28 يناير . 3 دقائق قراءة . 1504
تبدأ أحداث الرواية بصفحاتها ال 479، من قبل العام 1948م.
وأنا أقرأ الرواية وجدتني أعقد مقارنة بينها وبين رواية “الطنطورية”، لرضوى عاشور، لأن هناك تشابه بينهما إلى حد ما. ربما لأن كل منهما تناقش الأحداث في الفترة الزمنية ذاتها.
ورغم روعة وجمال رواية الطنطورية، إلا أنني وجدت رواية بينما ينام العالم أكثر جمالا، لماذا؟
في رأيي أنها تصور الوجع الفلسطيني بعمق أكبر...
تدخل إلى مسافة أكبر داخل الجرح الفلسطيني. وتركز بشكل أعمق على مشاعر الشخصيات. وتجعل القارئ يتعاطف مع الشخصيات ووجعها. تفعل ذلك عبر تتبع حياة أفراد اسرة فلسطينية تعيش في قرية هادئة من قرى فلسطين وكيف تتغير حياة أفرادها بعد إعلان دولة إسرائيل وتشريد سكان القرية السالمة.
تقول الكاتبة على لسان أحد شخصيات الرواية:
"لقد قالوا لنا أن هذه أرض بلا شعب، لنكتشف أنها أرض بشعب." فهذا نفي وفضح لأكاذيب الصهيونية.
شخصية إسماعيل أو ديفيد الذي يتم اختطافه وهو طفل صغير ، كانت مؤلمة جدا. فالكاتبة بعد أن شرحت مأساة سلب الأرض وطرد أصحابها، تبين أن الاحتلال وقسوته ووحشيته تعدت كل الحدود. لم يكتفوا بسرقة الأرض، لقد سرقوا حتى الإنسان. رغم طيبة الفلسطيني وابداؤه لحسن النوايا واستقبال المحتلين وتقديم واجب الضيافة لهم كان موشيه يخطط لسرقة الطفل الصغير الذي ر آه متعلقا بحضن أمه.
يريد موشيه أن يحل مشاكله على حساب الآخرين. فيسرق الطفل ويسمع صرخات الأم، ولم يتأثر بتلك الصرخات، وبكل قسوة يخفي الطفل ويبتعد به.
يأخذ الطفل ليعطيه لزوجته التي كانت من ضحايا ما أسماها بالمحرقة. هذه الضحية بدلا من أن تجعلنا نتعاطف معها، نرى كيف تتحول الضحية إلى جاني عديم الإحساس مع سبق الإصرار. زوجة موشيه التي عانت لدرجة أنها فقدت القدرة على الانجاب بسبب ما تعرضت له من اغتصاب متكرر، لا يهمها من هي أم هذا الطفل ومن أين أتى! ولم يؤلمها أن تُحرم أم من طفلها، كل ما يهمها أن تجد جل لمشاكلها هي. أن تسرق طفل لتستمتع بمشاعر الأمومة، كما تستمتع بالعيش في بلد تعرض سكانه للطرد منه.
تمر أحداث الرواية لتصدم القارئ عبر النكبة والنكسة لتمتد لأحداث الاجتياح الإسرائيلي للبنان والانتفاضة الفلسطينية فيعيش القارئ مع الشخصيات التي تعاني وتحزن وتنتقل بين البلدان بحثا عن حياة مستقرة.
الرواية من الأعمال الأدبية التي يتداخل فيها العمل الروائي بالتاريخ وأحداثه فلا مجال هنا للخيال لأن الواقع أغرب من الخيال. بعد الانتهاء من قراءة الرواية يجد القارئ نفسه عالقا في عالم شخصيات الرواية ويحاول أن ينتزع نفسه بصعوبة من هناك.
04 يوليو . 3 دقائق قراءة
21 يوليو . 5 دقائق قراءة