29 سبتمبر . 2 دقيقة قراءة . 705
قالت : أنت تعرف قول الله تعالى " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” .
قال: بكلّ تأكيد أعرف و أطمع في أن أكون ممّن يشملهم الغفران . فأنا أقرّ بأنّي أسرفت و ندمت كلّ النّدم و لست ممّن يقنطون من رحمة الله . لكنّي أراك لم تغفري رغم إني لم أسرف في حقّك كما أسرفت في حقّ الله و عدت إليك معتذرا بعد أن عدت لله.
قالت : و أنت تسرف أ أشركت يوما بالله ؟
قال : كلّا . ما غاب يقيني بوحدانيّة الله أبدا . و لا كنت للحظة بغافل عن قوله :
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلك لِمَن يَشَاءُ) .
أترين يا بركة كم هو جزيل و عظيم كرم الله . فلم لا تتكرّمي و تسامحي و قد علمت أن الله كريم مسامح ؟ و أنت على ما أرى ذات ايمان و يقين .
قالت : يا برهوم إنّ الله لا يغفر أن يشرك به وهو الغنيّ عن كلّ ايمان عباده . فكيف أكون أنا و قد أشرك قلبك بأن أتاح لحفصة مكان به ، و أنا التي كنت أخالني قبل ذلك فيه بلا شريك .؟ أما كنت تقول بشدّة ايماني ؟ إني اكفر بالشرك . ولا أسامح المشركين و إن تابوا .
من رواية أرض الحياد ـ عامر علي ابراهيم