14 فبراير . 2 دقيقة قراءة . 907
إن العمل في مجال الإعلام في فترة عيد الحبّ عمل خائب... نعدّ العدّة للّعب بالمشاعر كونها الطريق المختصر لجيوب الناس وانتباههم... نكرّر كلمة "حبّ" بتطرّف لدرجة أنّ السكوت والسكون يغدوان أمران مستحيلان كأغنية عالقة في فضاء فكرنا، تغنّي نفسها من دون توقّف. يأفل نهار الثالث عشر من شباط وتخلد عقول البشريّة أجمعها إلى النوم، إلا عقلي أنا ينبش في الذكريات طوال الليل. ساعات تمرّ وهو يتمخطر ذهابًا وإيابًا بين الأزمنة ليصطاد شعورا واحدا بالحبّ أو فكرة واحدة تستحثّه على طلب الحبّ من دون التوقّف عند الحبّ الأوّل...
ولم يفلح...
حتى الأحلام في ليلة الرابع عشر من شباط عادت إليه، إلى الحبّ الذي احتلّني (وما زال) منذ أكثر من عقدٍ من الزمن...
أقترب منه - شمسي الحارقة وشعلتي المتّقدة منذ الأزل - هل عانقته في حياة سابقة حتى الأذيّة فعاد في هذه الحياة لينتقم؟
أقترب منه ويبتعد عنّي... أبتعد عنه فيقترب منّي... ما زالت "دعابة" القطّة والفأر جدّية وعابرة للأزمان والأحلام....
أقترب منه ويشدّني إليه من دون رحمة إلى أن يصبح الالتصاق وشيكًا فيقذفني مجدّدا للبعيد...
فما بال الحبّ الأوّل.... إن كانت الطهارة والحنان من سمات الحبّ، لماذا هو عنيف وقاس لهذا الحدّ؟ هل لأنّه يدخل صحراءً خاليةً ليزرع فيها البذور الطريّة ويسقيها من رحيق لحظاته، فتنمو أشواكا وأعشابا ضارّة بهيئة ورود؟ وكيف أخرج من سجنه لأرى النور في حبّ جديد؟
........... قد أحتلّ المركز الثاني في اللا-مبالاة... فالحبّ الأوّل يبقى الأوّل...