ليالي رجل لا مبالٍ - مع مصاصي الدّماء

نور حديد

25 يناير  .   2 دقيقة قراءة  .    606

Vampires and haunted places | wavebreakmedia / Shutterstock

من عادة محاربي الضوء منازلة الأعداء بحكمة، أمّا محاربي الأحلام فالمواجهة مردّهم وحدود الخيال مثلي، لامبالية.... إلى حلمي ‏دخل مصاصو الدماء (‏Vampires‏) خلسة واحتلوا مدني. لقد ظنّوا أنّ الأحلام مرتع الضعفاء وما حسبوا أن الثورات تولد هناك... ‏فاجتمع حولي خيرة المحاربين واستلوا سيوفهم وخناجرهم... ويا ليت صور الأحلام أكثر وفاءً، فبسالة الوجوه في‎ ‎حلمي كانت لتلهم ‏فناني العالم للرسم والنحت وكانت لتغطي جدران وصالاتِ المتاحف...

انطلقت مسيرة التحرير في أزقّة كلّ مدينة وصولًا إلى قصرِ ‏تَمَرْكُز مصاصي الدماء... كانت فِرْقَة النخبة تتسلّل وتقاتل بشجاعة، ولكنّ غريمها غوغائي ولا يعرف الموت إلّا لأعدائه فيقتات ب‏دمائهم... كان كلّما قضينا على حفنةٍ منهم عاد إلى الحياة المزيد، وهاجمونا حتى سقطت الفِرْقَة بِرُمَّتها وبقيت وحدي أحارب... وكنت ‏أشعر في حلمي هذا بكلّ ضربة خنجرٍ وسقطةٍ على الأرض، لكنّي أبيت السقوط. فمع إحكامهم محاصرتي، وجدت منفذًا صغيرًا إلى ‏الباحة الخلفيّة للقصر والمواجهة لغابةٍ كثيفة... هممت بالركوض إليها وخنجري في يدي، وكانت مجموعة منهم تلاحقني في تلك الليلة ‏الحالكة ولكن، إلى أين المفرّ وفرقتي أُبيدت وهؤلاء المخنّثين على خطاي...؟ كان الخلاص واضحًا: إمّا الاستيقاظ خائفًا، مرتجفًا ‏ومتعرّقًا، أو نحر الخوف في مهده؛ فما هؤلاء المصاصون إلّا رموزًا لما هو مزروع في داخلي من سلبيّاتٍ ضمن قبائلها... وهنا رفعت ‏الخنجر إلى مستوى صدري وشعرت ببرودته وأنا أخرزه في قلبي، لأستيقظ وشعور الألم البارد ما زال يرافقني...

ألم مطهّر لأفضل من خوف ملوّث... ‏
-
  0
  3
 0
مواضيع مشابهة
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال