16 أكتوبر . 2 دقيقة قراءة . 612
أطفئ سيجارة الملل للمرة الرابعة
و أشاح ببصره باتجاه تلك الظلال المرسومة في الخارج
كانت تلك الوجوه الكئيبة تخبئ آلاما كثيرة لم تتحملها قلوب الطيور التي هاجرت منذ زمن بعيد جدا
يا له من محظوظ..
إنه يعيش في واقع دراميّ مذهل يفرض عليه اقتناء سيجارة الموت !
سحب من دخانها نفسا طويلا تفصله به ثانية عن الإختناق
يفضل الموت مختنقا بدخان سيجارة على ان يموت مختنقا يئساً من الواقع الذي يعيش
خرج يحاول سحب رجليه الغائرتين في وحل الغرابة العميق
يتحاشى جثثا مشوهة ملقاة على الأرض بتجاهل متعمّد
و يستمع الى أصوات مزعجة .. فيلتفت إلى الحشد الذين يتخاطفون الخبز
و كؤوس ماء صالح للشرب
لم يسمع صوت البائع عندما اخبره ثمن علب السجائر حين دخل ذلك الرجل ليمتع عينيه المرهقتين بالأشكال و الألوان التي يحتوي ذلك الدكان الصغير
ثم يخرج صامتا كما دخل
عاد مجددا من الجحيم
القى بالمفاتيح على المكتب
و القى بنفسه على الكنبة الرمادية العتيقة
يغير بأنامل منهكة عناوين الشؤم التى يستمع لطنينها المزعج في أذنه كل يوم
و نام عندما إقتنع بأن أحلامه هي الواقع الوحيد الذي يجب
أن يعيش هروبا من الكابوس الذي يحتضر ...
#الكاتبة_خديجة
#بقلمي