02 أبريل . 9 دقائق قراءة . 900
يعتبر المعلم التشكيلي العربي عصمت داوستاشي، من أهم الفنانين التشكيليين العرب، وهو من أهم نخبة كبار الفنانين التشكيليين العرب في مصر، وأحد الرموز العربية التشكيلية الرائدة،والمعاصرة في خصوصية تجربته الفنية التي تقوم على المياومة مابين التراث والمعاصرة، والمغرقة في موروثها الشعبي اأاصيل، وهو الباحث التشكيلي الحيوي، والمجرِّب بحدود شتى، مفتوحة على الحداثة في صيغ محلية تصطبغ بها خصوصية عالمه التشكيلي المفتون في شعبياته المغرقة في مصريتها ومحليتها، والباحثة في خبرة أؤلئك الخبراء التشكيليين الجماليين القلائل الاستثناء في مسيرة الحركة الفنية التشكيلية العربية، والمصرية،والعالمية، ومن عنفوان نشاطه الدؤوب الذي لايتوقف في مدينته الإسكندرية، وهو احد أبرز رموزهاالوطنية المصرية ،
حيث في مدينته كان ولايزال أهم مسؤولي بنيالي الإسكندرية العربي المصري الشهير، واتيليه الإسكندرية الغالية، عروس حوض البحر الأبيض المتوسط، ومن أقدم الملتقيات التشكيلية العربية الرائدة لزمن بعيد، وأساسي في الحركة التشكيلية العربية المصرية، وقبل انطفاءها تحت اي شروط اخرى،
يظل ذلك الفنان الرائد،والمعلم التشكيلي،والمجرب الذي يضج شبابية رغم تقدمه بالعمر، ويظل جهده الريادي في توثيق مسيرة الحركة الفنية ،من خلال الكتابة التشكيلية حول أهم رموز الفن المصري،وتقديره في كتاب مستقل يشتغل عليه منذ سنوات ،ويوزعه عبر البريد الورقي،وعلى حسابه الخاص، بحيث له دور ثقافي تنويري ،يساهم في تأصيل مكانة الفن التشكيلي العربي المصري في الآفاق الرحبة، ولهذا يظل كنز من كنوز المعرفة التشكيلية،وتعبير صادق عن جهود باحث تشكيلي عربي مختلف، واستثنائي،صادق وأمين ونزيه ونظيف، بحيث لايؤمن بالحكي والثرثرات المجانية، وكثر الكلام الفارغ، التي يمتهنها البعض من أدعياء الكتابة التشكيلية ، والتاريخ التشكيلية، ولكنه يبقى مدون للتاريخ وهو المؤرخ الصادق الأمين،
ومنها لن أنسى ذلك اليوم التاريخي الذي تكللت بلقائه فيه ، عندما وجدته ذات يوم ،في وجهي الكريم، و عندما كنت أقيم في دمشق أقضي خدمتي الالزامية، في أحد أيام سنة ١٩٨٨ م، كنت أزور معرض دمشق الدولي بشكل دوري، مثل عادة كل السوريين، وفي جناح جمهورية مصر العربية، وجدته يقف مثل أبي الهول العظيم، في خيمته التشكيلية، ومعروضات جمهورية مصر العربية، ولوحات مبدعيها الكبار، الأصلاء الأمناء على سمعة الفن العربي الأصيل، وبحيث يشتهر في معارضه التشكيلية، واغلبها حداثية وبعضها مفاهيمية شعبية ،تستلهم حياة روح الشعبية المصرية،ونبض روح أحلام الناس ،حيث هو فنان الشعب بامتياز،وخارج عن مألوف رتابة الحكاية التشكيلية، والمعرض التشكيلي،
يبقى هو قامة من قامات الفن المصري الخصب، في ريادته المعروفة، وفجأة وأنا اتجول وجدت وهو روح نبض جناح جمهورية مصر العربية، وقد سكن في حيوية وإخلاص منتصب تلك القامة التشكيلية العربية المصرية الرائدة امامي، بكل حيويته الديناميكية، وجمال مصداقيته ,الحقيقية ، كان يقف معي، وحيث من يحرص أن تكون عروضه التشكيلية خارجة عن المالوف، ولكنه ليس ذلك الغرائبي المجاني العدمي، وانما ذلك المبتكر الخلاق، وبكل حنان وجمال انساني و رحابة صدر ، عانقته لأني كنت معجب به وفنه ومسيرته المميزة، والتي كنت اقرأ عنها في مجلة “ الموقف العربي" السياسية ، وهي مجلة كانت تصدر من قبرص ، وعربية الإتجاه ،وفيها كان يرسم الفنان السوري يوسف عبدلكي رسوماته الناقدة، حيث احظى دائما في حوار صحفي في القسم الثقافي معه ،وكم يسعدني أن أجد فكر وفن أستاذنا عصمت داوستاشي،الذي هو غني بالمعلومات القيمة، والفكر والابداع ،والخصوصية الجمالية، في الطرح التشكيلي، ومع ذلك اللقاء الخاطف في سرور مدهش، دعوته لزيارتي وانتقلت معه إلى مرسمي في باب الجابية، حيث أسكن في دمشق القديمة بعد جامع الدرويشية، وتواعدنا على التجول في أزقة دمشق القديمة ،وسوق المهن اليدوية،وسوق مدحت باشا ، وحمام نور الدين الشهير، ومقهى النوفرة، وباب توما،والحميدية،وأن نأكل الفول والمسبحة والحمص، وكما طلب مني، أن يكون لقاء عفوي، خالي من أي برمجة اخرى، وببساطة تلقائية، كنا وقد تعرف على فنانين في مرسمي كانوا يزوروني، وتبادل الحوار معهم،وسره، ومنها تبادلنا العناوين البريدية، وتواعدنا على المراسلة الإنسانية، وهكذا فعلنا ،وطلبت منه أن يقبل مني لوحة تذكارية من أعمالي الفنية، من أحدث أعمالي الفنية، وكم سروري عظيم أنه قبل لوحتي مني ،وأن يكون تذكار عزيز على قلوبنا، وذكرى مستمرة، ليظل مستمرا في مراسلات لي ،وأنا اقيم في مدينة الميادين شرق سورية، بالقرب من الحدود العراقية ، ولم يترك كتاب فني تشكيلي من أبداعه عن الحركة الفنية التشكيلية المصرية، إلا وأرسله لي ، متحملاً أعباء أجرة البريد وتكاليفه ،وفي كل مرة اشرح له أن يتوقف عن ذلك مغبة أن ترهقه ذلك، وهو يضحك عاليا ،ويبتسم ويكتب لي أن منتهى سروره أن تصل رسائله لي، ويطمن، وأن تصل منشوراته الفنية المصرية ، عن الفن التشكيلي المصري ،والتعرف إلى أهم رموز وطنه الحبيب،وأنه يكون سعيدا في ذلك مع امكانياته أن ينتشر بين الفنانين التشكيليين العرب، والسوريين، وبذلك يخلق مناخات مشتركة في عيون أبداع أشقاءهم، ولليوم أذكر أجمل كتاب ارسله لي ،ولن أنساه كتاب عن فنان تشكيلي مصري مات في ريعان شبابه،وأعماله مؤثرة ، وبه خصوصية لم نرها كثيرا في نتاجات العديد من الفناني العرب، لليوم أحفظ اسمه إنه : سعيد العدوي، أشهر رسامين الموتيف الصحفي الفني التشكيلي في خاصية الرسم التشكيلي،والاسكتش،وهو نابض بالأفكار والمران، والعذب كالنيل في عطاءاته وتخيلاته،
وظلت مراسلاته تصلني لي فترة طويلة،تستلمهم امي وهي تفرح بهم، وتضمهم إلى صدرها، وتحتفظ بهم حتى تعطيهم لي، وترى ابتسامة على وجهي، وحتى ما سافرت الى فرنسا ومن بعدها السعودية، للعمل في مجال تدريس الفنون والتربية الفنية، انقطعت اخبارنا معا، وإلى بعدها بحثت عنه بالانترنت ،والشبكة العنكبوتية، ولم اجده كثيرا، قبل اخترع مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك منذ سنة ٢٠٠٠م، رغم انتشاري في الاعلام الالكتروني، وقتها واكتب كثيرا زمن المنتديات الإلكترونية، وفي سنة ٢٠١١ وفي بيروت عندما اقمت فيها مضطرا ويارب من حرائق وطني المنكوب سوريا، وجدت تواصلي معه عبر صديقة فنانة تشكيلية لبنانية من زغرتا، حيث كانت من المتدربات في مرسمي في الحمراء، وحيث نقلت لي خبر سعيد جدا، أن الاستاذ التشكيلي المعلم القدير ،المخضرم العربي الاصيل، الإسكندراني العزيز، كان يحضر مرات الى ملتقى الفنان العربي اللبناني جورج الزعني، للفن التشكيلي، وحيث كان يقيم لفترة في الصيف هناك في اهدن ، وقتها طلبت منها أن تتكرم علي بتزويدي بصفحة ذلك النبيل التشكيلي المتواضع المخلص الوافي الحميم، ولم تكتفي بانها ارسلت له صفحتي، بل حملت لي عبر البريد مجموعة لوحات عربون اهداء بيننا، أرسلهم صديقي الكبير الفنان إلهام، لي كي اعرضهم ، وان ابيعهم ،واتبرع بقيمتهم لصالح الشعب السوري، الذي يعاني من ازمات الحرب، وانا اتصرف في قيمة لوحاته لصالح بعدما عرف العوز والضيق الذي مررت به ، وقتها لن أنسى رسالته المؤثرة والمرفقة مع لوحاته الهامة التي احتفظ بهم لليوم، واتمنى ان يكون جزء من حياة قيمة ذلك الجمال في تراث الانسانية والابداع الانساني، حيث يرسم جهود ذلك الفنان الانساني عصمت داوستاشي مكانته مع قيمة حياته في ابداعه النابض في اهمية قيمة الانسان ،وفي خصوصية جمال تجريداته الشعبية، في ميزة فن التصوير الشعبي العربي الشرقي ،الطالع من تراث مصر المحروسة،وملامح الوانه الحيوية المتطورة على شكل التلقائية، والشعبية المحلية، المدرسة في ايقاعاته،وتكاوينها ،ووفق حس درامي فكري ،يحاور ادمياتها المرسومة في حنو شديد، والمشبعة بالتكاوين الحرة، في فرادة مناخاتها السابحة في منمنماته المصرية، والرسم الشعبي المفتون بالابيض ، وهو الذي يصوغ ،بصمات خصوصيته، واجساد احاسيس الموتيف الشعبي التشكيلي لدى حكايا ناس بلده ،وقصص موالده الشعبية، في حس غرافيكي مشاكس للتقليدية المعهود، التي تعاند السائد لذلك الرسم التقليدي،حيث يصاهر اللون الطازج وجوه نساءه الجميلا، المصريات في مكانة اهمية المرأ فيه، حيث هو العاشق المصري الاسكندراني الامين، وفي اللوحة عبق اشجان روحه ،وطن اخر، تضاف لها قيمة وجدانية،في عبق حاضر كله ،ماضي بعيد، وماضوية حديثة فيها، كل الفلسفة الجمالية، وفكونا الحرف العربي المحدد وفق غرافيكية موثراتهوسمات تكوينه لذلك الرسم والخط المتجلي، في توزعه وانتشاراته العفوية ،والمقصودةفي تشكيلاتهاالجمالية،المصاغة وفق الق سحر الشرق المصري، وحضارة ابن ارض الكنانة والنيل، وحول الأبيض المتوسط، ابن الاسكنظرسة،وفنان ارثها الحضاري والانساني ،والوانه،ونوزعها المنمنمة وفق تشكيل يرفض الا ان يكون جزء حميم من عطاءاته المبذولة ،للحياة والحلم والمدى في امل يراقب نبض الفنان الشعبي المثقف في مستوى حسه وادراكه ،ومستويات وعيه الجمالي، حيث هو راعي التفضل والجماليات الحنونة، وكانها المنمنمات الانسانية المصرية، حيث الارابيسكية وطنه التشكيلي في لوحته، وحيث المميزات والملامح سمة عمق حبه واحترامه لنساء مصريته، وسر جمال حالاته الشعبية ،وقد استفاد من مكمن اهمية الوجدان الشعبي العربي المصري الفرعوني العالمي، حيث تتشابه الفضاءات الجمالية لتنطلق سابحة وكانها مشهد جماهيري جيث يعانق اهل الإسكندرية مع عبق نسائم شم النسيم، تاركين رياح الخماسين الى مدى اخر، في فروسية الفارس التشكيلي المصري الرائد الجميل عصمت داوستاشي، ومنه نقرا سر جمال مواقد الضوء على منارات عوالمه السارحة والرب راعيها،
قراءة نقدية : عبود سلمان/ كندا
01 أبريل . 7 دقائق قراءة
02 أبريل . دقيقة قراءة
09 أبريل . 7 دقائق قراءة
09 أبريل . 5 دقائق قراءة
15 سبتمبر . 2 دقيقة قراءة
02 أبريل . دقيقة قراءة