زواج الأطفال القسري، خطره على صحتهم وموقف القانون منه

فريق مرداد

08 يونيو  .   7 دقيقة قراءة

كثرت في السنوات الماضية الأخيرة الدعوة بين مؤيد ومعارض لهذا العنوان، وكل منه لهم لوائح من أسباب تدعم رفضه أو قبوله.

كما أن المؤيدين لهذا الموقف لطالما اختلفوا حول التسمية كما ورد في عنوان المقال، فمنهم من أسماه زواج القاصرات، وبعد ذلك تم طرح عبارة الزواج المبكر ليأخذ شمولية أكبر واستمر النقاش حول التسميات وخاصة تحت سقف المنظمات الدولية التي تعنى بهذا الشأن إلى أن ثبتت التسمية مؤخراً على زواج الأطفال.

سيطرق المقال إلى أربعة جوانب الأول هو الجانب القانوني وتحديداً في القانون السوري. والثاني هو البعد الصحي والطبي والمخاطر المتأتية من هذا الزواج. أما ثالثاً فسنتطرق الجانب الاجتماعي وتأثيراته على النسق الاجتماعي. وأخيراً سيتم تسليط الضوء على الجانب النفسي وأبعاده السلبية على حياة الطفلة والعلاقة.

 

تعريف زواج الأطفال: هو الزواج الذي يتم قبل سن البلوغ، 

وبالتالي وبما أن عقد الزواج هو من أخطر العقود التي يجريها الإنسان في حياته، لأنها تشكّل محور حياته الإنسانية وأطول حقبة فيها.

فالزواج مؤسسة اجتماعية تربوية يتطلب نضج فكري وعاطفي وإمكانات نفسية واجتماعية، وأيضاً قدرة ومعرفة بتربية الأطفال، مما ينعكس بآثاره إيجاباً وسلباً على المجتمع ومستقبل الوطن.

  • إن القانون السوري (مثالاً عن القوانين العربية) أعطى الضوء الأخضر للزواج المبكر (زواج القاصرات) فمنعه من جهة بيد وأجازه بيد أخرى. حيث أن المنع جاء في المادة /16/ من قانون الأحوال الشخصية والتي تنص على ما يلي:

"تكتمل أهلية الزواج في الفتى والفتاة ببلوغ الثامنة عشر من العمر"

ولكن للهروب من هذه المادة، جاءت المادة /18/ من نفس القانون والتي تتضمن:

"إذا ادعى المراهق أو المراهقة البلوغ، بعد إكمال /15/ سنة وطلبا الزواج، يأذن به القاضي إذا تبين صدق دعواهما واحتمال جسميهما....... ومعرفتهما بالحقوق......... وإذا كان الولي أب أو جد اشترطت موافقته"

 

أقرا أيضاً: اغتصاب القاصرات في لبنان ومصر والمغرب وموقف المجتمع والقانون منه

وهذا ما يسمى بالزواج القسري، فالفتاة غير مؤهلة قانوناً للموافقة على الزواج.

وبعد المطالبات المتعددة من قبل المجتمع المدني للحد من هذا النوع من الزواج، جاء تشديد قانون العقوبات على زواج القاصرات خارج المحكمة، ولكنه مع الأسف لم يستطع الحد منه وإنما أعاده إلى اختصاص المحكمة الشرعية.

فقد نص قانون العقوبات على أنه:

"من يعقد زواج قاصر بكر (لم يسبق لها الزواج)، خارج المحكمة، دون إذن وليّها يعاقب بالحبس من شهر لستة أشهر وغرامة من /50.000 إلى 100.000/ خمسون إلى مائة ألف ليرة سورية. 

وفي حال تم عقد زواج القاصر خارج المحكمة بعد موافقة الولي يعاقب بالغرامة من /25.000 إلى 50.000/ خمس وعشرون ألف إلى خمسون ألف ليرة سورية. أي تم فقط تخفيض العقوبة.

 

أثر زواج ا لاطفال صحيًاً:

  • الإجهاض
  • اضطرابات الدورة الشهرية
  • تأخر الحمل والآثار الجسدية (تمزق المهبل والأعضاء المجاورة له من آثار الجماع)
  • ازدياد نسبة الإصابة بمرض هشاشة العظام وبسن مبكرة نتيجة نقص الكلس.
  • إضافة الى أمراض مصاحبة لحمل صغيرات السن من أبرزها حدوث القيء المستمر عند حدوث الحمل لدى صغيرات السن
  • فقر الدم
  • الولادات المبكرة وذلك إما لخلل في الهرمونات الأنثوية أو لعدم تأقلم الرحم على عملية حدوث الحمل ما يؤدي إلى حدوث انقباضات رحمية متكررة تؤدي لحدوث نزيف مهبلي والولادة المبسترة (المبكرة)
  • ارتفاع حاد في ضغط الدم قد يؤدي إلى فشل كلوي ونزيف وحدوث تشنجات وزيادة العمليات القيصرية نتيجة تعسر الولادات في العمر المبكر
  • ارتفاع نسبة الوفيات نتيجة المضاعفات المختلفة مع الحمل
  • ظهور التشوهات العظمية في الحوض والعمود الفقري بسبب الحمل المبكر
  • آثار على صحة الطفل:
  • اختناق الجنين في بطن الأم نتيجة القصور الحاد في الدورة الدموية المغذية للجنين
  • الولادة المبكرة وما يصاحبها من مضاعفات مثل:
  • قصور في الجهاز التنفسي لعدم اكتمال نمو الرئتين
  • اعتلالات الجهاز الهضمي
  • تأخر النمو الجسدي والعقلي
  • زيادة الإصابة بالشلل الدماغي
  • الإصابة بالعمى
  • الإعاقات السمعية
  • الوفاة بسبب الالتهابات.

أقرا أيضاً: الإغتصاب وآثاره الصحية المدمّرة وموقف القانون السوري منه

 

أثر زواج ا لاطفال اجتماعياًً:

  • إبعاد الطفولة والمراهقة
  • تناقص الحرية الشخصية
  • نقص القدرة على تطوير شخصية مستقلة
  • العنف الأسري
  • العنف الجنسي
  • الفقر
  • انخفاض مستوى التعليم
  • الأثر السلبي على سلامة الأسرة ومشكلات التربية
  • كثرت الطلاق
  • انخفاض فرص الحصول على عمل بسبب التعليم
 

أثر الزواج  المبكر نفسياًً:

  • الحرمان العاطفي من حنان الوالدين
  • الحرمان من عيش مرحلة الطفولة التي إن مرت بسلام كبرت الطفلة لتصبح إنسانة سوية، لذا فإن حرمانها من الاستمتاع بهذه السن يؤدي عند تعرضها لضغوط إلى ارتداد لهذه المرحلة في صورة أمراض نفسية.
  • اضطراب الشدة ما بعد الصدمة
  • الفصام
  • الاكتئاب
  • القلق
  • اضطرابات الشخصية واضطرابات في العلاقات الجنسية بين الزوجين ناتج عن عدم إدراك الطفلة لطبيعة العلاقة مما ينتج عنه عدم نجاح العلاقة وصعوبتها
  • قلق واضطرابات عدم التكيف نتيجة للمشاكل الزوجية وعدم تفهم الزوجة لما يعنيه الزواج ومسؤولية الأسرة والسكن والمودة
  • الإدمان نتيجة لكثرة الضغوط كنوع من أنواع الهروب وآثار ما بعد الصدمة (ليلة الدخلة)، وهي مجموعة من الأعراض النفسية التي تتراوح ما بين أعراض الاكتئاب والقلق عند التعرض لمثل هذه المواقف
  • يشكل الخوف حالة طبيعية عند الأطفال ومن هم دون سن البلوغ كالخوف من الظلام والغرباء والبعد عن الوالدين.
  • الانغلاق اللا إرادي للمهبل لمن هن في عمر مبكر (وهو مرض نفسي) ويزيد من احتمال حدوث ذلك وجود الخوف (القلق) من الشدة الجسدية من الزوج وهي حال مرضية تستدعي التدخل الطبي.
  • وجود قابلية للإصابة ببعض الأمراض النفسية خلال فترة النفاس (نتيجة احتمال إصابتها بإمراض نفسية قبل الحمل) وعدم اكتمال النضج الذهني فيما يخص اتخاذ القرارات وما يترتب عليها بالنسبة للعناية بالطفل وواجبات الزوج والعلاقة مع أقاربه.

أقرا أيضاً: أخطار زواج الأطفال على نفسية ونمو الطفلة وانعكاساته السلبية على ...

 

خاتمة:

يمكننا الاستنتاج من خلال ما تقدم مساوئ زواج الأطفال، والذي من شأنه أن يؤثر على كلا الجنسين وليس فقط كما شائع دائماً على الفتاة، وإن كانت مضاره عليهن أكثر وضوحاً.

إن هذا النوع من الزيجات ينعكس سلباً على كافة الأدوار والوظائف الاجتماعية، مروراً بالجوانب المجتمعية كافة ومنها الاقتصادية والنمائية والمعرفية والتطورية.

كما أن هذه الزيجات تسهم بإلغاء مراحل كاملة من الحياة التأسيسية للإنسان والتي من شانها أن تلعب دور كبير في تركيبة الشخصية النفسية والاجتماعية ومالها من تبعات على مستقبل المجتمع.   

 

تحقيق طبي: د.يوسف استفانو أخصائي طب الأسرة والجراحة العامة والتجميلية

تحقيق قانوني: المحاميّة الاستاذة ريتا الياس منصة مرداد

 

من سلسلة (وعي من أجل حماية الطفولة)