ فأنا أستطيع وأنت تستطيع وبالتالي جميعنا نستطيع. لذا إنّ تغيير سلوكية الفرد في مسألة ترشيد إستهلاك المياه أمر ضروري خصوصًا بعد أن غزت جائحة كوفيد-19 العالم، والتي رتّبت استهلاكًا إضافيًّا وكبيرًا للمياه لذا يمكن إتباع سلسلة خطوات للحد من وطأة الاستخدام وتخفيض إستهلاك المياه وهي:

  • -      غسل الفواكه والخضروات في وعاء وإعادة إستخدام المياه في ري النباتات
  • -      إغلاق صنابير المياه ووضع حسّاسات لتنظيم والحد من الأسراف في إستهلاك المياه
  • -      غسل الملابس المتسخة معًا في دورة كاملة وإقتناء الغسّالات الموّفرة للمياه
  • -      أستخدام جهاز توفير المياه في قاعدة حوض المرحاض للتحكّم بكمية المياه المتدفّقة
  • -      الاستحمام بالدش بدلًا من تعبئة حوض الاستحمام
  • -      التأكد من مواسير المياه لمنع أية تسريبات

نظرًا لتفاقم مشكلة المياه، يجب على الحكومات أيضًا العمل على إدارة المياه بطريقة مستدامة وأن تكون هذه الخطوة على قائمة أولوياتها وذلك لتحقيق الهدف ٦ من أهداف التنمية المستدامة للعام ٢٠٣٠ التي تنص على حق الانسان في المياه والصرف الصحي. وإلّا إن الأسباب التي سبق وذكرناها وما شاكلها ستجعل من ندرة المياه في العالم أحد أهم الأخطار المهددة للحياة في المستقبل غير البعيد. فما الذي ينتظرنا؟!

  6
  0
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال