أخطار زواج القاصرات على نفسية ونمو الطفلة وانعكاساته السلبية على الأسرة والمجتمع

فريق مرداد

21 يونيو  .   7 دقيقة قراءة

يمر الملايين من الفتيان و الفتيات بمرحلة المراهقة التي تعتبر مرحلة حرجة حيث يكتسبون تجربة الحياة عبر المدرسة ، التكوين المهني ، العمل ، الأنشطة الجماعية ، مجموعة الفتيان و العلاقات الشخصية ، و لدى أغلبية الفتيان بعض التجارب الجنسية الأولى أثناء سنوات المراهقة ، و يتعلم اليافعون المعايير الاجتماعية و الخاصة بالجنس في جماعاتهم ، بعضهم يحمي صحته و حقوقه ، آخرون لا يتمكنون من ذلك ، و تضع هذه المعايير اليافعات في مواجهة تحديات خاصة التي تتمثل في : القيود المفروضة على استقلاليتهن وعلى تحركاتهن ، انعدام المساواة في التربة و الوظيفة ، الضغط الممارس عليهن من أجل أن يتزوجن و يكن لديهن أطفال في سن مبكرة ، و تفاوت في نسبة القوة الذي يقيد تحكمن في حياتهن الجنسية و الانجابية .

 

تعريف المراهقة:

وهي مرحلة طبيعية في حياة الإنسان تبدأ من سن الحادية عشرة إلى حوالي الثامنة عشرة تقريبا من حياة الفرد ، و هي مرحلة انتقالية تجمع بين خصائص الطفولة و سمات الرجولة ويبدأ بالبلوغ و تنتهي باكتمال الرشد ، و تعتبر فترة تغيرات بيولوجية و نفسية و اجتماعية و جنسية ، لذلك فهي فترة هامة لتكوين نمط الشخصية للسنوات المقبلة.

وتعني النمو والتطور.

مصطلح النمو: هو ما يصيب الانسان من تغيرات جسمانية ينجم عنها زيادة في طول ووزن وحجم الجسم، وكذلك التغيرات التي تحدث في سلوك الانسان ومهاراته وخبراته، وما يطرأ على قدراته الانفعالية والاجتماعية والجنسية من تطور، وتتخذ هذه التغيرات مظهرين: 

  • المظهر الأول تكويني كنمو طول الجسم ووزنه وحجمه والذي يشمل جميع أعضاء الجسم الداخلية والخارجية، بما فيها الأعضاء التناسلية.
  • أما المظهر الثاني فهو المظهر الوظيفي: والذي يعني التغير والتطور في الوظائف التي تؤديها أعضاء الجسم وهي وظائف فيزيولوجية وسيكولوجية وعقلية واجتماعية.

أقرا أيضاً: زواج الأطفال القسري، خطره على صحتهم وموقف القانون منه

 

تعريف زواج القاصرات: 

-هو كل زواج في عمر أقل من 18 سنة، بالنسبة للفتاة أو الشاب التي لم تبلغ بعد النضج الكامل لأعضائها في هذه المرحلة.

-لا تملك الفتاة القدرة على إعطاء أية موافقة يمثل (زواج إجباري) 

-اختيار زوج لفتاة غير ناضجة دون موافقة يمثل (عنف قائم على النوع وانتهاك لحقوق الانسان).

 

أسباب زواج القاصرات:

يوجد الزواج المبكر في العديد من المجتمعات وبالأخص النامية لأسباب تقليدية، ثقافية ودينية واقتصادية منها: 

  • استمرار علاقة بين العائلات: وهو الذي ينتج عن توفيق بين الآباء الذين التزموا بتزويج أبنائهم من أجل تمديد صداقتهم (ومن المستحيل تقبل التضحية بحياة وتقرير مصير من أجل إرضاء وجود الآباء، صحيح وإن كان الآباء مسؤولين عن حياة أبنائهم، إلا أنهم لا يملكونها).
  • الحفاظ على شرف العائلة: لاعتقاد المجتمع أن المرأة العازبة الغير متزوجة هي عار للعائلة.
  • الحفاظ على العذرية قبل الزواج: تفرض المعايير الاجتماعية التقليدية أن تكون العروس عذراء، لأنه علامة للشرف والتربية الحسنة بالنسبة لعائلتها
  • عادة أن الفتاة تنتقل من منزل الأب إلى منزل الزوج: (المتوالية المسماة منطقية لسير التطور التقليدي للفتاة في مجتمعنا)
  • اجتناب الحمل خارج إطار الزواج: لأن غير ذلك هو عار
  • الحل الودي للاغتصاب: يفرض المجتمع على المغتصب (المعتدي) أن يتزوج ضحيته، وهكذا تخضع الفتاة المغتصبة لعذاب نفسي وجسدي طول حياتها.
  • الفقر وسوء الاوضاع الاقتصادية للأسرة: وذلك من خلال فرض مهر للفتاة وأخذ من قبل الأب، خاصة في ظل تزايد عدد أفراد الأسرة.
  • العادات المتوارثة المتمثلة في اعتقاد الأهل أن زواج البنت سترة.
  • أيضاً هناك نقاط لها علاقة بالأزمة والحرب والتي أفرزت نمطا جديد من الزواج المبكر ترتبط بحماية الفتيات العازبات
  • إضافة إلى الفتيات والنساء اللواتي تم تزويجهن لأمراء الحرب وتركهم بعد قضاء ليلة أو أكثر وما ينتج عنه من تبعات
  • التخفيف من الأعباء المادية المترتبة على وجود البنت على عاتق رب الأسرة وصعوبة تأمين سبل العيش....

أقرا أيضاً:  أرقام صادمة وإحصائيات تسمعها لأول مرة عن زواج الأطفال

 

آثار الزواج المبكر على النمو العاطفي والمعرفي: 

يشكل الزواج المبكر أحد أهم العوائق التي تعوق عملية النمو الطبيعي للإنسان عاطفيا ومعرفيا، لما له من آثار سلبية على نمو الانسان في مراحله اللاحقة.

صحة الأم والأمومة: والزواج المبكر يطيل مرحلة خصوبة المرأة، مما يمثل في حد ذاته خطرا على الأمهات، ويتم الضغط عليها من أجل ولادة عدد كبير من الأطفال، بالإضافة للتكلفة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والزيادة السكانية الخطيرة 

الزواج المبكر / الاجباري: العديد من ضحاياه يخضعن لعنف أسري مديد ضد المرأة، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية وغياب الدعم العائلي، وعوامل اجتماعية أخرى قد تؤدي إلى الطلاق والانفصال بسبب سلوك الزوج العنيف، وقد تجد المرأة نفسها أمام واقع الاعتناء بالأطفال لوحدها مع عدم قدرتها على الانفاق عليهم.

بالإضافة لتبعاته في:

تدني مستوى التعليم: يحرمالزواج المبكراليافعين الحق في التعليم الضروري لتطورهم الشخصي و لتحضيرهم لحياة الرشد، و لمشاركتهم الفعالة في سلامة أسرتهم المستقبلية و المجتمع، و بالتالي حرمانهم من التطور الفكري، الشراكة، صداقات خارج دائرة العائلة، و العديد من التدريبات النافعة، الشيء الذي ينقص من إمكانية صنع هوية خاصة بالفتاة، و قدرتها على التعبير عن رأيها و نقص تقدير الذات لديها.

 

أضرار  الزواج المبكر على المجتمع:

كما أن عدم نضج الأم المراهقة ونقص تربيتها يعيقان قدرتها على تربية الطفل.

-مد أمد الفقر:

أخطار الزواج المبكر على مستوى الفرد: 

  • ابعاد الطفولة والمراهقة
  • تناقص الحرية الشخصية
  • نقص القدرة على تطوير شخصية مستقلة
  • ابعاد السلامة النفسية والانفعالية والصحة الجنسية وحظوظ التربية
  • يحرم الزواج المبكر الطفل من عدد من الحقوق التي تضمنها الاتفاقية المتعلقة بحقوق الطفل وهي:
  • الحق في التعليم.
  • الحق في الحماية من كل أشكال العنف الجسدي والعقلي، المعاملة السيئة، المعاملة الجنسية السيئة وكل أشكال الاستغلال الجنسي.
  • الحق في التمتع بأحسن حالة صحية ممكنة.
  • الحق في الاعلام والتوجيه المدرسي والمهني.
  • الحق في الراحة ووقت الفراغ والمشاركة بحرية في الحياة الثقافية والفنية.
  • الحق في عدم الانفصال عن الوالدين ضد إرادتهما
  • الحق في الحماية ضد كل أشكال الاستغلال الضار لكل مظاهر السلامة.

 

أخطار الزواج المبكر على مستوى الأسر والمجتمع: 

يؤثر على سلامة الأسر والمجتمع عامة، وذلك عندما ينخفض المستوى التعليمي للفتيات ويهيئن بشكل سيء للعب دور أم ومشاركة في المجتمع، لا يكون بشكل فعال. 

 

دراسة حالة حول الزواج المبكر: 

زينب تقول: " تزوجت وتطلقت وعمري 18 سنة، فرحت بشدة عندما تمت خطبتي وعمري 15 سنة، وتزوجت عند 16، وتركت المدرسة، وكان زوجي ميكانيكيا وقد أدمن الكحول والمخدرات، وبدأ يضربني ويشك في سلوكياتي وتحولت حياتنا لجحيم خاصة بعد تأخر حملي، وتحميل الطبيب المسؤولية لي، لأن نمو رحمي لم يكتمل بعد لصغر سني، وفجأة طلقني زوجي وعدت لمنزل والدي وأشعر بأنني تجاوزت الأربعين، ووجدت زميلاتي اللاتي كن يحسدنني منذ عامين أصبحن في الجامعة، وقطعن صلتهن بي لأنني مطلقة ".

 

أقرا أيضاً: اغتصاب القاصرات في لبنان ومصر والمغرب وموقف المجتمع والقانون منه

 

خلاصة:

يحرم الزواج المبكر اليافعين واليافعات من جل حقوقهم الانسانية، ويؤدي إلى نتائج صحية واجتماعية خطيرة، لذلك لابد من تكاتف الجهود الوطنية والدولية للحد من هذه الظاهرة من خلال اصدار قوانين تمنع الزواج المبكر وقوانين تحد من دوافعه، ضرورة زيادة وعي الأسرة وتغيير لغة الحوار الموجهة لها ورفع المستوى التعليمي للفتاة.

 

بقلم: الباحثة الاجتماعية رشا بيطار، ماجستير في علم الاجتماع، ناشطة اجتماعية في مجال العنف القائم على النوع الاجتماعي.

تحرير: شادي رزق مدير تحرير القضايا الاجتماعية والفلسفة في منصة مرداد

 

من سلسلة (وعي من أجل حماية الطفولة)