25 يناير . 2 دقيقة قراءة . 606
من عادة محاربي الضوء منازلة الأعداء بحكمة، أمّا محاربي الأحلام فالمواجهة مردّهم وحدود الخيال مثلي، لامبالية.... إلى حلمي دخل مصاصو الدماء (Vampires) خلسة واحتلوا مدني. لقد ظنّوا أنّ الأحلام مرتع الضعفاء وما حسبوا أن الثورات تولد هناك... فاجتمع حولي خيرة المحاربين واستلوا سيوفهم وخناجرهم... ويا ليت صور الأحلام أكثر وفاءً، فبسالة الوجوه في حلمي كانت لتلهم فناني العالم للرسم والنحت وكانت لتغطي جدران وصالاتِ المتاحف...
انطلقت مسيرة التحرير في أزقّة كلّ مدينة وصولًا إلى قصرِ تَمَرْكُز مصاصي الدماء... كانت فِرْقَة النخبة تتسلّل وتقاتل بشجاعة، ولكنّ غريمها غوغائي ولا يعرف الموت إلّا لأعدائه فيقتات بدمائهم... كان كلّما قضينا على حفنةٍ منهم عاد إلى الحياة المزيد، وهاجمونا حتى سقطت الفِرْقَة بِرُمَّتها وبقيت وحدي أحارب... وكنت أشعر في حلمي هذا بكلّ ضربة خنجرٍ وسقطةٍ على الأرض، لكنّي أبيت السقوط. فمع إحكامهم محاصرتي، وجدت منفذًا صغيرًا إلى الباحة الخلفيّة للقصر والمواجهة لغابةٍ كثيفة... هممت بالركوض إليها وخنجري في يدي، وكانت مجموعة منهم تلاحقني في تلك الليلة الحالكة ولكن، إلى أين المفرّ وفرقتي أُبيدت وهؤلاء المخنّثين على خطاي...؟ كان الخلاص واضحًا: إمّا الاستيقاظ خائفًا، مرتجفًا ومتعرّقًا، أو نحر الخوف في مهده؛ فما هؤلاء المصاصون إلّا رموزًا لما هو مزروع في داخلي من سلبيّاتٍ ضمن قبائلها... وهنا رفعت الخنجر إلى مستوى صدري وشعرت ببرودته وأنا أخرزه في قلبي، لأستيقظ وشعور الألم البارد ما زال يرافقني...
ألم مطهّر لأفضل من خوف ملوّث... -