30 أكتوبر . 3 دقائق قراءة . 748
يحاكي ما قد سبق من أجزاء يلعب على نفس الوَتر والوتيرة يُلقي بكل الحروف أمامك لتصدقَ ما ترغب وتكذبَ ما ترغب.
أرى فيه تكرار الوجوه ورتابة الفكر لا يعطيني ذلك البريق الآسر الذي ناله الجزء الأول، كنت أتمنى أن يُخرجَ قَلمُ الكاتب عبقرية جديدة تحمل العقول على ركوب المغامرات والمصاعب.
لكن كل مافيه مكرر يدفعك نحو الرتابة، يُجسد الكتاب روحًا وأرواحًا أحترمُ عقل أيّ قارئٍ يصدقها أو يكذبها.
لا أستطيع أن أُصنفه ضمن الكتب التاريخية كما يرغب صاحب الكتاب، بل هو يحاول وبكل سطر سحبَ اعترافك بأنه من أُمهات التاريخ السحيق الذي لا يملك مفاتيحه إلا كاتبُنا المغوار، وقلة قليلة أمتلكت معه أسرار الماضي.
لا أرغب إلا بتصنيفه ضمن عالم الروايات، بل من الأفضل لكاتبنا أن يكون بهذه البؤرة، ربما ضَمِنَ من هذا التصنيف
رحمة في الهجوم والنقد الذي يحاصرُ هذا الكتاب.
أشكر أي كتاب يُخرجني من البشر إلى فكرهم، من الوجوه إلى انعكاساتها، من الشفاه إلى الحروف، من السذاجة إلى المنطق، من النفاق إلى الحقيقة، لا يملك هذه الميزة في حياتي إلا الكتاب، هو كائن صامت مغلقٌ على ذاته لا يفتح أسواره الورقية إلا لكل باحثٍ وقاصدٍ ومؤمنٍ به، لا يجادل يطرح ذاته ولك أن ترشفَ منها، لا يَطعن قارِئَهُ أبدًا مهما طُعِنَ، هو الهادئُ دائمًا رغم ثوران العقول التي خَلَقته، هو هكذا دائمًا القادر على إخماد كل حروبي .
لأنه ضمن لي بُعدًا فكريًّا جديدًا، وحسًّا فنيًّا يلامس عقلي
ويترك قشور البشر.
لكن أتمنى أن يكون الكتاب الخامس لمؤلفي خارجًا عن الطبيعة والمنطق، حاملًا كوكب أسرارٍ جديدة، بكل معنى الكلمة كما كان الجزء الأول.