05 مارس . 1 دقيقة قراءة . 755
الفهم المقلوب للحداثة.
خلال عقود مضت خاصة قبل الألفية الثالثة كانت لبعض الفنانين إمكانيات مادية إضافة إلى الاستفادة من الريع بسبب انهم كانوا يتسيدون الساحة وإلى حد الآن ،، ومن حاول الاقتراب منهم سحلوه،، وتآمروا عليه لتقزيمه وأحيانا سبوه وشتموه بأبشع النعوت، ،هذه الإمكانيات المادية سمحت لهم بزيارة بعض البلدان واكتشفوا أن فنهم بعيد جدا عن ما يروج في العالم من تيارات ورؤى مختلفة تحت مسميات كثيرة،، فكانت الصدمة قوية فلا هم يستطيعون الرجوع إلى الخلف ولا السير إلى الأمام،، وبدل ان يقوموا بمراجعة أنفسهم والبحث المستفيض في سبب هزالة ما أنتجوه حرقوا كل المراحل باللجوء إلى استنساخ أعمال فنانين غربيين وحتى شرقيين ومن بين هؤلاء نذكر الفنان الإيراني حسن زندرودي الذي كان أستاذا لمادة الفن في باريس لأن أعماله لا تظهر فيها قطيعة مع الماضي وهذا ما جعل أعماله فريسة سهلة للنقل ،، هذا دون الحديث عن فنانين غربيين يعرفهم القاصي والداني،، ومع ظهور الإنترنت أصبح المتتبع للفنانين مصابا بالدهشة ،،لأن ما يراه من أعمال لفنانين مغاربة وعرب لا يختلف عن أعمال فنانين غربيين، وتصل أحيانا إلى حد التطابق،، وبدل أن يقوم الكتاب والباحثون بمراجعة هذا الوضع والمصالحة بكل جرأة مع الماضي ، بإعادة َتقييم تلك الأعمال الفنية قاموا أيضا بحرق كل المراحل وتكريس الوضع السائد لأسباب كثيرة ، ،، وأصبحوا ينتجون دراسات تحاول أن تكشف عن خصائص أسلوبية للفنان الذي استنسخ عمل غيره،،ولا يطبقون نفس المعايير على فنانين آخرين حيث يتهمونهم بالسرقة رغم البون الشاسع بين هذا وذاك،، وهذه المقاربات لم تقنع ولن تقنع أحدا وحتى من كتبها غير مقتنع بها،، والدليل ما نسمعه عن فنانين وباحثين معارضين لهذا النوع من الكتابات ما عدا قلة من الكتاب والباحثين الذين على الأقل تمكنوا من تقديم أسماء جديدة، وأكيد أن جيلا لا يرحم سيأتي وينفض الغبار عن هذه الأعمال دون رحمة أو خجل من الفنانين ولا من الكتاب. وما نراه اليوم من سنوبيسم لن يصنع فنا كتابة ولا ممارسة. وان ما نراه اليوم من تنقل بعض الباحثين نحو القصور ودول الخليج والتقرب إليهم طمعا في الهبات ،جعل منهم مرتزقة بالدرجة الأولى،، ويتباهون بصور التقطوها في تلك القصور رغم أن هناك صور لا يستطيعون نشرها. وأصبح هؤلاء قدوة للآخرين.. ويا لها من قدوة أو قوادة.
____________________________________
الكاريكاتير للفنان السوري الراحل عبدالله بصمه جي.
النص المكتوب للفنان والناقد التشكيلي العربي المغربي محمد سعود
08 أبريل . 6 دقائق قراءة
05 فبراير . 3 دقائق قراءة
12 مارس . 3 دقائق قراءة