06 سبتمبر .
2 دقيقة قراءة .
590
ها أنا على مقربة من منزل الجد الغريب اسمعه يغني:
حيوان اليف
شعر رهيف
هواء نظيف
شو هالنهار اللطيف
ناديته:
أبو بنفسج شايفك مطروب
يقهقه
هذا انت ادخل جئت والله جابك
عاملك خلطة الشاي ماوصلت على الأرض لسا
ضحكت بدوري وجربت الشاي
سألني: شو؟
أنا: ما هذا!
هذه الخلطة لن تصل على الأرض وحياتك ههههه
ما هذا الشاي؟ ماذا بداخله؟
الجد: أعشاب كونية ويقهقه
حقا إن ابو بنفسج عالم بأكمله
بالمناسبة اسمه ابو بنفسج لأنه في الليل يحب إنارة الأضواء البنفسجية ولا يحلو له السهر إلا عليها!
شغل من هاتفه الذكي قائمة الموسيقى
وبدأت أغنية فرنسية nutis d'été
سألته: جدو بتفهم فرنسي؟
يجيبني ضاحكا: بتاتا، بس بحب الفرنسي اسمع وادعيلي
بعد قليل قال لي: البارحة حضرت فيلما تونسيًا راحت عليك!
سألته: جدو ليش بتحضر تونسي؟
الجد يجيب: لا لا بس تفاجأت
أنا: من ماذا جد؟
ابو بنفسج: كل الرجال في تونس مشروع عصام الشوالي ( معلق المباريات)
يعيدني للضحك ابو بنفسج
سألته متى بإمكاننا أن نحضر أحد أفلامه سوية؟
يجيب: في فيلم هندي اليوم بالليل وفي فيلم روسي الأسبوع القادم أنت وهمتك
سألته: بتحكي هندي أو روسي؟
أجاب: لا لا يا بني بس بحب كل شي غريب
ونحن نشرب الشاي وأغان الجد الهندية والفرنسية والاوكرانية والعربية والصربية والبرازيلية تدور وكأنه على اطلالة على الأرض كافة...
جاء دور الشعر فبدأ الجد يلقي وكأنه على عرش الشعر:
وفي عينيها دمعة بها الحياة ما أعذب
وفي قلبها أمٌ سبحان من أوهب
قالت لي خذ حروفي سفينة وفيها اركب
جب الكون كله فمن الحب ما أحيا ومنه ما ألهب
وارقص مع النجمات ولا تنسني فأنا النجوم من أنجب
يا فارسي يا فارس العشق أنت مهما بعدت عني عن روحي لا تذهب…
وهكذا مضى النهار سريعا بصحبة الجد وحكاياه التي لا تنضب
واعطاني كعادته مطربان المربى المدلل حين آن وقت رحيلي.