25 فبراير . 2 دقيقة قراءة . 590
حياة كل منا قصيرة
قصيرة، أليست كذلك؟
تلد في بلد معين، تلعب، تكبر، تتعلم
تواصل تعليمك، تعمل، تنتقل، تحب، تتزوج، تنجب وتتعرقل ضمن كل ذلك وتواصل
حتى تودع…
تود لو أن تكون في كل مكان
تود لو أنك تعرف كل شيء
كل الرياضات
كل الفنون
كل العلوم
كل القصص
وأن تجرب كل شيء
تتجدد، ومع ذلك تبقى محدودا في الزمن…
تنظر عبر النافذة
فترى طفلة وطفل يلعبان الغميضة، هما أنت
ترى عاشقين جدد، هما أنت
ترى افتراق حبيبين، هما أنت
ترى أما تبكي، هي أنت
ترى أبا يضحي، هو أنت
ترى سيدة عجوز تمشي الخطوة كما تمشي أنت العشرة، هي أنت
ترى متشردا في الطرقات، هو أنت
ترى عاطلا عن العمل، هو أنت
ترى من أفناه العمل، هو أنت
ترى من ينجح، هو أنت
ترى من يفشل، هو أنت
ترى من فقد شيئا من صحته، هو أنت
ترى حسناء تتهادى أنوثة، هي أنت
ترى شابا تملؤه الرجولة، هو أنت
ترى عجوزا وقورا، هو أنت
ترى قبرا، هو أنت
تسمع صرخة مولود، هو أنت
نعم الإنسان أنت، كل إنسان
الإنسانية كلها هي أنت
وهذه حقيقة
ففي قطرة الماء كل البحر
وفي حبة الرمل كل الوجود…
هل عاينت مرة ذلك؟
هل أدركت مرة، أنك المُشاهِد، المُشاهَد، والمشهد في آن واحد؟
هل رأيت الحياة أنها كذلك؟
هل رأيت الحياة كما ترى الحياة نفسها؟
الحياة ليست قصيرة
الحياة سلسلة تربطنا جميعا…
نعم أنا أنت...