03 أبريل . 5 دقائق قراءة . 814
على الرغم من الحالة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بلدان العالم وخاصة البلدان العربية إلا أن الجيل الشاب يبحث عن كافة الوسائل التي تساعده على شق طريق مستقبله، حيث يسعى العديد من الشابات والشبان لاكتشاف مشاريع ناجحة براس مال صغير توفر لهم دخلاً شهرياً مناسباً وتؤمن مستلزمات الحياة، حتى لو كان ذلك بالتزامن مع دراستهم، كما أن موضوع البحث عن مشاريع ناجحة براس مال صغير لا يقتصر على الشباب فقط، بل ويراود جميع الأشخاص الطموحين ممن يسعون للوصول إلى القمة من كل الأعمار على ما يبدو.
وللوصول إلى هذا الهدف يجب أولا القيام بالتخطيط السليم، فالتخطيط هو المبدأ الأساسي لتحقيق مشاريع ناجحة براس مال صغير. لذلك إن كنت مهتماً، يجب أن تقوم بإعداد جدوى اقتصادية دقيقة وصحيحة تتعرف من خلالها على حاجة السوق، والأمور التي يطلبها الناس ويحتاجونها، وما هي الفائدة التي يمكن أن تقدمها لهم عن طريق مشروعك الصغير، وأن تتحرى المؤهلات التي تمتلكها لتحقيق هذا المشروع.
ولحسن الحظ هنالك وسائل عديدة في هذه الأيام تساعدنا في القيام بتخطيط ناجح ودراسة سليمة للوصول إلى مشاريع ناجحة براس مال صغير، ومن هذه الوسائل; مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، حيث تزودنا هذه الوسائل بكمية هائلة من الأفكار التي يمكن ان نبني مشروعنا عليها، وفي الوقت الذي تبدأ فيه بالبحث عن مشاريع ناجحة براس مال صغير ستجد الكثير من القصص والتجارب الملهمة التي ستساعدك على تجميع أفكارك وقواك وتزودك بالعزيمة والإصرار والأفكار التي من شأنها ان تكون أساساً لبناء حلمك المستقبلي. ومن أبرز هذه القصص والتجارب:
دائماً يمكننا القول إن "نجاح الإنسان يرتبط بشكل مباشر بحصيلة ما يقوم به في وقت فراغه" ولعل من أبرز الأشخاص الذين استطاعوا إثبات هذه المقولة هي السيدة مينج فانج نينج، وهي سيدة صينية انهت فترة عملها السابقة وانطلقت نحو التقاعد في عمر الستين، ولكن لم يكن التقاعد عائقاً أمامها للتفكير في الحصول على مشاريع ناجحة براس مال صغير، فبعد تقاعدها وشعورها بالفراغ والملل بدأت تفكر ببناء مشروعها الخاص، ففكرت بصقل مواهبها في الطبخ والاستفادة منها للحصول على مورد مالي يحقق لها حياة سعيدة ويساعدها في ملء وقت فراغها، فباشرت بإعداد الأطعمة الصحية والتسويق لها عن طريق الإنترنت. وفي البداية بدأت بتقديم مجموعة صغيرة جدا من الأطعمة وحصلت على عدد قليل من الزبائن، ولكن مع مواصلة العمل الجاد استطاعت أنت تصل الآن إلى إمكانية تقديم ما يقارب 200 نوع من الأطعمة، وارتفعت كمية المبيعات عندها بشكل مدهش، فعلى الرغم من عمرها إلا أن روح الشباب التي تمتلكها والطموح الذي لديها جعلاها تصل إلى أبعد مما كانت تتوقع.
إن مشاريع إعداد الوجبات الصحية والمفيدة والتسويق لها بشكل فعال تحظى باهتمام واسع في عالمنا العربي، وخاصة بسبب كثرة الشباب والعمال المقيمين لوحدهم والذين يسعون للحصول على طعام منزلي صحي بعيداً عن الاكلات السريعة الجاهزة.
وعند الحديث عن مشاريع ناجحة براس مال صغير نرى قصة الزوجين الأردنيين لؤي وزوجته نبيلة، اللذان استطاعا تحقيق هدفهما بالحصول على اسم تجاري وعلامة تجارية ومصنع خاص بهما.
حيث بدأ هذان الزوجان بالعمل كبائعين متنقلين يشتريان المنظفات والملمعات وعطور السيارات من أماكن بيع الجملة ويبيعانها للمحلات بقطع مفردة ويكسبان الأموال من وراء ذلك، كانت بداية هذا المشروع عندما اقترضا مبلغ 100 دينار أردني من البنك لشراء بعض المنتجات وبيعها، وبالمثابرة والجهد والعمل المتواصل والتسويق الجيد والتخطيط السليم استطاع هذان الزوجان اليوم الوصول إلى منتج خاص بهما يحمل اسم سوبر ليان وأصبحا يمتلكان علامة تجارية ومصنع يوظف العديد من العمال وكان كل هذا بفضل التعاون وعقد الشراكات مع العديد من الممولين والتسويق الناجح، ومن هنا يمكن القول إن من أفضل ما يندرج تحت مسمى مشاريع ناجحة براس مال صغير هي عملية شراء المنتجات إما بشكلها الخام أو بكميات معينة وبأسعار الجملة ثم إعادة بيع هذه المنتجات بأسعار أعلى من تلك التي تم الشراء بها سواء عند تحويل المواد الخام إلى مواد يمكن الاستفادة منها بشكل أفضل او من خلال بيع القطع بشكل إفرادي وهذا يضمن أرباحاً مميزة جداً.
يجب عليك البحث عن منتج معين تستطيع نشره وبيعه وتقديمه والتسويق له بشكل مميز ومن ثم يجب عليك التعاون والتعرف على موردين يستطيعون توريد هذا المنتج لك بسعر مناسب.
من أكثر المشاريع التي يمكن ان تندرج في هذه الأيام تحت مسمى مشاريع ناجحة براس مال صغير هي أعمال الوساطة العقارية والتسويق الإلكتروني للعقارات، حيث تقدر نسبة مشتري العقارات ممن يستخدمون الانترنت في البحث عن منزل او عقار بتسعين بالمئة وهذه النسبة تعكس التطور الهائل لعالم الوساطة العقارية الإلكترونية. وفي إحصائية حديثة تبين أن 36% من مشتري العقارات عثروا على عقارهم عن طريق الانترنت.
ومن الأشخاص الذين حققوا نجاحاً مبهراً في مجال الوساطة العقارية هي السيدة الأمريكية باربرا كوركوران حيث بدأت هذه السيدة مشروعها عندما طلبت من مدير شركتها السابق الذي كان يعمل ضمن شركة عقارات السماح لها بالعمل على تجربة بيع عقار واحد من عقارات الشركة، وفعلاً بعدما حصلت على هذه الفرصة عملت على استئجار مساحة إعلانية ضمن صحيفة نيويورك تايمز ونشرت إعلانها للشقة الصغيرة بطريقة جذابة ومبدعة. ولم يمر الوقت إلا وقد تلقت السيدة باربرا أكثر من 80 اتصال هاتفي خلال يوم الإعلان، وجنت ربح مالي يقدر بحوالي 340 دولاراً خلال يومين فقط.
والآن مع دخول الإنترنت بشكل أكبر أصبحت عملية الوساطة العقارية أكثر سهولة فمبدأ الوساطة العقارية الالكترونية يقوم على نشر الكثير من الاعلانات عن الوحدات العقارية للبيع او الايجار عن طريق مواقع الانترنت المختلفة المتخصصة والغير متخصصة في عالم العقار، وهناك فرصة لكل فرد طموح بان ينجح في هذا المجال نظرا للسوق الضخم والاحتياج المستمر في عالم العقارات وهذا المشروع لا يحتاج منك إلى أي رأس مال معين فمن خلال حاسوبك المحمول وبالقيام بالنشر والتسويق على منصات التواصل الاجتماعي بشكل مستمر وهذا سيجعلك تمتلك مشروعاً مميزاً يحقق الكثير من الأرباح.
ومما سبق يمكننا القول إن العثور على مشاريع ناجحة براس مال صغير في عالمنا المتجدد أصبح أمراً أكثر سهولة مما كان عليه سابقاً فالكثير من المشاريع الناجحة اليوم بدأت بفكرة أو خطوة بسيطة وبرأس مال صغير حولت أصحابها إلى أشخاص يمتلكون مشاريع ناجحة وضخمة وتقدم لهم أرباحاً أكثر مما كانوا يتوقعون.
بقلم ابراهيم الكيال
المصادر: