حقيقة الرفاهية

Maher

08 سبتمبر  .   2 دقيقة قراءة  .    759

حقيقة الرفاهية

بماذا يحلم قاطن الأرض؟ 
ماهي حقيقة رفاهيته عليها؟
إلى أين يصل؟ وما منتهى وصوله؟ 
في أعماقه كل أقرانه بتنوعاتهم باختلافاتهم وتشابهاتهم
في أعماقه وحدة تضمهم فيه، وتضمه إليهم 
فتلك الوحدة هي الرحم
رفاهيته في رحلته حيث الرحم، حيث الوحدة تلك 
رفاهيته في رحلته نحو أعماقه

حقيقة هو يرحل كل يوم حيث التفرقة،  الاختلافات، حيث الصراعات، التجزئة، وحيث الفوضى 
حتى رحلاته هذه هي عشوائية هي تسكع وشرود أكثر من كونها رحلات

لكن وحين يتوقف عن ذلك كله، ربما في أحضان الطبيعة أو في استلقاءة مستقيمة الظهر مع أنفاس صحيحة أو لربما في سهرة على أجواء صادقة هادئة 
حينها فإنه يكون في محلّه الفضائي والأرضي معا، يلامس ويشاهد ويشم ويتذوق دون مراكز الحواس وأعضائها إنما من مصدر واحد ساحر في كيانه. 
نعم تغدو الحواس كلها في وحدة ولايعد هناك فرق في شم أو ذوق مشاهدة أو لمس 
عند هذه النقطة يعيش أبعادا من رفاهيته لحظات من حقيقة رفاهيته 
ينعم بهمساتها التي تتيح لوعيه أن يستوعب أكثر ولقلبه أن يحب أكثر ولفكره أن ينقى..
ينعم بذلك للحظات، لدقائق وكأنه في حلم خاطف.

ثم يعود إلى واقعه وخاصة بعد أيام حيث زال زخم ماتشربه من ذبذبات، فينجر إلى الروتين ويأتي الضغط ثم يتفعل اللانظام وتعاود كرة الفوضى... 
إنما تبقى في خلفية عقله وحدة الحواس تلك، حالتها، فيحاول الوصول إليها عبر رغباته المادية المتنوعة وعبر تجارب عديدة وعبر ملذات الجسد الجميلة المحدودة، فيخفق وبالطبع سيخفق لكنه يحقق لذة في حاسة ما أو في جزء ما وتبقى أجزاء أخرى صماء عن التفاعل، فيحاول قصرا عله يلملم تلك الأجزاء ليكوّن سعادته، أو ذكرى رفاهيته إنما يرهق نفسه في محاولاته ويبدأ ألمه

حتى يكون الحب، فيعيده الحبُ حينها نغما إلى الكون 
إلى محله الفضائي الارضي إلى وحدة حواسه 
ومن هنا كان للحب قداسته 
فهو معبد الوحدة 
وحدة الروح والجسد والنفس والذات في الكيان مع كمالاتٍ لها في الآخر

الحب رفاهية تلك الوحدة، ووحدة الرفاهية 
الحب حقيقة الرفاهية، ورفاهية الحقيقة...
 

  1
  3
 0
مواضيع مشابهة

05 فبراير  .  4 دقائق قراءة

  3
  4
 0

25 فبراير  .  2 دقيقة قراءة

  3
  8
 0

20 ديسمبر  .  2 دقيقة قراءة

  2
  8
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال