01 فبراير . 1 دقيقة قراءة . 833
قراءة نقدية في تجربة الفنان التشكيلي الجزائري :
( مصطفى بوسنة )
Mustapha Boucenna
(( ان الفن التشكيلي هو الاكثر أصالة . في محتوى الوطنية الجزائرية . ورموزها الرسمية . حيث عودنا الفنانين التشكيليين الجزائريين . على جدوى رمزية العودة الى التقاليد العربية الاسلامية . والفنون الجزائرية الحضارية . حيث تعج ارض الجزائر بالحضارات الانسانية التي واكبت ابتكارات ابناءها . من الشمال حتى الجنوب ومن الشرق حتى المغيب . ومن يريد ان يتفحص فن المنمنمات التصويرية للفنان الجزائري الكبير مصطفى بوسنة . المخضرم في فنون اختصاصاته الابداعية . سيجد ان الخصوبة وتجليات الروح . وسيجد ايضا ان هو وفنانين جزائريين معاصرين ورواد وصلت شهرتهم الافاق العالمية . وتجاوزت محليتها الى العالمية . ليسكن مصطفى بوسنة مصيدة العين في مناخات لوحاته التي تنقلك . من وهج زجاج معشق . الى جدار اضاءته اللونية . ريح ذاكرته الجزائرية . الوطنية . التي يحملها ويحفل بها . صلوات الناسك المتوحد في ابتهالات تمسح العيون . بمنديل لفائف نساءه الجزائريات الجميلات . وهو الذي تخضب بسقوف كهوفها الازلية . التي وصلت شهرة رسومها العالم . اجمع . ليأتي الفنان المصور مصطفى بوسنة . حاملا نايه ( المزمار ) القصبي ملتحف بلون قماشة اعماله . ناشرا كل ماهو عالق في الروح من تجليات الروح في ارتجالات الحياة . التي ارادها في نبض اعماله المضيئة . لتسكن وترتاح . في جدوى جدارياته وزجاجياته . وفي فحوى رموزه والوانه . وصلواته في ردهات النفوس المؤمنة بنوارايتها وروحانيتها . واصالتها التي تنهل من معين طبيعة ارضه والوان تلك الطبيعية . من الجزائر العظيمة في حضارة الانسان . في هذا البيدر الكوني .
وبتأثير ثقافته المتنامية عن طريق نور المعرفة الجمالية والوجدانية . وطبيعة العلاقة التقليدية . في خلاصة الفن الشرقي . الشمالي . من روح الوطنية الجزائرية . واهمية ارضها الخصبة . في عفوية التعابير لعلم الجمال الجزائري . تأتي اهمية لوحة الفنان التشكيلي الجزئري مصطفى بوسنة . حاملة عبق جماليات الحياة الشعبية . والشاعرية . في بيئة الفنان . الذهبية . حيث يجمع في مفاهيم لوحته وتجربته . تقاليد الروح العاشقة . لتقاليد الجزائر العريقة . وهي في معالمها . اسلوب من الشفافية والرقة والمنمنمة التصويرية التي تحمل فيها حبق التلوين الفردوسي الهادىء الرزين . المنسجم . مع روحه الشاعرية ومواضيعه الرومانتكية . الساكنة نبض قلبه . في مزايا املاء الفراغ . بروحية حكايا القصص الاسطورية . والاعمال الوطنية . فالرمز عالم الاسطورة الشعبية المصورة في انامله المضيئة . والانسان والطبيعة . هو تجاور التفكير في المحاكمة النفسية . وهي ذلك البعد الروحي الشاعري . الذي يبرر وجوده في اعمال . هذا الفنان الشاعر المصور والمترجم لتصاوير العين . حيث يجمع في اعماله التصويرية . جمع فيها مبادىء عالم الرومانسية الرومانتكية . ويفسر الكون على مزاجه الشخصي ز بفرشاته المتفردة على خلايا الفرح النائمة . في كنف تضاريس اعماله . التي اشبعها في ملامس تصويرية . ذات تقنية فيها من الدسامة اللونية والسطوح السميكة . سماكة ارض الجزائر . وتضاريس في السهل والصحراء والجبال والوديان والرمال . حتى الغيوم . لترى. المتعة الجمالية . في فنيات عمله . وتفرده بين الاعمال الاخرى . وتميز ذلم التفرد الى حدود الخرافة المعاصرة . التي يصوغها الفنان مصطفى بوسنة . حسب حقيقة افكاره نحو الناس والمراة والواقع . ورموز عالمه . الذي يحيا فيه . كمواطن جمالي مخضرم . بواقع خصائص فن الجزائر . حيث تشتهر الجزائر . بانها واحدة من كبرى بلاد الحضارات الانسانية في شمال افريقيا والشمال الافريقي . يكتنز بالجمال الطبيعي . حيث الاوراس شاهد على العصر . في طبيعة ترفض ان تكون منسية . وانما تقارع الهواء الطلق وكتب التاريخ . لتقول ان الطبيعة في الجزائر . ملهمة الفنانين والتشكيليين والشعراء والادباء والباحثيين والمعلمين . والناس البسطاء . الحالمين بيوم آخر .
ومنذ القدم كانت الطبيعة في الجزائر . ومنذ ماقبل التاريخ . وحتى يومنا هذا . كانت وستظل معلم من معالم وحي الالهام الذي يتكىء عليه . اغلب فنانينا الرواد والمعاصرين . ومن يقع في هوى النفس التواقة الى الحب والجمال والعطاء . فرسومات التاسلي . والفنون التقليدية البدائية منها والشعبية التي ارتبطت في حياة الناس والثقافة والجمال . هي مصدر وسائل التعبير . عند مبدعنا الفنان المعلم في مجاله التصويري . مصطفة بوسنة . لهذا ترك فن الرسم فيه . لواعج لاتنتهي . في سرمديته التصويرية . وسكن القلق راسه . وتعقدت الحياة حوله . واشتبكت خطوطه . وملامس الوانه . وتراقص ايقاعات اصابعه الانسانية . وامتزجت في مشواره الفني . واخذت مساهماته التشكيلية والفنية والثقافية . تتألق في بحور قوة التشكيل والتكوين في تعبيرية الفنان الملون بحس كرافيكي . يشبه محتوى الوانه الصارخة في لمسات جرئية . غير خجولة . وكان حرارة القلق والداخل . هي حركة الكدح في جائزة انتصار الروح والامل . عندما يسبح مع عصافيره الضاجة . فوق رؤسه ابطاله المرسومين بغضب دافىء . ونزق صورة الحمام والمراة . المتأملة . وقد تحيط بها مزركشات الف ليلة وليلتان . وكمحتوى لتراب الوانه . الباهت الصلصالي . المشبع بالالوان الكامدة رغم نضارتها . وحكاية اللون الغائب . على منافذ الامل .
ليدركها القلب والمشاعر وكانها في بستان الواحات المشمسة في تفسير كل هذا التعبير الجمالي . في تكوينات تجريدية تأخد من وسط تكسيرات التسلسل الصاعد والنازل . في شحنات نبض روح الاسترخاء الجمالي . الذي تفيض منه شحنات الايحاء . والحياء والحركة . وتضج بمرئياته في صور مشاهداته . على مسطح لوحاته . حيث الطبيعة العامة والمرأة في شتى الجوانب الاجتماعية . هي روح امراة الجزائر التي سكنت عوالم الدهشة في واقعية موضوعية . تنز منها خصائل جمال باذخ . وحيوية فن يدعو الى نزعة تحليلية للاشكال عند مبدعها . وتدعو للتحرر والانعتاق . كله تراه في حكايا الخط والشكل . التي تتمازج وتؤثر بتعبيرها الشاق الشيق . وتنصهر في نبض روح التجريد الشرقي . التي يستلهمها الفنان مصطفى بوسنة ويحيا فيها . حاملة اللذة والعاطفة وتفيض بها شبق نائم خفي . يوحي بنفسه من خلال منظور ايماءات شخوصه الساكنة في تفسيرات محتوى الصدق والعفوية في فنه وحرصه على شكل التطور الصادق في الكثير من اعماله . وفي عموم سياق تجربته الفنية المدهشة . التي لاتحمل اثر التزين والزخرفة . وانما تغوص عميقا في اهمية فن المنمنمات المعاصرة . التي ارادها الفنان المنمنم مصطفى بوسنة . وكانه يرصف منمنماته الانسانية على قطعة عفوية الذات .
ليقول لنا : ( انه المتوحد مع ارضيه حياته . في ذهنية موزاييك هذا الشرق العجيب . الذي قتل الانسان فينا بحروبه المدمرة . وجعل روحاية الفنان هي حامية المكان . وهو الحارس المعبر عن جمال فرص التمتع . في ضوء نبض الاحساس الحار . في ليونة خطوط فن التصوير وشكل النحت القديم . ولهذا تسكننا شكل العاطفة في الفن . وترتبط بنا تطور اسلوب الحياة في جدوى الاتجاهات الفنية المعاصرة . ومنه يقع الفن في سمو مورثاته الحبيبة . ولاتقتصر اللوحة . على عجينة لونية واحدة . وانما تتعداها الى بساط شعبي . كل شيء فيه مرسوم . بدا من يد الامهات الحبيبات . وصولا الى مملكة كل الحبيبات الجميلات من الجزائريات . وبتوزيع واعي ومتقن . رسمت فيض مفرداتي الحبيبة . في مهرجان الذات العاشقة . انطباعي الهمسة واللمسة . واقعي التأرجح في غمرة الفن والفكر والمظاهر الحضارية . وكمن يظافر الشكل بالمضمون . تظل عوالمي عظمة انسانية الانسان . وضرورة جماليات عقل انفعال ذلك الانسان في لوحة كل عناصرها . دروب الواقع وفضاءات الحلم . والافاق الرحبة . وجدوى المناخات اللونية السابحة . بشاعرية تامة . وكانها صورة الارض الاخيرة لنا ) حيث يردد دائما :
(( تمنيت لو اصير شجرة مثل هذه..للابد شجرة وارفة الظلال غير مثمرة..فلا ترمى بالحجارة..وانما تهواها القلوب لظلها...هذه البلاد القاحلة وجفافها شديد..فلو صرت هذه الشجرة سأحنو على الذين يستظلون بي..و سيكون ظلي رحمة لهم امنحها بلا مقابل..سأكون مأوى للمنهكين لا مطمعا لطالبي الثمار...))
قراءة : عبود سلمان / كندا
ادمنتون - البرتا
27 أكتوبر . 0 دقيقة قراءة
06 أبريل . 7 دقائق قراءة
06 أبريل . 3 دقائق قراءة
18 يناير . 1 دقيقة قراءة