حكايا الجد الغريب ( الجزء الثاني)

Maher

27 أكتوبر  .   4 دقائق قراءة  .    608

حكايا الجد الغريب

من بعيد اسمع جدنا يغني : 
قال وبالله يانسيم الهوا مر عجرح هالقلب وقطِّبو
وصوب عميلة قلبها وجفاه بالله رطِّبو
ودفتر ماضينا بمحبتك شطّبو شطِّبو…

 

هاهو لمحني اتنصت عليه فيضحك كعادته: 
شو رأيك بهالعتابا؟ يسألني

أجيبه: عالمي كعادتك يا صديق

( يحب الجد أن أناديه بكلمة صديق)

يبتسم ويكمل يقول يالله اجيت والله جابك الشمس رح تغيب بدي اخدك مشوار 
 

خرجنا سوية أنا وصديقي وخرج الهوى بصحبتنا

مررنا أمام زقاق عتيق على أطرافه محلات ومطاعم ومقاهي وأجواء يحبها الهوى

قال لي: 
بتعرف بحب امشي هون كتير 
بزكرني هالمكان وهالناس بشي آه

أجيبه: 
آه منك ومن هذه الآه
 

فيخطفني أنا الآخر ذاك الهوى ويمتد السوق رغم قصره ويطيل الزمن ويقصر الوقت وينسدل سحر وشعر وسكر

شربنا الشاي ثم ونحن في طريق عودتنا 
غنى الجد:
ضما العنق بدو منك قُبلة
ياسارح بالفكر عود بقُبلة
راح العمر عنق عمينطر قُبلة

نظرت أين تتجه عيناه هناك على الشارع المقابل فتاة بمعطف أبيض تقدمت مترا عن حبيبها وأعطته ظهرها تظاهرت أنها تريه مكانا ما، لكنه لم ينتبه لما تريده  
اغمض الجد عيناه وابتسم 
ففعل الشاب ماغناه الجد 
فسُرّت الفتاة وسررت أنا وتعجب الشاب كي فعل ذلك وكأنه ألهم بالقُبلة!
أما الجد فبسمته كانت السرور نفسه 
 

ثم أكمل الجد:  لوعادت دون أن يتدارك الموقف لانتهى حبهما قريبا.

أجيبه: ساحر كعادتك

قبل أن نودع بعضنا 
قال استيقظ صباحا في الغد سأمرك كي تساعدني في رعي الغنم على الجبل

اسأله بتعجب: عندك غنم؟!

يضحك ويجيب:
بكرا بتشوف

في الصباح أسمعه ينقر على شباكي 
خرجت بفنجانين القهوة 
ورحلنا نحو الجبل 
بدأ الجد بالصعود والغناء 
فأصعد معه حتى وصل إلى مكان ما يكشف المدينة كلها 
وجلس مغمضا عينيه  كطفل وابتسم

سألته: والغنمات وينون؟

يضحك: قال عميسرحوا بشي مطرح على الأرض

كم هو مضحك هذا الجد 
تسلينا وامتلأنا بالهواء النقي وطاقة الحياة.

فعلا  ممتع وغريب هذا الجد وتكاد تظن أنه ليس من سكان هذا الكوكب

ذات يوم في خريف ٢٠١٧ كنا نمشي سوية وورق الخريف يتساقط من الشجر 
كان يحدّق في كل ورقة على حدة ويعصر الزمن عندها يقول:
هكذا العمر يمضي 
وكم من أشياء علينا أن نسقطها منا
كي نبقى تلك الشجرة
التقدم يابني هو إكمال الحياة بلا أشياء كنا نعلق بها حياتنا 
لاتنسى يوما أنك حرا 
هل تسمعني؟ 
ذكر نفسك من الحين والاخرى أنك حر...

يصمت قليلا 
ثم يقول:
هل ترى هذه الأوراق المرمية 
غدا ستغدو كما الذهب 
بعد أن يستكشف العلم  أن بها طاقة كامنة 
أقول له متعجبا: 
من هذا الورق الميت؟ 
يجيب: 
يموت لأجل الحياة، يضحي بنفسه...

أخبرني مؤخرا: 
رح اعطيك مسودة شعر ونثر 
شي خيالي بس ممنوع النشر 
نضحك سوية أجيبه انت بتؤمر أمر...

 

وقبل أن ينتهي يومنا 

يشغل قائمة اغاني الفلامنكو 

يغني ويرقص 

وينسيني هذا العالم كله…


 






 

  2
  4
 0
مواضيع مشابهة

06 سبتمبر  .  2 دقيقة قراءة

  2
  5
 0

20 سبتمبر  .  1 دقيقة قراءة

  6
  8
 3

01 يناير  .  8 دقائق قراءة

  5
  12
 1

03 أبريل  .  1 دقيقة قراءة

  4
  3
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال