06 مارس . 1 دقيقة قراءة . 812
كم هي جميلة أنوار المنازل والشرفات والشوارع، كم هي جاذبة في ليلة صيفية باردة معبقة بنسائم السماء، تلك المدن العارية من الممتلكات والنفائس وخزائن الأثواب الخضراء، تلك المدن فقيرة الخرير والحفيف والهديل، تملك ألف ضوء وحكاية ورواية، تشعلُ أنوارها بداية كل مساء، مُكللةَ الجبال والوديان والقيعان بشموع أزلية تعزف سمفونية الحياة وتراتيل المسيح وأصداء المحارب وأوراح أهلها.
تلك المساءات عريقة بفقرها بمصابيح الأمل تُقَبِلُ مداها وهواها، تحاكي الجمال تنسج لأهلها أبسط معاني الدفء تهديه مكسوًا بكسرة الأيام.
تلك عمان.
عمان التي تُنجبُ كل يوم مصباحا ونورًا، يُطلقُ العنان لهموم أهلها ويسدل الستار على آخر ليالي الحب، تلك عمان تُهدي الضياء في ليالي جبالها للغريب قبل القريب.
تلك الولّادة التي ما انفكت تَهب الروح روحًا والشتات بيوتًا وجدران، تلك عمان المظلومة من قسوة من عبروا على رؤوسها والجباه.
عرفتها صدقيني عرفتها وعرفت نشأة أمة جبلت على شرف وطابت مشرفا.