04 فبراير . 2 دقيقة قراءة . 725
عيناكِ فراتٌ يتلألأُ
مَاؤك يتَجَعّد كَالجَسَدِ
يَجتَاحُ قُراكِ فَلا يَأبَهُ
سَقفَاً جُدرَاناً أَو وَتدِ
وَجِبَالٌ صُفّت فِي ظَهرِكِ
فَقَرَاتٌ جُدِلَت كَالمَسَدِ
فِي الوَادِي ضَاعَت أَصدَاء
صَرخَاتُ المَغّولِ الجُدُدِ
والتَلّة جِيدٌ يَتَطاوَلُ
مَرفوعَ الجَبهَةِ للأَبَدِ
أَعلنّا بِنتَكِ عَاصِمَةً
للمَجدِ فَثارَ مِنَ الحَسَدِ
وَزَرَعنَا صَلصَالَ أَسَاسِكِ
قَبلَ التَّارِيخِ بِلا عَدَدِ
نَبَشوا أَبحَاثاً عَن جَذرِكِ
مَا طَالو الجَذرَ المُنغَمِدِ
فَأرومَة أَصلِكِ ضَارِبَةٌ
بِصَمِيمِ الكَونِ الُمبتَعِدِ
صَوّرتُكِ فِي عَينِي أُمّاً
وَحَنَانٌها فَاضَ مِنَ الكَبِدِ
مِئزَرُها عَتيقٌ مَعقودٌ
عَبسَتُها زَفِيرٌ متَّقِدِ
ضِعنَا بِجِراحِك فَانتَشِلِي
وُجدَانَنَا مِن بِئرِ الصّدَدِ
واكوِي طَعنَاتِنا مَا انغَرَسَت
فِي ظَهرِ الغَدرِ المُرتَعِدِ
آمَنّا بِتُرابِكِ عَهدَاً
عَهداً صَوناً للمُعتَقَدِ
اخترتِ فَنَاءَنا قُربَاناً
فَخَطَفتِ الطِّفلَ مِنَ الوَلَدِ
وَتَعالَيت عَلَينَا ثَمَنَاً
سَمعَاً وَالطَاعَةَ يَا بَلَدِي
دُونَك ذي رقبته مدت
نَالِي مِنهَا كرما لغدِ
نَقبَلُ ضَيمَكِ بِكَرَامَتِنَا
لَا نَقبَلُ ضيماَ مِن أَحدِ