ليالي رجلٍ لامبالٍ - سقطت دفاعاته بسحر امرأة

نور حديد

01 فبراير  .   2 دقيقة قراءة  .    841

zamsphotography

" تناول يا حبيبي، على وجبة الفطور، فكرة... فكرة كانت تغزل طوال الليل داخل غرفتنا المظلمة حيث تجري العادة أن نلتقي كل ليلة في التوقيت ذاته... تناولها من يدي، ساخنةً طرية، فإحدى صفات العيش ضمن الأفكار - الإستواء... "

في داخلي ذكرى ذلك اللقاء... العفويّ... حين خلعت معطفها الأسود ورمته على السرير أمامي لتتناثر أبخرة عطرها في الغرفة وتُضعف كل مقاومة أبديتها سابقًا لجمالها ودلالها... ها هي واقفة أمامي بفستانها الملاصق لجسدها، حتى الهواء قد خجل التفريق بينهما... حتى أنفاسي قد تفنّن في قطعها... لقد أتقنت هذه المرأة فن الإغواء من دون شك... لقد أتقنت فن الحروب والاستعمار فوضعت حاكمًا تحت أمرها أينما مرت صورتها أو عطرها أو حتى صوتها. أنظر إليها من بعيد فممنوع عليّ الاقتراب، وأضع حياتي على شفيرِ بركانِ رغباتٍ على وشك الانفجار... أتلوّى كباشقٍ مجروحٍ وقد تعوّد التحليق عاليًا إلى أن أسقطته سهام العيون... هل أصبح اختلاط المشاعر وضياعها رمز للشهوة؟ تقترب منّي لتلامس وجنتيّ بأطراف أصابعها وتطبع قبلةً خاطفة... ثمّ أخرى... ثمّ تبتعد كأن شيئًا لم يكن... فتسكب لنا كأسين من النبيذ الأحمر ونجلس كالعقلاء نتسامر... ينقلنا الفكر إلى أبعادٍ مجهولة وسحر الكلمات إلى عالمٍ أرقى من التفاعل... إلى أن يفرغ صدى الرشفات، وتطفئ المدينة أنوارها، وأطفئ بدوري أنوار غرفتنا... فكلّ الدفاعات الآن قد سقطت وبقي الحبّ الناجي الوحيد والشاهد على معارك الشغف...

  4
  9
 0
مواضيع مشابهة
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال