17 أكتوبر . 1 دقيقة قراءة . 670
لمْ ينفذْ دمّي بعد …
لكنني أنا كذلك أُعانِي و فشلتُ فشلاً ذريعاً في درءِ الشرِ عن وطأةِ أقدامِ البراءةِ ،
لأنّني أنشطرُ و أتمزقُ ،
تتبللُ شراذمِي بصوتٍ دمّويّ يستغثُ
ثمّ تبردُ تثقلُ،
و تسقطُ فانيّةً،
إنّه ذنبّي و أعلمُ أنهُ لا يغتفرْ ، لقدّ بالغتُ بالتنقيبِ عن المجازِ في أكثرِ بقعٍ مخيبةٍ ،
لأنّني تعريتُ من الأفكارِ الميّتةِ المميّتة بين جلادِ الجلدِ المرمر الإقحوانيّ ، لأنّني اشتريتُ حبالاً كي أصّعدَ بها لحدود "يوتوبيا" منْ أكثرِالمجرميّن خبثاً ،
لأنّني تعلقتُ بخيوطِ عنكبوت و اختبَأْتُ تحتَ جناحِ فراشةٍ أزرق ،
لأنني عاركت و مازلتُ؛ "عراكاً متشبثاً" داخل خيمة الهزيمة أفقدني سمعي لصفّارات "التخلي الحميد"
و الآنَ إجتيازُ تناقضّاتنا بكلِّ هروبٍ ؛
أنتَ لا تعلمْ معنى أنْ يطّلبَ المرء السعادة في أكثرِ الأوطانِ حزناً ،
و لمّ تشعرْ الإلهامَ من قبضَتينِ صغيرتَينِ ترتجفينِ
أنتَ لاَ تعلمُ الحبَ الذي بهِ خلاصَ العبد من تعاسةٍ و خوفٍ كبدّتهما يداهُ ،
و لا عن بهجةِ الحرّ بسقوطِ الطغاة ،
و لا عن اختباءِ حزن الوجه بحبالِ الصوت خوفاً من أن تتأذى عيونُ من نحب
و لا عن إنتصار ِالروحِ الإلهيّة في معركةٍ أسقَى مقاتلٌ ظمأ عدّوه فيها ،
و لا الاعترافَ بالفشلِ جهاراً ،
لأنك إقتباساً عن الضّلالِ
و حاكماً مظلماً أصماً و أبكماً ،
لا يعبركَ نورَ السمواتِ و لا يؤذيكَ ضجيجَ الآهاتِ ، و لا تُبكيكَ الإباداتِ …
أما نحن فهل من قسمٍ أصدق من دموعنا لنثبتَ لله به أننا نتألمُ؟
جوري
12 فبراير . 7 دقائق قراءة