31 مارس . 10 دقائق قراءة . 1439
اللوحة لدى الفنان التشكيلي ( بشار العيسى ) هي بناء ذو اسس جمالية وانسانية وبها الكثير من الاستبصار والتعمق ذو البعد الشمولي الانساني الذي يوظف الفن ودوره الوظيفي في بناء صروح الانسان الحضارة لانه مؤمن اهمية تغير الانسان في صيرورية وجوده لهذا جاءت لوحته عبر موهبته المبكرة والتي نما بها في شمال سورية وفي ( الغنامية ) حيث القرى البعيدة الوادعة عن مجتمعات المدن الكبرى التي تحطم انسانية الانسان . في دور احيان نجده في الفن بطريقة صعبة وغير محببة للانسان الذي نطمح لتاثيره في بيئته . ومن تلك الرقعة الجغرافية والانسانية نما جهد الفنان التشكيلي ( يشار العيسى ) راسما روحه المبدعة على حقل ممتد بداخله ليكون صوت ناسه وعالمهم الانساني عبر حياة مفعمة بالحياة والتعب والشموخ والانكسار والكبرياء والاصالة والحرمان ومزيج متناقض مابين ناطحات الاسمنت في مراكز المدن ومابين الانسان الاول لقرى الريف الشمالية والانسانية حيث الفلاح والعامل والام والاخت والجار والعشيرة وتضاريس كل منهم في تفاصيل محببة . حولها الفنان التشكيلي ( بشار العيسى ) الى رموز اسطورية هي ابطاله الملحميون في موطن اعماله الفنية التشكيلية المرسومة منها في فنون الرسم الصحفي السريع ( الموتيف ) والغرافيك او عبر تلاوين اعماله التصويرية بفن الزيت على القماش وفيما بعد رسمها بالوان مائية واكرايليك وغواش وغيرها من الخامات التصويرية الفنية التي تساعد الفنان على قول كلمته في وثيقته الجمالية والانسانية الصادرة عنه .
لهذا اخذت المؤثرات المحلية بعدها التاريخي بانسانية هذا الفنان التشكيلي الذي انحاز من اول الامر الى الناس ومعاناتهم في قراهم وكدهم اليومي وارتحالهم بين زهور الحقول الفسيحة وسنابل قمح الجزيرة السورية التي تشتهر بحدود طبيعية للانسان المولود فيها حيث الاسس المتينة مع التعب اليومي والمعاناة ومابين فكرني الحصاد والمطر والزرع واليباب سكنت افكار هذا الفنان اعماله الوان انطباعية باسلوبه التعبيري القائم على واقعية المنشأ وحداثة التعبير ونشوء عمق المعاصرة في تنفيذية مسعاه الابداعي كاحد المنابر الابداعية التي يقول فيها كلمته الفنان التشكيلي ( بشار العيسى ) عندما يحاصر المشهد او الموضوع في فسحة جمالية لايريدها كتقرير اخباري تصويري عن الحالة الانسانية الموثقة بحس ابداعي عالي الشأن والاهمية بل عبر روحية التعامل الفني مع مكونات روح الفنان المناضلة لاجل قيمة الانسان في حيز مفهومة الذاتي الذي تربى عليه وشاهده بام عينه . في خلايا الروح والحياة الكامنة بها كل اسس خفايا النفوس وقيمة ضياع احقاق الحق لانسان يكدح ويتعب ويموت من شدة التعب والجوع وينسى عن رسم معالم خلايا الاستبصار حيث المعاناة التي كتبت قصص وحكايا الكثيرون من ابطال روايته التشكيلية التي يكتبها منذ ياقعة اظافره،
وحتى مشهدية مأثره النضالية ضد الظلم والاضطهاد والرجعية والاقصاء والتهميش . في يومياته الحاضنة لابداعه سواء على صعيد الرسم او الكتابة وهو الفنان التشكيلي المثقف برؤى انسانية تجاوزت سلم الدور الوظيفي لكتابة أي كلمة بل ذهبت الى ابعد مدى من حرارة اللقاء لاصابعه العاشقة مع قضايا الناس والشعب الذي نذر نفسه له . مكافحا عن همومة والامه ومعاناته وقهره واحباطاته وطموحاته . فكان الفن والادب والثقافة والنضال السياسي عالمه الاثير لانه تجسد في الكثير من مواقفه الانسانية والجمالية . عبر مسيرة حياته الطويلة والمؤرخة لحقبة زمنية هائلة تشبه الذاكرة الخصبة . عندما نقرأ حقيقة واقع الالم في اللوحة التشكيلية السورية المعاصرة والحديث . ولااحد يدلل على جماليات رسم الالم . متجاوزين بذلك ارشيف ضخم لاينسى ولاتناساه اجيال قادمة تعرف كيف تنتقي المعلومة الصحيحة من المعلومة الرسمية التي تصدر كذر الرماد باعين الاخرين والحقيقة . لهذا وبدارسة واستبصار وبنظرة تقيمية وفنية وسيكولوجية . يمكننا الوقوف على عوالم الفنان التشكيلي السوري ( بشار العيسى ) وقفة تأمل ووله وتفاعل وعشق لنقول بان تلك الوالم ماهي الا سياق طبيعي لفنان هو من اهم الرموز التشكيلية المحلية في مشهدية الحركة التشكيلية السورية التي تشهد الكثير معه الالتماعات والدلالات والايحاءات المشرقة كما تعاصر وعرفت الكثير من الجماليات المشبعة بالمميزات .
لهذا كان ( بشار العيسى ) معزوفة مختلفة ومازالت تتحدى اغنية الفنان العادي ومفهومه عاديته فالفنان التشكيلي ( بشار العيسى ) لايعرف لمحبته حدود وهو انساني الهوى والمنحى والسلوك وهو يشبه العاشق الواله الذي لايعرف لحبه حدود وهكذا صنع الارث الحضاري بانسانيته فكتب محبة وعمق واصالة وتاريخ وايات من الفكر والوعي والجمال ونسغ حياته بتفاصيل يومية مليئة بالابداع رغم مرارة الكثير منها وعمق حرارته بالجسد الانساني لروحه المعذبة والقلقة في فنون ديمومة عيش الانسان ونسغ توثيق الحياة بتوثيقية وتسجيلية وفق مرجعيات عمر القائد الانساني الذي يفكر بالناس والجماهير والشعب الممتد ليس برقعة جغرافية محددة بل وفق مكونات خطوطه الانسانية الابداعية التي نذر نفسه سيد للدفاع عنها والتحدث باسمها . راسما للمشهد الانساني في عالمه قصة هدير الحرف الذي يحارب القمع والفساد والظلم الانساني الذي الحقوه في بناء الحضارة والحياة وهو ضد الانسان فكتب الكثير في هذا ونشر العديد من الدراسات والنقد والاستطلاعات الاجتماعية والسياسية كي يكون في فمره وثقافته وعلمه ونضاله شعلة مقاومة ومتسعا للقطات ابداعية مفعمة بالروح العاشقة التي تقاوم تصحر الانسان المعاصر ضد اخيه الانسان بدون أي تعصب او تطرف او غلو اوطائفية او تحزب .
والفنان التشكيلي السوري العالمي ( بشار العيسى ) هو اكثر الفنانين السوريين المغتربين في العالم وفي باريس ( عاصمة الفن والنور والحرية وتلاقح ثقافات الشعوب ) هو اكثرهم شهرة في الساحة العالمية والعالم العربي والشرق مما مكنته مكانته الابداعية من جمع مابين الفن والثقافة والادب فكانت اعماله الفنية ورسوماته الابداعية اغلفة اغلب مطبوعات الشعراء والادباء والروائيين والقصاصين والسياسيين والكتاب وهو الفنان المثقف الذي كانت الثقافة والفكر موطن عذاباته المستمرة .حيث منذ البداية عانق اشعار العشاق والمناضلين وقصص حكايا الاسطورة في موطن قدرات الفنان على التكيف عندما رسم الانسان الشمالي الريفي القروي فاصبح صديقه بجداول ايقاعية جمالية وكانه الرمز التاريخي لانسان هذه الارض ومنذ ذلك التاريخ لبواكيره الابداعية الاولى الى هذه اللحظة تسكن لوحته ذاكرة مختزلة والرمز سيد الموقف في عموم اعالمه الفنية التشكيلية التي تزاوج الماضي بمعانيه الاخلاقية والحاضر المعاش بهمومة وقسوته وصوره المعاصرة فسكنت رموزه التشكيلية تعبيرية محملة باشكال واقعية في بناء تشكيلي ساحر. لايعرف غير سريالية الاحلام في تكويناته الشكلانية التي يحاول سبر اغوار التاريخ الانساني من خلال امراة الشمال الحزينة ناهلا من المحتوى والتقنية ومايتبادر للذهن من حلم ومعاناة شكل الجمال الموشى ببدائية عمر الجمال في انسان تلك المعمورة التي هي اهله وناسه وابطاله
من نساء ورجال واطفال وسهوب واشجار وماعز واحصنة وحمير ومؤثرات سكونية كالفضاء الفسيح والعالم المتيافيزيقي لروح عمر الارض لونيا عندما ياتي الربيع وترقص الناس ( اعراس النيروز ) فيطرب ( الناي القصبي ) على انغام لوحته المكتسية فرادتها الانسانية من فرادة انسانها وعميق مزركشات حلمه الانساني والحياتي ليقول غناءه الحلو العذب في بقعه الضوئية المتفقة ببعد فلسفي معاش.وباسلوب الولوج الابداعي والقدرة والتمكن والعديد من الفونات اللونية لتدرجات اللون الواحد ومرات عدة الالوان تأتي لوحة الفنان مخضبة بكحل الامهات والحبيبات وجدائل عمر الشمس في انسان الجزيرة السورية الشمالية حيث الرجال تحت الشمس وحالة الالتحام مع الارض وقضايا الارض والانعتاق والحرية هي جماليات مختزلة بعمق رسم الفنان ( بشار العيسى ) عندما يحاول تقديم فلسفاته الانسانية في شكل لوحة ،
ورموز تفصح عم تفضح لتقول ان النوازع الذاتية لمكنونات الفنان الداخلية هي تعابير مفاهيم الفن والانسان وقيمة الارض والانسان هي كل ماقترن بكوامنه المشبعة بقضية الانسان وهي القضية الملحمية التي عاشت به لوحة الفنان ولم تتخلى عنه فبقيت ملتزمة به رغم كل الاحباطات والانكسارات وزمن الهزائم واستسلام الكثيرون من مبدعيها لاغراء السوق الفنية التشكيلية التي همشت دور الانسان في اللوحة لصالح مكاسب انية لاتعرف الا الربح السريع والسقوط المريع وهذا حال كبيرة بدءت الساحات التشكيلية العربية والعالمية تشهدها ولكن صمود الفنان التشكيلي ( بشار العيسى ) بجلد اكيد وصبر متين وعزيمة وهم وكما قالها ابو الطيب المتنبي ( على قدر اهل العزم تاتي العزائم ) و ( على قلق وكان الريح تحتي ) بقي التشكيلي الانساني السوري ( بشار العيسى ) رائد عمر النضال الانساني والتشكيلي في عناصر علاقاته التواصلية وقواسمه المشتركة مابين انسانه وارضه وفنه وفكره وهنا خروجا يحسب له بحقيقة الغير مالوف وبقيمة حميمية الابعاد والعلاقة. وهنا قيمة ابداعية له مندمجة باحساسه البصري المدرك لذاته الملونة والمجربة لبانورامية الفنان الانسان المتمكن من التزامه وحقيقة جدية طرحه الانساني بخبرة مليئة بالخصوصية وبمساحات من وعي الانسان الاهم وباوج ألقها المقصود والمحاكاة والشفافية وهو المشبع بالخصوصية الممزوجة بعشق ابداعي للانسان واللون مظهرا بها كل الاوابد التاريخية لمدلولاته الرمزية المتداخلة بمعاني ومفاهيم متعددة الصياغات والاهداف والتعابير الانفعالية التي تتجسد في تحويراته الانسانية الشاقولية نحو الاعلى والسمو وبقصدية لاتكاد تنتهي من مداها التجريدي التعبيري بقسوة الخطوط الطولانية يرسم مساحاته الانسانية اللونية فيزرعهم في توزع منطقي وامتلاك ذهني واحاسيس مرهفةكمجال حيوي للصياغة التشكيلية التي لاتخرج من عالمه الانساني الذي يريد له كل هذا الاتساع والمدى في ذاكرة متقدة من معين تراثه الشعبي والفلكوري الزاخر لموحيات اساطير شخصية الفنان المستقلة بمناهل ابداعه .
حيث شخوص واقعه لحمته التصويرية والانا الداخلية المنفعلة بايثار بناتج منطقي وطبيعي ويد مبدعة هي ترجماته الانفعالية اللونية وفق تمتمات لونية ساردة لرؤية الاشياء بروح ميثولوجية اشبه بتدرجات الاحمر والبرتقالي المتوافق مع الاخضر الفيروزي وتقاسيم الحالة اللونية والتشكيلية والموسيقية وكانه الماسترو الابداعي امام جوقة عناصره المحببة بمدى التحام حميم وملحمي لاينفك عنه لانه هو نفسه وهو مابه من دلالات فكرية متأصلة به في ملامح ابداعية توشي بها الضربات اللونية والملونات التصويرية واللون المستنتج من روح الفنان الرسام والمصور باصالة دراما تيكية محتوى انوار اهداب الضوء به .عندما يلاعب الغيوم والبشر الحالمون وتسلق الروابي والوديان والبيوت الطينية المربعة الشكل بابواب مستطيلة ونوافذ تحدد من هو القادم لزيارة الاحبة ومناديل الحبيبات المطرزة بوشم الامهات والاهل والغائبون عند اول الصلاة وخيوط طلوع الفجر حيث فروض الشكر والطاعة ووقع اقدام شرطة الهجانة عندما كانوا نزلهم السماوي مملكة الكون والفقراء والحدودوالمهربون باشعاعات الشمس الحارقة او عندما فركت طفلة اللون عند الفنان محتوى يديها المحناة بضغيرة الايام وشجر الخربوب البري وحركت استارها باهداب الضوء وشفافية الحلم لانتى الحلم والريح في طفولة المستحيل لازهى ضياء في بستان الحب مع اجمل الطيور المهاجرة باعذب التناهيد وكانها غيمة فرح بمطر بعيد باعث في دفء الاوصال الباردة لذة العشق القديم مع اول خيوط الشمس والحب والفن .
هكذا يطوف الفنان الشاعر ( بشار العيسى ) بسري ملائكته واحمال الزمن الصعب اعباء السنين بعدما تكدس على الظهر ضخرة سيزيفية لاتنتهي من اثقال الوطن البعيد وبقلب مسفوح به كل السنوات وحتى يوم القيامة . وماين العين والحنان ولقاء الاحبة في لوحة وورقة وحبر ولون وحياة وخطوط نظر بعيدة واربطة قلب استكانت على الحب والعشق وحده . يلتحق كل يوم بمدار الفرح ومعه قيود التعب والمشقة والحب الاممي الاكيد راسما للعرق الموجع معطف انساني طويل يشبه ثوب النصب التذكارية التي كانت تربض على مفارق المدن لانها للفاتحين فقط . هو يرسم وطأة الالم وثوب الحلم وزخم الياس والجمال في العديد من صور الجمال وبمفعول عجائبي لايخلو من ساعات التعب والكد والعمل ينتظر دابة المدار في شكل كائن خرافي عله يرسم المعنى الاخير بتفاصيل الوجه المتعب حتى لو ابتسم ببهجة عابرة كي يوشم الزمن الهارب بالروح العاشقة والاصابع العاشقة انه الوشم والحناء .بشار العيسى فنان تشكيلي سوري عالمي بمخزون عظيم من الالتماعات الابداعية وهو طقس استثنائي في جماليات المحترف التشكيلي الاممي والسوري لانه نسيج روحه العاشقة للناس والارض والفكر وهو جندي مقاتل بقلمه و فكره و لوحته تجربة عصامية متفردة ومعاناة حب وامل وطموح ناس لايعرفون اليأس وعزلة الكائن .وحواف الشمس وطهر الانفاس فلسفة انسانه المرسوم بعالمه لايقبل المساومة على حناء غيوم قريته الغنامية في شمال سورية مهما كانت الاسفار نبضات لون طرية به فهو يتحرك في معزوفة الامل كي يرسم امل للناس والاحبة والفقراء .يقيم في باريس منذ سنوات العمر المديدة وقد رسم حياته شكلا من اشكال العاشق الابداعي لانسانية الانسان في مواقف انسانية تتمايل الذاكرة الخضراء بذكرها .
وهو ملون ورسام وسياسي ناقد وصحفي مؤرخ لعمق النبض بالانسان العالمي،
اعماله الفنية في اغلب متاحف العالم وسورية ولوحاته دخلت العديد من المدن والمعارض العالمية وصدر عنها العديد من الدراسات والكتب والمقالات والاستطلاعات الصحفية والاعلامية ويعتبر اهم المثقفين في داخل الحركة الابداعية المهاجرة في مدن عالمية قد منحت له ان يقدم الناس بقوة امام حركة الاضواء العالمية والملتقيات الدولية كي يكونوا صوتا لاينسى من خلال عطائه الانساني والفكري . ممتدا بنسيج حضارته النابعة من عمق حضارة الانسان،
قراءة نقدية: عبود سلمان/ كندا
ادمنتون / البرتا
05 أبريل . 11 دقيقة قراءة
27 مارس . 5 دقائق قراءة
14 يناير . 1 دقيقة قراءة
15 فبراير . 2 دقيقة قراءة