03 سبتمبر . 3 دقائق قراءة . 1222
يعتبر الفنان التشكيلي النحات زكي سلام من نخبة فناني الوطن العربي . والعالم . حيث امتاز هذا المبدع العربي الكبير في مسيرته الفنية الطويلة في عوالم النحت والرسم . وكان من صفوة فناني فن النحت العربي المعاصر . وقد حملت اعماله شحنة انسانية دافئة قوامها النحت الجميل والاجتماعي المبدع في رؤى واقعية صادقة تعبر عن حجم الالم والمعاناة للانسان العربي الفلسطيني في سورية والارض الفلسطينية المحتلة . ولهذا ابدع وازدهرت اعماله ومعارضه ومشاركاته بالوجدان الشعبي العربي . الذي يعاني من شتى انواع المعاناة الانسانية . وعبر مسيرة تجربته الفنية ابدع العديد من الاعمال الفنية الخالدة . سواء عبر خامة الطين والطين المشوي او الخرف والمواد الاخرى . وقد كان مشغله ( مجمع لفناني النحت السوريون في قلب دمشق الفيحاء ) وفي الذيابية والحسينية . كان محترفه الرئيسي . ملتقى للعبقرية والابداع والابتكار . ومنه خرجت اهم الاعمال الفنية في مواد منصهرة تحت حرارة الايمان بالجمال والالق والامل . ومعهم خرجت رؤى هذا المبدع الخلاق . سواء عبر خامات النحت المعهودة في تقنيات متعددة الخشب والحجر و الرخام و الفخار و الجبس و البرونز وغيرها.
ويؤسفنا ان مشغله قد دمره لصوص الحالة السورية الراهنة وتم تعفيشه وتدميره . وهو وقد نزح بعائلته الكريمة الى الجزائر ليبدا من جديد . كما هو طائر الفنييق الذي يخرج من الرماد . ومابين الطموح والامل . يعيد الفنان النحات زكي سلام عوالم منابع الدهشة والكياسة الابداعية . متكا على ارشيف روحي مبدع في طيات نفسه . وعبر خصوصية الفرد المبدع . لحيته الكثة ويداه الخشنتان لا تخفيان على من يعرف الفنان زكي سلام . منحوتته “العائلة”، القائمة في دمشق بحديقة “المنشية”، التي تحوم حولها تفاصيل الحياة اليومية حيث تحكم السوريين . وهي واقفة بصمت في عناق أبدي بين أفراد العائلة، الصامدة في وجه تقاسيم الموت العشوائي والرصاص. وكما تتمحور اعماله حول قضايا الانسان المعاصر . يشدو لنا النحات المبدع زكي سلام :
(( أولا أنتمي إلى إنسانيتي، وفي رسالة أرسلتها إلى صديق من الأدباء “عشت في سوريا التي ولدت في ريفها قبل أكثر من نصف قرن، أعتبر نفسي فلسطينيا وبعد مغادرة المخيم في نكبتنا الجديدة وفي الجزائر التي احتضنتنا أجد نفسي سوريا”، والفن في يقيني ليس حيزا للانتماء إنما وسيلة تعبير تصل إلى حدّ طريقة عيش .. حيث المرأة من بلدي تعيش ببطولة لا تنكسر تنتظر رجلها الغائب (أب، زوج، حبيب، ابن..) تواجه الاحتلال بصلابة كما الرجال وتواجه الحياة مفتقدة سندها الرجل الغائب (شهيد، سجين..) في مجتمع ذكوري. وتقوم بدور المرأة ودور الرجل الغائب، إنها امرأة المواجهة والحياة والانتظار”. أما الرجل الشهيد، اللاجئ، المقاتل. “فالشهيد إنسان أكبر بالشكل (بمفهوم طفولي) من باقي الناس، لا ينتمي إلى جنس، ربما رجل وربما امرأة يحمله شعبه من جميع الشرائح، يحضر الموكب بعض الحيوانات الأليفة (حيوانات المكان تصطف في الصراع مع أصحاب المكان الأصليين)، يحمل في يده حجرا (ينتمي إلى انتفاضة الحجارة) يغطيه (مسبل) ينسدل على باقي المشيّعين الذين هم مشروع شهادة” فالفن لا يعرف أيديولوجيا “ولهذا أجد أن الفن يجب أن يكون أداة تعبير عن مُنتجه فإذا تبع الأيديولوجيا قتلته بخطابها، وإذا جلس في برجه العاجي ذهب إلى الشكلانية أو الحرفية، هو رسالة تعبر عن منتجها ورؤيته وتاريخه وثقافته وتراكم تجربته في أبحاث الشكل والمضمون والحرفة، ومما لا شك فيه أن وجودي داخل مركز دائرة الصراع العربي الإسرائيلي ترك أثرا أساسيا على حياتي، ولدت معه وربما يرحل معي وبهذا ومن الجانب الوجداني، ذهبت أعمالي بمعظمها في التعبير عن جوانب هذا الصراع وإفرازاته على الإنسان من حولي”.
وللاسف يقول النحات زكي سلام : (( ما تنتجه الإنسانية عبر التاريخ الطويل من الحضارة للثقافة تقتله الحرب في زمن قصير . سوف يبقى بعض الفنانين مغمضين أعينهم ويسيرون كما في السابق، وينفعل البعض للتعبير السريع عن الحالة، وفي كلتا الحالتين ليست هذه صيرورة طبيعية لحركة تشكيلية يتوقع منها أن تكون على مستوى الحدث، وبطبيعة الحال لا بدّ من تراكم معرفي لما حدث وربط ذلك بنوع من الوعي لدور الفن من الفنان أولا ومن المجتمع والمؤسسة ثانيا . ولهذا العنف الذي وصلنا إليه ضدّ ذاتنا أعتبره نكبة أكبر من نكبة فلسطين، لست سياسيا ولن أدخل في تحليل الأسباب والمسببين، إلخ.. أعتقد أن الأسوأ من الحرب هو الاغتيال، وحين يطال الإنسان لن تكون حصانة لأي شيء آخر . ولهذا يحزنني جداً أن يستباح متحف أو يكسر تمثال، ولكن قتل إنسان واحد أكبر من هذا بكثير، ورغم الارتفاع الكبير جدا لمستوى العنف وتنوع وسائله ماديا ومعنويا فإن الشعب السوري قادر على النهوض، فطائر العنقاء الذي ينهض من رماده أسطورة أنتجتها التجارب التاريخية الكبيرة لشعوب هذه المنطقة، والمسألة مسألة وقت قد يطول بسبب عدم وجود أفق مباشر للحل، وبسبب فقدان الوطن للعديد من الكوادر الذين يصعب استعادتهم، غير أن الأمل أكيد . ولهذا يبقى الفن في يقيني ليس حيزا للانتماء، إنما وسيلة تعبير تصل إلى حد طريقة عيش .))
عبود سلمان / كندا
زكي سلام ( سيرة ابداعية )
1958 - ولد في دمشق ، سوريا
1984 تخرج من كلية الفنون الجميلة في دمشق - قسم نحت
دبلوم عالي كلية الفنون الجميلة دمشق عام 2000 .
عضو اتحاد الفنانين التشكيليين في دمشق .
عضو اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين فرع سورية .
رئيس قسم الخزف في معهد الفنون التطبيقية – دمشق من 1984 حتى 2008 .
ينفذ أعماله باستخدام مواد مختلفة : خشب , حجر , رخام , فخار , جبس , برونز , ألمنيوم .
وله أيضاً تجارب في الحفر .
متفرغ للعمل الفني . ومقيم في الجزائر ( حاليا )
:المعارض الفردية
المركز الثقافي العربي بدمشق 1984
غاليري تشكيل الفراغ , دمشق – سوريا 1988
غاليري عشتار , دمشق – سوريا 1990
غاليري السيد , دمشق – سوريا 1991
غاليري نصير شورى , دمشق – سوريا 1994
غاليري بلدنا , عمان – الأردن 1997
غاليري نصير شورى , دمشق – سوريا 2001
مجموعة معارض فردية متنقلة في ايطاليا ( روما , ميلانو , بيسارو , سبيليتو ) 2006
غاليري بيت الرؤى , معرض حفر , دمشق – سوريا
:المعارض المشتركة
مشارك في جميع معارض اتحاد الفنانين واتحاد الفنانين الفلسطينيين منذ عام 1980
معرض مشترك مع الفنان عبد الحي مسلم , غاليري سومر 1983 .
معرض مشترك مع الفنان محمد هجرس 1984 .
معرض مشترك مع الفنانين : عبد الحي مسلم , أحمد النابلسي , غاليري ايبلا , دمشق – سوريا 1986 .
المركز الثقافي العربي بدمشق 1987
معرض خزف وفخاريات مع الفنانة هناء ديب , دار الكرامة 1988
معرض مع الفنانين : محمد وهيبي , هناء ديب , غاليري ايبلا , دمشق – سوريا 1988
معرض الخمسة , غاليري ناجي العلي , دمشق – سوريا 1989 .
معرض مشترك مع الفنانين : بشار داغستاني , فايز عبد المولى , نذير اسماعيل , هالة فيصل , غاليري زنوبيا , دمشق – سوريا 1991 .
بينالي الاسكندرية – مصر 1992 , 1991
معرض ثنائي مع الفنان أكثم عبد الحميد , صالة الخانجي , حلب – سوريا 1994 .
معرض مشترك مع الفنانين : مصطفى الحلاج , علي الكفري , محمد وهيبي , موفق السيد , غاليري أورنينا , دمشق – سوريا 1994 .
معرض ثنائي مع الفنان ادوار شهدا , صالة الشعب , حمص – سوريا 1995 .
معرض مع الفنانين : مصطفى علي , أكثم عبد الحميد , لطفي الرمحين , غاليري أتاسي , دمشق – سوريا 1996 .
معرض كراسي , فندق المريديان , دمشق – سوريا 2000 .
ترينالي مصر الدولي الخامس للغرافيك 2006 .
معرض ثنائي مع الفنان الايطالي أبو مانو , " رؤيتان عن النصف الآخر من الجنة " غاليري بيت الرؤى , دمشق – سوريا 2007 .
معرض تقنيات النحت , غاليري بيت الرؤى , دمشق – سوريا 2008 .
معرض تحية للحلاج , غاليري بيت الرؤى , دمشق – سوريا 2009
معرض للقدس سلام , غاليري بيت الرؤى , دمشق – سوريا 2009
:المهرجانات المحلية و العالمية
الملتقى الأول للنحاتين العرب , مهرجان جرش – الأردن 1997 .
ملتقى الأول للنحت , دمشق – سوريا 1997
ملتقى النحت الدولي , دمشق – سوريا 2008
ملتقى نحت , المونيكار _ اسبانيا 2008
ملتقى النحت الدولي الرابع في البحرين 2009
ملتقى النحاتين السوريين , دمشق – سوريا 2010
ملتقى النحت الدولي " ملتقى التل " السويداء – سوريا 2010
الجوائز :
الجائزة الأولى للنحت , مهرجان دمشق للثقافة والفنون , 2004
01 أبريل . 7 دقائق قراءة
06 أبريل . 7 دقائق قراءة
15 سبتمبر . 2 دقيقة قراءة
29 مارس . 4 دقائق قراءة
12 يناير . 5 دقائق قراءة
27 مارس . 5 دقائق قراءة