20 يناير . 3 دقائق قراءة . 579
"استيقظتَ حبيببي ؟"، رسالةٌ نصّيّةٌ أرسلتْها هند لفؤاد في الصّباحِ الباكر ، وأنهمكتْ في تحضيرِ نفسها للذّهابِ إلى عملها. وهي تقودُ سيّارتها وتستمعُ إلى أغاني فيروز حملتْ هاتفها واستغربتْ عدمَ ردّهِ؛ حاولتِ الاتصالَ به ولكنّ هاتفَهُ مغلقٌ. لم تكترثْ في بادئِ الأمرِ، لعلّهُ نائمٌ وشحْنُ هاتفهِ منتهٍ. وصلتْ إلى مكتبِها في الشّركةِ وغرقتْ في الأعمالِ الاداريّةِ. بعد مرورِ بضعِ ساعاتٍ لاحظتْ أنّ هاتفَها لم يصلْ إليهِ أيّةُ رسالة،أمسكتْ به بتوتّرٍ وحاولتِ الاتصالَ به ولكنْ عبثاً فهذه المرّةُ الخطُّ ليس بمغلقٍ ولكنّهُ لا يجيبُ. أخذتْ تفكّرُ و تحاولُ أن تطمئنَ نفسَها ولكنْ دون جدوى فالوضعُ مقلقٌ؛ خطرَ ببالها أن تتّصلَ بمكتبِ عملهِ فدقّتْ إلى وزارةِ الدّاخليّةِ حيث كان موظّفاً ، وبعد عدّة تحويلاتٍ أجابها شابٌّ بأنّهُ لم يأتِ اليومِ ولم يبرّرْ سببَ غيابه، لم تعدْ تقوى على تجميعِ أفكارِها والتّحليلِ بشكلٍ سليمٍ. وفيما هي غارقةٌ بشكوكها رنَّ هاتفُها، إنّهُ هو "ألو فؤاد؟" أجابها صوتٌ أنثويّ:"لا أنا حبيبةُ فؤاد" استجمعتْ هند قواها وسألتْها "هل من مكروهٍ أصابهُ؟"، أجابتها بعفويّةٍ " سيّدتي إنّهُ يرقدُ في المستشفى، أصابهُ عارضٌ قلبيٌّ البارحة"، جلست هند على كرسيّ مقعدِها وبصعوبةٍ استطاعتْ أن تتفوّهَ بكلمةٍ واحدٍة "عسلامة".
دموعُها على وجنتيها، مشلولةٌ لا تقوى حتّى على المشي فلم تعرفْ على أيّةِ مصيبةٍ تبكي، أعلى مرضِهِ أو على حبيبته التي ظهرتْ فجأةً. تمالكتْ نفسَها عن الصّراخِ، تنفّستْ الصّعداءَ وطلبتْ ركوةَ قهوة، خرجتْ على شرفةِ مكتبِها،وراحتْ تدخّنُ سيجارةً تلو الأخرى ترتشفُ قهوتها وهي تحاولُ إيجادَ تبريرٍ ما أو التماسَ عذرٍ مقنعٍ ولكن عبثاً.
بشجاعةٍ قادتْ سيّارتَها إلى أن وصلت إلى المستشفى حيث يرقدُ. في المصعدٍ تأكّدتْ منَ الهدوءِ الواضحِ على وجهها، طرقتْ بابَ غرفته، دخلتْ مبتسمةً، وضعتْ باقةَ الوردِ الّتي اختارتها ألقتِ التّحيةَ على الشّابةِ الجالسةِبقربهِ، عرّفتْها بنفسها فصافحتْها قائلةً: "مريم"، هنّأتْهُ بالسّلامةِ ورمقتْهُ نظراتٍ فيها الكثيرُ من اللّومِ والعتبِ ثمّ استأذنتْ وخرجت.
شريطٌ منَ الذّكرياتِ مرّ في ذاكرتها فهو الرّجلُ الّذي أحبّها وبذلَ جهداً كبيراً لتكون أنثاه، أيُمكنُ أنْ يكونَ قد أصرَّ على تملُّكها لأنّها رفضتْهُ في بادئِ الأمرِ؟ أيُعقَلُ أنْ يكون قد وجدَ الحبَّ الحقيقيَّ ورفضَ أن يجَرحَها فترَكِها دون أن يتفوّهَ بكلمةٍ. الاحتمالاتُ كثيرةٌ والتكهُّناتُ أكثرُ والأهمُّ أنّها تلك القويّةُ دائماً وأبداً، وهذه الحادثةُ تؤلمُ طبعًا ولكنّها تجربةٌ جديدةٌ؛ فهي لطالما أحبّتِ التجاربَ الجديدةَوها هي قد أنهتْ علاقةً عنوانُها بالخطّ العريضِ : "غدرُ رجلٍ"
07 فبراير . 2 دقيقة قراءة
11 أغسطس . 2 دقيقة قراءة