15 مارس . 3 دقائق قراءة . 605
متى نعود إلى الطبيعة؟
متى تعود إلينا الطبيعة؟
متى نكون الطبيعة؟
همسها، جمالها، إرادتها، حبها، مرحها، حكمتها؟!
لقد كان يحاور الطبيعة وتحاوره،
يفضي إليها وتصغي إليه
إلى شروده تارة، إلى طموحه أخرى!
إلى صدقه مرة وإلى زيفه الف مرة ...
كثيرا ما كان يهرب منها نحو الفكرة
الفكرة تلو الفكرة
نحو هذا الالتهام، نحو الوقت وتبديده
ومع ذلك كانت تهمس له دوما
بأن هناك طبيعة في داخله، موجودة دائما تنتظره
ذات مرة سمع نداءها في أعماقه تقول له
اذهب- التق- اصغ- أحب
اصغ إلى نفسك، إليهم
أحبب ماوراء ما أصغيت... أيا يكن
دع التعلم لحظي في حياتك، تنعش كيانك
دع نوافذ غرفة وعيك مفتوحة لنسمة جمال، لنغم الكون في سيمفونية أخذ وعطاء...
ياطبيعة في النفس تحجبها السحب
ياطبيعة الحب لأجلها خطت نفسها الكتب
ياطبيعة الشغف لها الكيان ملتهف
في عتمة الليل حديثك على الخد دمع ينسكب
ياطبيعة المعرفة صمتك الوعي منه ارتشف
انت الجمال هندسة انت النظام بين أيامي ينرصف...
الطبيعة قلم يكتب في باطن الإنسان أغان قد لايسمعها إلا بعد وقت، فتطربه وتلهب فيه الشوق والحنين، وحكما توجه وقع خطواته في كل حين
الطبيعة مذكرة الإنسان حينما يمر بها فإنه يكتب فيها من كل مايدور في فكره دون أن يشعر بذلك...
جمال قلمها وردة
والوردي على الخد موسوم
أوراقها محبة
محبتها ذكاء تلون قدرنا المرسوم
يا ليتني النثر في سطرها
أو القافية في شعرها المنظوم
خلتني طفلا يحبو في أرضها تائها فاحتوته، مبهما فأحببته، جاهلا فعلمته...
فنطقت حروفا من لغتها
فأول مانطقت كان ولم يزل: أريد أن أحب كما الطبيعة تحب...
حتى جميلة الجميلات حاكت من الطبيعة فستانها...
حتى الفلسفة أمام بساطة الطبيعة
خلعت قناعها وتخلت عن كل فلسفاتها...
خذيني، خذيني ايتها الطبيعة حتى آخر ذرة
فأنت الحسناء التي لا تغيب عني في أي فكرة
خذيني إليكي فحياتي دونك صعبة مُرّة
خذيني فحياتي في صعود وهبوط
كما على شفتيكي
وأنا.. ما أنا سوى كقلم حمرة…