01 يناير . 2 دقيقة قراءة . 557
تجردت
من ملابسي بعد يوم عملٍ مزدحم
سارعت بملء حوض الاستحمام بالمياه...
مرّ أحدٌ من خلفي
استدرت فزعة ..لأرى نفسي في المرآة..عارية..
لا أحد هنا ..أنا فقط
اقتربت أكثر من المرآة أدقق -لثوانٍ معدودة- في ملامح الوجه المضطرب
ابتعدت أتأمل الجسد ..ملت برأسي إلى اليمين أتساءل ..
ما الذي يجعل شابًا يجلس أمامي مضطربًا إلى هذا الحد؟!
...
أفقت على صوت المياه وقد بلغت حافة الحوض
قفزت داخله وأغلقت الصنبور
يستمر سقوط القطرات من الصنبور بعد
الإغلاق
يبعث إيقاعها على الخوف...الصنبور يحتاج إلى الإصلاح
ضربت بيدي سطح المياه...وعدني أبي بإصلاحه...
قبل رحيله منذ 7 سنوات
هدأت التموجات ولاحظت تلون المياه باللون الأحمر الباهت جدًا
وجدت بقعة دماء تسيل أسفل منِّي
الدورة الشهرية جاءت قبل الميعاد..
بدأت أشعر بتقلصاتها ...تنفست بعمق...
لماذا يأتي الألم مُبكرًا؟
على حافة حوض الاستحمام في الجهة المجاورة لقدمي اليسرى كوب كبير مليء بالحليب
والعسل..
تركته أمي وطلبت مني –تنفيذًا لاقتراح الجارة في الطابق الأول- أن أسكبه في مياه
الاستحمام
بشرتك تحتاج إلى التجديد الدائم لمحاربة تقدّم العمر....هكذا تقول الجارة
مددت يدي آخذ الكوب..بصقت فيه..وضعته على الحافة جانب رأسي
ازداد استرخائي مع التدفق الهادئ للدماء..
مِلت بظهري إلى الوراء واستلقيت...
فتحت ساقي أكثر لأسمح بمداعبة المياه لي..
تذكرت السؤال..
ما الذي يجعل شابًا يجلس أمامي مضطربًا إلى هذا الحد؟!
تحسست ندبة على فخذي الأيمن..
الندبة كانت من أثرِ سقوطٍ في الماضي
شعرت بالألم المتكرر في ثديي الأيسر
رسمت وجه جدتي في الهواء..ابتسمت لي ثم اختفت
ماتت جدتي بسرطان الثدي
انتبهت على صوت أمي خلف الباب تسألني: هل سكبت كوب الحليب بالعسل في المياه؟
بهدوءٍ هززت رأسي بالإيجاب
تذكرت أنها لا تستطيع رؤيتي خلف الباب..هي لا تراني
قلت لها:
نعم
ابتعدت خطواتها..مددت يدي إلى الكوب وشربت نصفه
خرجت من حوض الاستحمام..تتساقط منّي المياه والدماء
وقفت أشرب ما بقى في الكوب وأنا أتأمل ما أراه في المرآة