01 يناير .
3 دقائق قراءة .
396
مشهد رقم ٣٨: تجري أحداث هذا المشهد داخل رأسي..يقول العلم أن مشاعرنا لعبة هرمونات..الحب، الحقد، الجشع، الحزن..أستطيع أن أفهم ..و هذا يفسر ما كنت أشعر به بموازاة ما يصطلح على تسميته "الحب الأول"..كان شعرها أسوداً جداً تخال أنه سيحمرّ..كلما لامس طاولة الصف المخصصة لي شعرتُ بأحد هذه الهرمونات تتدفق داخل جمجمتي..واحدة ترتفع و أخرى تنهار..تماماً مثل أسهم وال ستريت.. ككل مقامر ربحت في البداية و كأي عاشق مبتدئ خسرت كل ما أملك في أول اعتراف بالحب..
مشهد رقم ٣٩: "يرتدي الحب وشاحاً أنيقاً و يبتسم القمر كل يومٍ للعابرين" قالها الشاعر و انتظر التصفيق.. كأنه يقول لي: "أنظر إليّ جيّداً أنا شاعر"...لم يحدث أن دخلت عراك حانةٍ فيما مضى..اليوم الوضع مختلف..أنا أصلاً أكره الشعر..ثم إنّ هذا ليس شعراً..هذا هراء.....هراء؟؟ ما معنى هراء؟؟؟ "الهراء مادة لزجة كان العرب يرميها في الحاوية أيام الخليفة المعتصم"..قالها الشاعر نفسه و أظهر لي أسنانه المنتظمة من جديد..غوغل تدخّل على الفور من تحت الطاولة.."أعذرني يا صديقي..الهراء هو الهذيان و ليس ما تحدّثت عنه للتو".....صفق شخص واحد..إستمرَّ في التصفيق..تبعه آخر..و هكذا..صفق الجميع..صفقت عاهرة خرجت للتو من جحرها و هي تعدل ملابسها..صفق قواد كريه..صفق خمسيني سكير حتى أغمي عليه..إلا الشاعر...تمتم بغضب..شتم غوغل و رحل.
مشهد رقم ٤١: "..و نبقى الآن مع قصيدة الشاعر عاشق الوطن أبو موسى اللبناني"..تصفيق.."لبنان يا غار و عز و شمس بلادي ما بتنطال..بلا بلا بلا...غار..أرز..زنود..وطن..عز..بلا بلا بلا بلا بلا.." أنا جالس على كرسي بلاستيك و أفكر في صوت الزيز الذي لا أسمع غيره..زيز الصيف..يقولون أنه يصدر هذه الأصوات ليغري أنثاه.....طوال القصيدة لم يسكت الزيز..يبدو أن الأنثى تعانده....يستمر الشاعر بالحماس نفسه كأنه يرسم مصير وطن:" أرز..شموخ..عز..رجال..." و يستمرّ الزيز في إغواء فتاته......سترضخ الزيزة حتماً أمام إصراره..لكن أبو موسى و شعره المكرر لن يحصدوا يوماً وطن