حديث دمعة مختلفة

Maher

10 أبريل  .   4 دقائق قراءة  .    149

حديث دمعة مختلفة

ككتاب أنا على السرير مستلقي مطوي  
هناك طيف خفي هناك لحن شجي
الدمع سخي و الضوء خافت بنفسجي

دمعة من بين الدموع كانت مختلفة عذبة
وقفت في منتصف الطريق 
بدأتُ أصغي لتلك الدمعة، لتلك القطرة 
بدأتُ أصغي إلي
بدأت أفتح الكتاب 
بدأت قراءتي بدأت سماع حديث الدمعة المختلفة:
 
أنا لا أعرف الطريق
أسمعه في صوتك
 
أنا لا أعرف الطريق 
ألمحه في مقلتيك
 
أنا لا أعرف الطريق
أراه في ملامح وجهك
 
أنا لا أعرف الطريق 
رأيتك في الحلم تسيرين مثلي  
تبحثين عنه، عن الطريق
وهو بداخلك كما هو بداخلي

لقد دخلت بداية الطريق 
لا أستطيع الإكمال أكثر
ما حياتي؟ 
ما حياتك؟

أنا بعيد، بعيد بعيد
ألمح كلمة منحوتة على الهواء كرمز 
لكني قراءة الرموز لا أجيد
أحاول أن أفكفك كلماتها وترتيبها أعيد 
حاولت محوها محاولاتي لا تفيد

ماخلف كل أشعاري خلف كل مذكراتي
ما خلف أشعار الصغار والكبار
ومن هم خارج السرب خارج التيّار

أعلاقات اقتربت من أعتاب الحب فانتهت، فانطفت، ولم يكن كل ذلك في الحسبان
أم بحث عن حب مثالي لا وجود له 
أجرح صعب على النسيان
أم حبيبة من تجسد سابق 
تطل من خلف القضبان
لماذا يلبسنا طيف العاشق الولهان
وإن تركت الشعر أيتركني هو الآخر
أيريحني عندما أرتاح منه
وأنا الذي أنعتق حين أكتبه فأكن له العرفان
 
أنا أخاف من الشعر 
أخاف أن يغرقني، أخاف أن يحرقني 
أخاف أن يكشفني وأنا من اعتاد الكتمان 
أخاف أن يسكبني بشكله، أو أسكبه في كل كأس فأعيشه إدمان
 
أهو فراغ العاطفة
أم هو بحث عن فراغ
أم هو إفراغ العاطفة التي تسكننا في كلمات لم يشأ القدر لها أن تعبر عن نفسها في ألحان
 
أنا لا أكتب النثر والشعر 
هناك من يكتبهما فيني 
أنا أحرك  الأقلام بلا خيار حيران 
في كل مرة أتكبر على الحروف 
أقول لها 
ابحثي عن غيري 
جدي لك أي آخر 
جدي لك أي إنسان
تلتصق بي أكثر فأشعر بالأبوة 
فأشعر بالحنان
كل مرة أقول هذه آخر قصيدة هذه آخر مذكرة
وأخجل أن أسمي ما أكتبه شعرا أو وجدان
تؤلف نفسها بنفسها الكلمات والأبيات
أنشغل أحاول الالتهاء 
وحين يحين النوم 
أجدها على وسادتي و معلقة على الجدران 
أريد أن أنام 
لا أنام 
تتحدث الأبيات تتحدث المذكرات
تسامرني 
وأمضي ساعاتي سهران 
أحب المرح والطرف
أحب الرياضة والعمل 
أحب السمرة والصحبة 
والشعر حاضر في كل هذا 
والنثر شاهد عيان
أنا لا أحب الكتابة ولا أحب الإلقاء أو التأدية
أحب التمشية 
أحب الصبح والأمسية 
والشعر عينان
والنثر يدان
أحب أن أحكي قصصا للأطفال 
وأن أنام كالأطفال 
أن أصحى كالأطفال 
أن ألعب وأدرس وأحيا كالأطفال 
في تسلية وسلوان 
أحب الحضور 
أنفر من السطور 
أحب أن أعيش كعصفور 
والنثر كما للعصفور أغصان
والشعر كما للأوتار كمان

 

الدمعة ما فيها؟ 
فيها ألف جين 
فيها سر دفين
فيها خلاصة سنين
خذيها، خبئيها، أكثريها وكاثريها أو حرة أطلقيها
علّك فيها  الطريق تجدين...
فالدمعة نجمة على سماء الزمان 
والإنسان رسّام في فضاء الجمال 
تأملي في دمعة حب، يرسمها حبيبان 
تواصلهما رسم، فكره الريشة ومشاعرها الألوان 
كلون يحتوي عناء الريشة، تنسيه هي يومه الطويل، فتملؤ اللوحة بالألوان، بها، بالمرح والتجدد...
تأملي في دمعة الحب عنوانها هدفهما المشترك 
الدمعة كالحب والحب لا ينتهي، فالحب لوحة  في متحف الوجود الأبدي، والدمعة بلسم الخلق الأزلي على خد كل إنسان ...

  1
  4
 0
مواضيع مشابهة

15 نوفمبر  .  7 دقائق قراءة

  3
  4
 0

30 أبريل  .  2 دقيقة قراءة

  2
  4
 0

30 أغسطس  .  2 دقيقة قراءة

  2
  4
 0

11 مارس  .  2 دقيقة قراءة

  1
  4
 0

17 يوليو  .  4 دقائق قراءة

  4
  4
 2

23 يونيو  .  2 دقيقة قراءة

  2
  3
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال