14 يناير . 4 دقائق قراءة . 726
رسائل من الورد والليلك هي عبارة عن رسائل
تلقيتها وما زلت أتلقى العديد منها.
هي رسائل صديق بعيد، التقيته في كتبه فالتقى
معي في محطات هامّة في حياتي بحضور وإصغاء كبيرين هوَّنا عليَّ الكثير...
ورغم أننا، صديقي وأنا، لم نلتقِ بعد، إلا أننا
في حلقة لقاءات متتابعة طالما أنّ الفكر له نَفْس الشغف ونًفَسُ العطاء والأخذ.
لقد أطلقتُ على تلك الرسائل اسم " الورد
والليلك" لما تحمله من جمال في فحواها، كما الورد يرهف الأحاسيس والمشاعر،
ولما تنشره في النفس من أجواءٍ كليلكة هملايا
فتغذي فكرها بكلّ نقاء وحيوية...
أنتقي لكم جزءًا يسيرًا من نص إحدى الرسائل من
سنة ٢٠١٧:
" واقعك الخارجي تحسَّن، حريَّتك توسّعت...
فلا تجعلها تضيق بسبب انبهار المشاعر في الواقع الجديد وفلتانها...
أَحيِ التفاعل المعرفي الذي كان لديك! فعندما
تتفاعل من جديد، يبين لك كيفية مواصلتك على الدرب...
الآن لن تراها بالشكل المناسب!
أتمنى لك أمسية هانئة...
إلى اللقاء"
الحرية والتفاعل فحوى الرسالة إذا!
لنتفاعل سوية ونناقش الحرية عزيزي القارئ.
فكم غريب أمر الحرية هذه، يأسرها المرء وهو
نفسه من يشدو التحرر!
إذا انطلقنا من أنّ الحرية محدودة في نطاق
الفكر البشري، فعلّني أطرح على نفسي وعليك أيضا طيف تساؤلات للبحث والتأمل، لكن
على رسلك وأقلّ من مهلك وحاول الانتباه ما استطعت مرتشفًا فنجان قهوتك وكأنّ لا شيء
وراءك ولا مهام تنتظرك...
هيا بنا:
هل لذلك الفكر البشري، والذي قلنا أنّه هو ما يحدّ
الحرية بسبب ازدواجيته كطبيعة وسلبياته التي يستأثر بها (والتي نتجت عن اختياره
لأحد أوجه الازدواجية)، هل لذلك الفكر أن يشفّ؟
أن ينعتق؟ بمعنى أن يتحرّر؟
إذا كانت الإجابة ربما،
أوَ تتّحد الحرية حينها مع بُعد أسمى من هذا
الفكر؟؟
فيصبحان واحدًا في آن؟!
فيحلّقان في سماء الحكمة، وتمطر حينها تلك
السماء على أرض الواقع، على تربة الفكر البشري، فتغسل النفس من أجوائها، وترويها
عطاءً فتنبت الحرية، وتنبت الطبيعة من جديد، وتُحيي الإنسان حكيمًا...
أي لا تغدو تلك الحرية شيئًا مختلفًا عن هذا
الفكر، ولا يغدو هناك فكر وهناك حرية، إنما وحدة فكر وحرية؟
إن كانت الإجابة، ربما
فأي فكر هذا بإمكانه أن يكون كذلك؟؟؟
إذا كان الفكر الإنساني هو بداية الحرية، فهل
لنا أن نبدأ بالحرية؟؟
فنبدأ بالإيجابية، وتغدو الحرية بداية!!!
لتكون البداية ألَق مشاعر وتوّهج فكر في نفْسٍ
حقا تتنفس الحياة بكلّ سعتها؟
يا تُرى هل لنا أن نكون تلك الحرية؟؟؟
ختامًا عزيزي القارئ أنوّه
إن الهدف من الرسالة كان شحذ مقدرة المنطق
السامي للتمعن في المفاهيم اللامادية وتوسيع مدارك الفكر وليس فقط لسرد التساؤلات
تلو التساؤلات قدما دونما البحث والاستكشاف والوصول.
ولدراسة الفكر، الحرية ومواضيع أخرى هامة كما
المنطق، أو الحلم، الذكاء، الحب...
أقترح منشورات ومؤلفات علوم الإيزوتيريك -
أصدقاء المعرفة البيضاء كمرجع واسع وثري للبحث.
وإلى أن يحين موعد رسالة أخرى، طابت أيامكم
بالورد والليلك.