بيروت و…هوان العربي

Nizar Shadid

16 يناير  .   4 دقائق قراءة  .    219

بيروت و…هوان العربي 

أرجوك …. أجبني؟ 

هل تؤمن أن هوانك مسطور في اللوح المـحـفوظ عليك؟

أو أن حديد القيد مقاس يديك 

هل ترجف من سلطانك رعباً؟ 

وبلا ذنب قارفت، تسارع ملتمساً غفرانه 

هل تتمالقه، تحني ظهرك تستعطف إحسانه 

وأجب… هل تشغل بالمظهر نفسك كي تتلهى عن بؤس الواقع … 

كي تستر عن غيرك ما فيك وتراك تدين وتؤمن بالـقول السائر… 

تسقط كل الرؤوس وتـبقى رأسك، لا يعنيك …؟ 

عربي أنت إذن، أو تسأل كيف عرفتك؟ 

لست بساحر 

فصفاتك، ذات صفاتـي، ما تخـفي أو تبدي وتجاهر 

عربي أنت كمثلي نزع السلطان رداء العزة عنك… 

وأبدله بلباس الماضي المندثر الغابر 

وقبلت به، وظننت الماضي ينسيك مرارة ذل الحاضر 

وهنا لا تدري كيف غدوت حبيساً … 

داخل سور هوانك صاغر 

تلعب في سيرك حديقة مولاك، تمثل 

ملهاة كانت مأساتك 

يأمرك الصوت …يروضك السوط، حياتك 

وألفت خضوعك ما أنت عليه…تلبست هوانك… 

بحرارة صدقك، ما عدت تمارس أفراحك أو أشجانك 

عدت المفرغ من ذاتك، من ألـق الروح الخلاق المبدع 

إنساناً منطـفـئاً تتردى في وطن، صيره حاكم أمرك تيهاً مفزع 

عدت رجيفاًَ تغدو تعمل، تضحك تبكي طيراً يرقص مذبوح 

للمظهر كل همومك، فيه تواري جرح أساك ونزف الروح 

لا تملك …تجرؤ أن تعلن ما أعلنه قوماً آخر خاطب مولاه، أمامه 

" أسد أراك تصول مقتدراً علي،  وفي لقيا عدوك الباغي نعامه" 

………….. 

إيه يا عربي الوجه المشدوه الضائع من أثقله حمل الحرية 

والنير على كاهله كم يثقله عبودية 

ماذا بعد تبقى؟ لا شيء لديك …لدي تفاهات نتداولها 

بسمات وسلامات وأحاديث رياء نـتكلفها، وضيافات كالمعتاد 

من عقم رجولتنا نتبارى فيها كرماً … 

من منا لسلالة حاتم يمتد به نسب الأجداد؟ 

وسوى ذلك ماذا؟ هات أعندك ما تمنحه أو أمنحه حراً؟ 

نحن الجيل المسلوخ البائس، بيــروت بنا أدرى 

هي ذي عيـناها كحريـقين تحدق فينا 

وضفائرها موجات دخان في أعيننا …. من خذلان تباكينا 

هي ذي بجراح صمود العزة ترمقنا ساخرة وتـعرينا 

بيروت المعطاء الحاضنة المرضعة الإصرار 

كيف غفونا عنها ومحـاريب الحرية والفكر يدنسها تجار الحقد وعباد النار 

أترانا لا زلنا أصغر عن فهمك يا بيــروت… 

ألا زلنا لا نبلغ رشد الحريــة، صبياناً أغرار 

………………… 

بيروت وما عانت برهان يتحدى كل مشاعر ذاتك… 

ما عشت به تعتز كإنسان 

بيروت تحدي البرهان … سقوط قناع الوهم … 

لتعرف كم شوه فيك السلطان 

بيروت وما عانـته تحدي البرهان… 

على أن الأرباب الوثنية، خنقت كل إباء فينا 

مسخت إنسانيتنا، وأحالتنا في العالم سخرية 

بيروت…. معابد قدس الفكر الحر، رأيتها أعراس الدم 

وسلاحك ظل حبيساً منتكساً، لا يرقص فيها، لا يهتز ولا يطرب 

ورأيت…سمعت الهول، يصيرها (النيرونيون) حريقاً ومجازر… 

شهوتها النسوة والأطفال، ولم يتفجر فيك دم فتثور وتغضب 

وظللت كعجز المقعد، لا تملك أكثر من تصعيد أساك عليها… 

تتحسر أو تعتب… 

ماذا بعد تبقى منك ومني… نقعد عن نصرتها… 

هل من حر أو طماح للحرية، لا تجمعه ومنائر بـيروت مصير قضية؟ 

ماذا بعد تبقى منا غير ضآلتنا وتـفاهتـنا… 

كم كان الأحرى أن لا ننجب ذرية 

أو نقتلع الطغيان من الأرض العربية 

ننفي حاكمنا  (الديناصوري) العقل لنحيا حريتنا 

لتعود إلينا إنسانيتنا المنفية 

لننشئ أطـفالاً يمتلكون إرادة عزتهم… 

ينتصرون على روح الغدر الهمجية 

ينتصرون لبيروت…منارة قدس الفكر… 

لتبقى، أبداً معتصماً للأحرار وللحرية 

والحريــة … 

سائل ذاتك، ماذا يبقى حين تـغيب طيوف أشعتـها؟ 

هل غير ضباب الكون وعقم الـعقل وعــري الروح … 

تـفاهة كل الأشياء، وأنا ها نحن بغير الحريــة ماذا نحــيا؟ … 

…أمساخ بشــر 

  1
  4
 0
مواضيع مشابهة

09 أكتوبر  .  3 دقائق قراءة

  3
  3
 0

16 يناير  .  10 دقائق قراءة

  0
  4
 0

10 مارس  .  1 دقيقة قراءة

  1
  8
 0

14 يناير  .  1 دقيقة قراءة

  1
  6
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال