قراءة نقدية في تجربة الفنان التشكيلي العربي الجزائري عبد الغني بومقورة

Aboud Salman

06 أبريل  .   7 دقائق قراءة  .    1006

ظل الشمال الافريقي . او المغرب العربي . كما درجت الحالة في ثنايا الماساة اليومية للبشر . في يوميات الواقع العربي . في رصد كل تجليات الرؤية الجمالية . لواقع الفن التشكيلي العربي . لهذا بقيت تلك الثنايا مجهولة على الاغلب في طيات فوضى حواس ايامنا التشكيلية العربية التي نحن بامس الحاجة لمعرفتها واكتشافها بعميق وجدانها الانساني والجمالي والحضاري . حيث يعج الشمال العربي من واقع خرائطنا العربية لوطننا العربي الممزق بفتوى الاتفاقيات القطرية . ومطامح الشخصية لساسة لايعرفون من الحياة غير النرجسية والتدمير في الشخصية الابداعية العربية . على مختلف توجهاتها الفكرية وجذر حضارتها الانسانية والوطنية والجغرافية .

ففي الشمال الافريقي . حيث تسكن الجزائر الشقيقة . في حضن الغيم وشغف الضوء وحرارة اللون . وفق تعرجات الضوء واللون . ومنه يطل علينا الفن العربي في الجزائر بين ملامح جماله الطبيعي وجمال جبال الاوراس والاطلسي والجبل الاخض من اقصى المغرب الى عمق ليبيا وعمق الصحراء الجزائرية التي حفلت ببواكير الفن الانساني حيق ( الرسوم الجدارية في التاسلي ) وهي امتداد المغائر في جنوب ليبيا .حتى حدود مناطق الثقافة الانسانية في عمق قارة افريقيا . وفي زوايا هذا العمق يسكن فعل الانسان في جماليات الفن الانساني وصولا الى لاسكو في فرنسا والتميرا في اسانيا وهكذا يسكن عمق الفن التشكيلي العربي الامازيغي في الجزائر الموحدة . وهي ذات التي سكنت فنونها الشعبية بعمق مايربطه التاريخ بالتاريخ الانساني . او عبر مايقدمه الانسان في نماذج يومه كوسيلة للحياة بين الناس وطبيعة يوميهم وثقافتهم الانسانية والجمالية التي يسكنها عادات وتقاليد راسخة في البدائية والتقليدية . والوطنية . التي هي جزء هام من وسائل التربية والحياة والتاريخ والجمال ووسيلة كبرى للتعبير عن مكنونات احلامهم وتطلعاتهم في الحزائر الام .
 

182486_182416618461905_8249519_n

ومن هذا كله لايسعنا الا التأمل في لغة الفن والتشكيلي والجمال الانساني لخصوصية ابن الجزائر المبدع الفنان التشكيلي عبد الغني بو مقورة . وهو الذي اختزال عالمه الانساني والجمالي في قوام تجربته المعاشة على اشارات خلود وطنه الام . وحواره الحضاري معه . عبر مكنونات خصوصيته الصجراوية التي شكلت رحم عالمه في مراحل عمرية ن تجربته التشكيلية . وهو الذي امتاز بخصوصيته كاهم الفنانين التشكييليين الحزائريين المعاصرين العرب . حيث بتعبير فطري فوضوي قاس احيانا في جل تجلياته . سكن عالمه المتافيزيقي لتتجلى الرؤية التشكيلية بكل احجيتها التي تتلور فيها افكاره اتجاه علاقة يومه المعاش في خصوصية عالمه القابع باتساع على مفهوم الصحراء الجزائرية في اشارات تمائم قصصها وحكايا . واساطيرها التاريخية .

قراءة نقدية في تجربة الفنان التشكيلي العربي الجزائري عبد الغني بومقورة

التي افرغها ولازال يشتغل عليها الفنان ( عبد الغني بومقورة ) وفق سطوح لوحاته التجريدية التجريبية الجمالية والتي تمتزج فيها مابين كل ماهو واقعي وتخيلي .. وحلمي ..لتشكل ممارسته للعملية التشكيلية . جدوى ابتكاراته في الوان الحداثة التشكيلية على مسطحه التصويري او قماشة الوانه في لوحاته حيت الصراع محتدم بين هيولى اللون والانفعال والملمس والتنقية . وكلهم في فلكه يسبحون . عوالم حرة . مضبوطة بايقاع راقص . يجيد عزفه ذلك المصور الملون وكانه الراقص الامين على ايقاعات خلجات الروح وشغفها اللحني . وفق قصائد عشقه لبيئته . الجزائرية . بمنحى شجن التجريد الرمزي . لاسلويته في الشكل والحدوس الهارمونية . لتفاعلات بريق اللون وزهاءه . وصخب الخطوط والالوان . والماورائيات في مساحاته الجريئة . والحرة في خطابه التشكيلي البصري . وهو الذي سكن تحويراته المحببة على قلبه وعقله . بلون صافي صادم . له جذره الانتماءي . في نسيج تربة بلاده وحضارات اجداده في عمق الصحراء الجزائرية . التي هي عالمه في بستان واحات روحه وواحة الفن الواسعة في عقل تفكيره . الذي يرسم الروح بالوان شمالية شرقية . جزائرية الشموس في اثوابها الجمالية . الميتافيزيقية . ليرسم منظورية الأشياء الحسية . بطبيعتها التقليدية . وفق حوادثه اليومية التي يحورها في تفاعل بصري استفزازي . مثير . في موثر نفس حركي . في مجاله التألفي . لطبيعة خصوصية رموزه العامة والخاصة .حيث التبسيط الشكلي عالمه الرحب . الذي يتكون بروح التآمل حاملا في نبضه خطاب جمالياته الخالصة . المنزّهة والمجرّدة من كل ماهو جزئي ومحدود .

قراءة نقدية في تجربة الفنان التشكيلي العربي الجزائري عبد الغني بومقورة


وهو الذي استلهم اغلب رموزه التصويرية المرسومة وفق اشارات وبقايا ملامح مرسومة . من فوضى الحواس في مشهدية الحس التلقائي البصري العام . لمختزل في مكنونات روحه . جمر السنين الماضية . وطبيعة صحراءه عند الصباح والمساء وروحانيتها في عفويتها المشبعة بالضوء ونثار الفلسفة التأملية للفنان المعاصر في خواص احلامه . والعتيق في مفاصل هويته الفنية في هوية انماطه التعبيرية الاولى . حيث عالم السحر والخيال طاغي على خصوصيته من جراء الامور التقليدية . وهو الفنان الاصيل في وطنه . بعدما عذبت بلاده حلم المستشرقين من دولاكرواوديكامب وشانمارتان ومارلاء ودوزاه وشاسيريو وفرومنتان وديهودنك واخرون .. لينظر الفنان الجزائري بنفسه لعالمه ويوجد ملامحه في فنه وتقاليد ذاته الانسانية الحضارية . وذلك وفق جهود مخلصة من الفنان عبد الغني بومقورة واغلب فناني الجيل الماضي والحاضر. الذين رسموا ملامح ومميزات واقع جماليات الفن التشكيلي الجزائري الحديث والقديم . وخصوصا من عبقريات جزائرية متحررة في روحها وفنها وخصوصيته كما فعل الراود الاوائل والجيل المعاصر من واقع ابداعات الحركة الفنية التشكيلية الجزائرية التي تزهر بهم وذكرى ازواري معمري وعبد الحليم همش ومحمد زميرلي وفراح بن سليمان وبوكرش وعبد الله بن عنتر ومحمد بوزيد وعبد القادر قرماز ومحمد اساخيم ومحمد خده وبشير يللس ومحمد راسم واخرون..

 

قراءة نقدية : عبود سلمان / كندا

  
 
  3
  5
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال